آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:23:03:34
اغتيال فخري زاده يفضح أكاذيب إيران
(الامناء نت / متابعات)

لم يكن اغتيال مؤسّس برنامج إيران للأسلحة النووية محسن فخري زاده مجرد انتكاسة لطموحات إيران النووية وحسب. لقد كان تذكيراً أتى في الوقت المناسب بأن الاتفاق النووي بني على خداع طهران منذ البداية.
وجود منظمة الأبحاث والابتكار وإدارة إيران لأرشيف سري حول السلاح النووي وإخفاءها لمواد نووية غير معلن عنها هي عناصر تُقدّم حقيقة بسيطة

 هذا ما أكده المستشار البارز في مؤسسة الدفاع عن الديموقراطيات ريتشارد غولدبرغ في مقاله الذي نشرته صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية. ففي مايو (أيار) 2018، كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجود أرشيف نووي سري في إيران لم يتم الإفصاح عنه قط للمحققين الدوليين أو المفاوضين النوويين.
تضمن الأرشيف كنزاً من الوثائق والملفات الإلكترونية بما فيها معلومات عن الهيكلية التنظيمية للعمل النووي الإيراني. ومحسن فخري زاده يجلس على "قمة السلسلة الغذائية النووية"، بحسب توصيف غولدبرغ. في ذلك الوقت، قال نتنياهو: "تذكروا ذلك الاسم، فخري زاده". وهذا تنشيط للذاكرة بالنسبة إلى الذين نسوا الاسم وفقاً للمستشار نفسه.

إدارة أوباما تعترف
كان فخري زاده مؤسس خطة أمد لبرنامج الأسلحة النووية والتي أوكلت مهمة بناء واحد من أكثر الأسلحة فتكاً لأكبر دولة راعية للإرهاب. في 2011، انفصل فخري زاده عن أمد ليقود منظمة سرية معروفة باسم منظمة الأبحاث والابتكار في وزارة الدفاع. في 2014، أعلنت إدارة أوباما أن منظمة الأبحاث والابتكار "مسؤولة بشكل أساسي عن الأبحاث في مجال تطوير الأسلحة النووية" واتهمت منظمة فخري زاده الجديدة بتولي "نشاطات مرتبطة ببرنامج إيران النووي غير المعلن عنه".

إدارة ترامب تتحرك
سنة 2019، كشفت وزارة الخارجية الأمريكية أن منظمة الأبحاث والابتكار وظفت 1500 فرد، بمن فيهم علماء أسلحة نووية مرتبطون بخطة أمد. وأضافت أن هؤلاء العلماء "يواصلون تنفيذ نشاطات تطوير وأبحاث ذات استخدام مزدوج، والتي من المحتمل أن تكون جوانب فيها مفيدة للأسلحة النووية وأنظمة تسليم أسلحة نووية". فرضت إدارة ترامب عقوبات على 14 موظفاً في تلك المنظمة وعلى 17 شركة واجهة لها بسبب تورطهم في نشاطات مرتبطة بالانتشار النووي. وفي سبتمبر (أيلول) 2020، وضعت وزارة التجارة خمسة علماء نوويين آخرين على اللائحة السوداء "لتمكينهم أو مساعدتهم برنامج إيران للتطوير النووي".

سؤال بديهي
تابع غولدبرغ أن كل هذه التطورات تثير سؤالاً بديهياً: كيف بإمكان فخري زاده ومنظمة الأبحاث والابتكار مواصلة العمل خلال سريان الاتفاق النووي بينما ارتكز الاتفاق على التزام إيران حصراً بالبرنامج النووي السلمي؟

إن وجود منظمة الأبحاث واكتشاف الأرشيف النووي يشيران إلى نظام لم يوقف برنامجه للأسلحة النووية قط، لكن عوضاً عن ذلك، عمد إلى فصل أجزائه وأبقى أفراده مستعدين لوقت تختاره إيران. تم التعتيم على هذا الواقع عمداً من أجل إنجاح الاتفاق النووي.

أسئلة معلقة بسبب اتفاق 2015
أراد داعمو الاتفاق النووي دفع العالم إلى تصديق أن إيران تخلت عن طموحاتها النووية السابقة. لتمهيد الطريق أمام الصفقة، تم فرض ضغط على الوكالة الدولية للطاقة الذرية لإغلاق الكتاب حول نشاطات إيران السابقة وإلغاء المسائل المرتبطة بعمل إيران النووي السري عن جدول أعمال الوكالة. تُركت أسئلة معلقة من دون حل. كان يُفترض بإيران الإجابة على الأسئلة التي طرحتها الوكالة الدولية، لكن وفقاً لبنود الاتفاق النووي، أمكن أن تبقى هذه الإجابات ناقصة، كاذبة أو غير قابلة للتحقق من صدقيتها، من أجل إمكانية رفع العقوبات لاحقاً.

إيران تكذب... باعتراف الوكالة
يذكر غولدبرغ أن معارضي الاتفاق النووي يدركون كيف كذبت إيران على الوكالة الدولية وعلى المشاركين في الاتفاق. اليوم، تحقق الوكالة مجدداً في إخفاء إيران مواد ونشاطات ومنشآت نووية غير معلن عنها. جاء التحقيق بحسب التقارير بعد التفتيش في مستودع إيراني كشفت صور الأقمار الاصطناعية أن إيران كانت تعقمه عقب كشف نتنياهو الموقع خلال خطاب في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي الشهر الحالي، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إن ردود إيران على أسئلتها كانت "غير ذات صدقية تقنية". وهذا يعني أنها كاذبة وفقاً لتوضيح الكاتب.

حقيقة بسيطة
إن وجود منظمة الأبحاث والابتكار وإدارة إيران لأرشيف سري حول السلاح النووي وإخفاءها لمواد نووية غير معلن عنها هي عناصر تُقدّم حقيقة بسيطة بحسب غولدبرغ: "لا نواجه أزمة في الاتفاق النووي خلقها الرئيس دونالد ترامب، كما زعم أعضاء من الإدارة الأمريكية المقبلة. عوضاً عن ذلك، نواجه أزمة أكثر جوهرية في معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية خلقتها إيران". وأضاف أن الرئيس المنتخب لم يعد بإمكانه الادعاء بأنّ الاتفاق النووي منع النظام الإيراني من التطور النووي، لأنه لم يفعل ذلك.

إما الصدق وإما توديع المحادثات
ليس بإمكان وزير الخارجية المقبل أو المستشار المقبل لشؤون الأمن القومي اللذين ساهما بشكل جوهري في صياغة الاتفاق أن يدّعيا بأن إيران قادرة على العودة إلى الامتثال لذلك الاتفاق المعيوب من دون معالجة جميع الأسئلة العالقة حول الأرشيف ومنظمة الأبحاث والتطوير كما حول نشاطاتها التي لم تعلن عنها. وختم غولدبرغ مقاله داعياً فريق بايدن لإصدار رسالة واضحة إلى طهران: "لا تُخفوا أي شيء أو قولوا وداعاً للمحادثات المستقبلية".

 



شارك برأيك