آخر تحديث :الاربعاء 24 ابريل 2024 - الساعة:21:16:00
هكذا أحبط الانتقالي الجنوبي شائعات الإخوان
("الأمناء" تقرير خاص:)

أحبط المجلس الانتقالي الجنوبي شائعات مليشيات الإخوان التي لعبت على وتر تخلي الانتقالي عن القضية الجنوبية ومطلب استعادة الدولة في أعقاب التوقيع على الآلية السعودية لتسريع تنفيذ اتفاق الرياض، وذلك عبر جملة من التحركات الميدانية والسياسية التي قام بها اللواء أحمد سعيد بن يربك، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي.

وحاولت الأذرع الإعلامية للشرعية الوقيعة بين الانتقالي وأبناء المحافظات الجنوبية غير أن ردة فعل الانتقالي جاءت مباشرة وعلى أرض الواقع من خلال التواصل المباشر مع أبناء الجنوب باعتبارهم ظهيراً شعبياً داعماً في ظهر تبني الانتقالي لقضية استعادة دولة الجنوب أمام المحافل الدولية، وهو ما يبرهن على أن هناك يقظة من قبل قيادات المجلس للتعامل مع محاولات الوقيعة التي لا تتوقف لإحداث حالة من الانقسام الداخلي داخل المحافظات الجنوبية.

ويرى مراقبون أن الزيارات التي قام بها رئيس الجمعية الوطنية الجنوبية إلى مديريات ردفان ولبعوس في محافظة أبين وكذلك الزيارات السابقة التي قام بها بمديريات محافظة لحج هدفت للتأكيد على أن تحركات الانتقالي الإقليمية لا تنفصل عن رغبة أبناء الجنوب، وأن ما ينطق به الانتقالي في المباحثات التي جرت في الرياض يعبًر عن رغبة جنوبية في الوصول إلى تحقيق مطلب استعادة الدولة عبر اتخاذ جميع الطرق المؤدية لتحقيق هذا الهدف.

كما أن هذه الزيارات أكدت على أن المشاركة في حكومة كفاءات مشتركة لا يعني التخلي عن قضية الجنوب ومطلب استعادة الدولة، بل أن هذا القرار يصب في صالح القضية الجنوبية باعتبار أن الانتقالي أصبح جزءاً فاعلاً في إدارة الجنوب، بما يمهد لتحسين الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية والسياسية في المحافظات الجنوبية واختصار طريق استعادة الدولة الذي يتطلب جهودا سياسية وعسكرية مكثفة.

واستعرض اللواء أحمد سعيد بن بريك، رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي، خلال لقائه، الأحد، قيادات عسكرية واجتماعية في مديريات ردفان الأربع، نجاحات المجلس ووفده المفاوض في الرياض، بقيادة الرئيس عيدروس الزُبيدي.

وأشار إلى جهود التوصل إلى توقيع آلية تفعيل اتفاق الرياض، والانتصارات الميدانية التي تحققها القوات المسلحة والمقاومة الجنوبية في مختلف الجبهات، موضحاً أن الانتصارات التي تحققت خلال السنوات القليلة من عمر المجلس الانتقالي الجنوبي، كبيرة قياسًا بعمره القصير، وأشاد رئيس الجمعية الوطنية بتضحيات أبناء ردفان في مختلف مراحل النضال التحرري للجنوب.

كما تعهد اللواء أحمد سعيد بن بريك، السبت، بنقل رسالة أبناء يافع التي شددوا عليها خلال افتتاح فعاليات مهرجان التراث الشعبي اليافعي السنوي، إلى الرئيس عيدروس الزُبيدي، وشدد على أن أبناء يافع أكدوا أنهم يسيرون نحو تحقيق أهداف شعب الجنوب، وأنهم على العهد باقون، ومع كل خطوة يخطوها المجلس الانتقالي الجنوبي.

وشهد اللواء بن بريك، وعدد من قيادات الانتقالي على رأسهم فضل الجعدي مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، والشيخ عبد الرب النقيب عضو هيئة الرئاسة، حفل افتتاح فعاليات مهرجان التراث الشعبي اليافعي السنوي في مديرية لبعوس.

