آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:20:45:36
قراءات تاريخية (٢)... دولة العصملي و تركيبة السلطة و الجيش 
(الأمناء نت / متعب السليماني :)

حتى نفهم الوجه القبيح للعصملي علينا أن ننظر في تركيبة الدولة أولاً...
فماذا سنجد ?

إذا ألقينا نظرة على الجذور ، سنجد أسرة حاكمة نشأت على الكره و البغض و التآمر فيما بينها ..

فحين تولى الحكم بايزيد الأول ، خشي من أخية يعقوب المشهور بالشجاعة و الذكاء أن ينقلب عليه فقتله. 
وحين وقع بايزيد الأول في أسر تيمورلنك ومات في الأسر دبت الفوضى بين أبنائه الخمسة 
(محمد ، موسى ، عيسى، مصطفى ، سليمان) إختلفوا فيمن منهم يحكم بعد أبيهم ،  فتقاتلوا  فيها بينهم -باستثناء موسى إذ اعتزل الحرب- وكادت تسقط دولتهم مبكراً ؛  بسبب الحرب الأهلية  و التي تسمى عند الترك ب(عهد الفترة) ، 
حتى تمكن محمد الأول من قتل إخوته المنافسين و أخمد تمردهم و وحد الدولة من جديد .

و بعد موت محمد الأول  تولى ابنه مراد الثاني 
الذي مالبث أن يسيرا حتى نازعه الملك عمه موسى (الذي اعتزل الحرب الأولى)
إلا أن مراد الثاني أخمد ثورة عمه و قتله !!

و أتى بعد مراد إبنه محمد الفاتح الذي سن قانون نامه الشهير 
(يمكن لأي من أبنائي الذي سيهبه الله السلطنة أن يتخلص من إخوته لأجل مصلحة الدولة و هو ما تقره أغلبية العلماء) 
فولي بعده إبنه بايزيد الثاني الذي خلعه إبنه سليم الأول (الملقب بلغازي) شر خلعة 
ثم قتل إخوته الإثنين أحمد و قورقود و أبنائهم جميعاً !!
لكي لا ينافسونه أو ابنه سليمان القانوني 
وبعد موت سليم الأول ولي ابنه سليمان القانوني 
الذي بقت مشاهد خلع أبيه لجده و اهانته ثم قتل إخوته و أبنائهم عالقة في ذهنه، 
الأمر الذي جعله يرتاب من إبنه البكر مصطفى والذي قتله دون جرم يذكر !! إلا جنون سلطة غذته أقول وشاة و  هواجس نفسية من تاريخ عائلي دموي في قتل الأبناء و الأخوة...

هذا بعض من حال الأسرة الحاكمة ، فكيف حال جيشهم الانكشارية 
الذي يتكون من مجاهيل الأنساب و الرقيق و الأطفال المخطوفين
من أعاجم البلقان و القوقاز ??

يربى الانكشاري منذ صغرة في ثكنات العسكر دون أهل و لا مربي و لا حسيب و لا رقيب 
فكيف سيكون حاله إذا كبر ?!

و بهولاء كانوا يقتحمون بلاد العرب ، فلا تتعجب ولا تستغرب من الجرائم والفضائع التي نقلها عنهم المؤرخين المعاصرين لتلك الحقبة كابن إياس المصري وابن طولون الصالحي و احمد بن محمد الحمصي وغيرهم عن أفاعيل الترك التي فعلوها في بلاد العرب ...


وبنظرة عميقة إلى الجذور سنجد دولة يعتلي عرشها حكام من عائلة لم تحترم صلة الرحم فلا رحم الأب ابنه ولا الابن أبيه و لا الأخ أخيه ...

و جيش مكون من مقطوعين الأنساب مفتقرين الأحساب
يربون في ثكنات العسكر ولفيف من عجم لا يردعهم  عرف ولا دين ولا قيم ...

فلا تستغرب من فعل سليمان باشا (إبن و اليهم على مصر) أثناء اقتحام الدرعية و الذي أتى  بالشيخ الجليل سليمان بن عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب صاحب (مؤلف تيسير العزيز الحميد في شرح كتاب التوحيد) و حفر له حفره و أمر بالقيان و أدوات الطرب أن تعزف عليها لاغاضة الشيخ السلفي قبل قتله بطلقة مدفع!!
و هذا غيض من فيض كما يقال ...



شارك برأيك