وقال إن مشاركة قيادات الانتقالي في هذا المهرجان، جاءت بناءً على توجيهات القيادة السياسية، وفي إطار مشاركة أبناء يافع احتفالاتهم بالذكرى التاسعة لتحرير جبل العر، والذكرى الثالثة لتأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي.

فيما قال عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فضل الجعدي، اليوم، إن استعادة الدولة هو إيمان راسخ لا يمكن لأي قوة انتزاعه من وجدان شعب الجنوب، وكتب في منشور عبر "فيس بوك": "إن إيماننا بحق شعبنا في الحرية واستعادة الدولة هو إيمان راسخ لا يمكن لأي قوة انتزاعه من وجداننا".

وأضاف: "وأن وفاؤنا لدماء الشهداء هو الدينامو الذي يحرك مساراتنا أمام أعداء قضيتنا ما ظهر منهم وما خفي"، وأوضح: "ولذلك فإن الخروج عن ذلك المسار هو خيانة لتضحيات شعبنا الغالية".

 

الجنوب الذي لا يُقهَر

وفي الوقت الذي تُحقّق فيه القيادة السياسية، ممثلة في المجلس الانتقالي، إنجازات ضخمة على الصعيدين السياسي والعسكري، فإنّ الأمر يُقابَل بتصعيد واضح في الاعتداءات التي تستهدف الجنوبيين من قِبل أعدائهم، والحديث هنا تحديدًا عن المليشيات الإخوانية وشقيقتها الحوثية.

الجنوب حقّق انتصارات عسكرية ضخمة ونجح في القضاء على تنظيمات إرهابية سعت لأن يكون لها موطئ قدم مستمر على أراضيه، كما دافع عن أمنه واستقراره في مواجهة الإرهاب الحوثي الإخواني عبر مليشيات هذين الفصيلين المتحالفين فيما بينهما.

وعلى الصعيد السياسي، استطاع المجلس الانتقالي أن يحقّق العديد من المكاسب لعل أبرزها هي الأبعاد الإقليمية والدولية التي حازتها القضية الجنوبية العادلة، على النحو الذي أوصل صوت الجنوب إلى العالم أجمع.

في الوقت نفسه، أصبح المجلس الانتقالي أيضًا طرفًا فاعلًا على الأرض، وشريكًا في مسارات إحلال السلام خلال الفترة المقبلة، وهو ما يضمن للجنوب تمثيلًا عادلًا، ضمن تحركاته الحثيثة الرامية إلى استعادة الدولة وفك الارتباط.

وأمام هذه النجاحات، فقد استعرت المؤامرة الشريرة ضد الجنوب، التي أعدّها محور الشر الذي يضم قطر وتركيا وإيران، وهو محورٌ يُحرّك المليشيات الإخوانية والحوثية عملًا على استهداف الجنوب وكذلك التحالف العربي أيضًا.

وتتعدّد صنوف الاعتداءات التي تستهدف الجنوبيين بين جرائم تسيل الدماء الطاهرة من قِبل العناصر الإرهابية والمرتزقة التي غرسها الحوثي والإصلاح لتعيث في أرض الجنوب إرهابًا، وكذا التضييق الحياتي وإشهار سلاح الإهمال وتردي الخدمات في وجه الجنوبيين.

أمام هذا الوضع وإزاء هذه الاعتداءات، فإنّ الجنوب الذي تصدّى ببسالة كبيرة لمختلف التحديات التي استهدفته على مدار تاريخه العريق سيظل قادرًا على قهر المؤامرات التي تُحاك ضد الوطن.

ما يضاعف من ثقة الجنوبيين في هذا الإطار أنّ الجنوب يملك قوات مسلحة باسلة تستطيع حفظ أمن الوطن واستقراره، بالإضافة إلى قيادة سياسية محنّكة تُدير وتتعامل مع قضية الجنوب وفقًا لاستراتيجيات مرحلية، لكل منها أهدافها وطبيعتها بعيدًا عن أي تهور أو تعجّل.

ويضاف إلى ذلك أيضًا، الضلع الثالث من مثلث قوة الجنوب المتمثّل في وعي الشعب الذي يلتف خلف قيادته السياسية ويدعم قواته المسلحة، وهو التفاف وتكاتف يدحر كل المؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب من قِبل الأشرار.







شارك برأيك