قيادة السلطة المحلية في حالمين بين إشادات وانتقادات المواطنين(تقرير)
استطلاع/ وضاح محمد الحالمي

مديرية "حالمين" مثلها مثل أي مديرية على مستوى المحافظة التي عاشت المعاناة سواء أثناء الحرب أو بعدها، حتى وإن لم تطأ أقدام مليشيات الغزاة المديرية والمديريات المجاورة الواقعة في نطاق مديرية ردفان ، لكن المديرية ما زالت تصارع وتسعى إلى النهوض وتفادي الانزلاق إلى ما هو أكثر سوءا مما هو عليه الوضع اليوم، "الأمناء" أجرت استطلاعاً ووافتكم بالتالي:

إشادات وانتقادات

ورغم الجهود التي تبذلها السلطة المحلية الممثلة بمديرها العام الذي تم تعيينه من قبل محافظ لحج د.ناصر الخبجي؛ لكن يبدو أن هناك بعض الانتقادات، التي ترافق  سير عمل السلطة المحلية وملاحظات تطرح من قبل المواطنين، لتحث السلطة المحلية على ضرورة الاستفادة منها وعدم تكرار الأخطاء التي تقع فيها، من جانب، أما الجانب الآخر فقد وجدنا إشادات تحفز السلطة المحلية، وتدفعها إلى مواصلة العمل على نفس المنوال، بل والتحسين إلى الأفضل؛  من أجل خدمة المديرية والنهوض بها.

 تحديات كثيرة إذن في جوانب عديدة تقف أمام السلطة المحلية في المديرية سواء كان في الجانب الصحي والأمن أو جوانب أخرى حيث يرى مواطنون أنه يتطلب على  قيادة السلطة المحلية إظهار قدراتها وإثبات جدارتها القيادية من أجل توفير كادر طبي وأجهزة حديثة لمستشفى حالمين، وكذلك ردع من يعكر حياة الناس  وتنظيم حركة المرور في شارع المديرية الرئيسي وغيره،  وعدم إعطاء فرصة للباعة من التوغل باتجاه الشارع، خاصة بعد أن شهد سوق المديرية حركة نشطة في الفترة الأخيرة مقارنة بأعوام مضت.

الجانب الأكثر نشاطاً

ويعتبر القطاع الصحي من أهم القطاعات في المديرية، ويتحمل مستشفى حالمين مهمة كبيرة، رغم الصعوبات والإمكانيات الضئيلة، فهو يوفر خدمات جليلة، ويسهل من معاناة المواطنين كما يستقبل حالات كثيرة.

 ويعتبر الجانب الصحي الأكثر نشاطا في المديرية، وقد شهد تحسنا مقارنة بالفترة الماضية، وذلك بالنظر إلى أعداد المرضى سيما بعد تزويد المستشفى بالأجهزة..، وحول هذا الموضوع تحدث مدير مكتب الصحة بالمديرية  د. "عبدالقوي علوي"، الذي ترك مكتبه وتفرغ للعمل في تغطية الفراغ من أجل خدمة المواطنين قائلا : "بأن الكل يعلم بالخدمات التي كان يقدمها المستشفى، حيث كان مستواها ضعيفاً ويقتصر على الحقن الوريدية والعضلات فقط، ويستقبل حالات قليلة تصل بعض الأحيان إلى حالتين فقط، وبعد النزول لمعرفة أسباب تدهور المستشفى الخدمي خرجنا ببعض الحلول، التي من خلالها تحسن العمل فيها ولله الحمد وبتوفيق من الله وبتعاون الخيرين من أبناء المديرية المغتربين، وما جمعوه من تبرعات تمكنا من إعادة تأهيل المختبر أولاً ، حيث تم تجهيز مختبر متكامل ومجهز بأجهزة حديثة وأيضا بالطاقة الشمسية لتسهيل الفحوصات اللازمة ، إضافة إلى تجهيز العيادة الخارجية بجهاز موجات فوق صوتية وجهاز تخطيط قلب ونسعى لتجهيز مولد كهربائي لحل مشكلة انقطاع الكهرباء ، كما نسعى لاحقا إلى توفير أشعة سينية"، مضيفاً: "عند لقاءنا بالدكتور الخضر لصور مدير مكتب الصحة في عدن حصلنا على توجيهات بصرف أدوية ومعدات طبية، وكذلك تحصلنا في وقت سابق على غرفة عمليات كبرى وهي موجودة لدينا."

وأضاف: " إنه خلال إحصاء المرضى في سجل العيادة لأول مرة وصل عدد المرضى خلال الأسبوع الماضي إلى 370 حالة في الفترة الصباحية وهذا العدد تفاجأ منه الأخوة في مكتب الصحة لحج عند إرساله من قبل المختصين." 

فيما أدلى "صالح قايد"، مدير مستشفى حالمين برفقة الطاقم الطبي العاملين في المستشفى أثناء لقاءنا بهم قائلين: "أننا نواصل العمل تماشيا مع الإمكانات الموجودة رغم الصعوبات وسعينا إلى تجهيز بعض الأقسام لتقديم خدمة للمواطن وهذا بفضل تعاون المغتربين من أبناء المديرية  لكنهم  قالوا إن بعض الأقسام ما زالت تعاني ، إما متعطلة ، أو متدهورة منذ فترة، وتحتاج إلى تعاون الجميع لترميمها وإعادة تأهيلها".

 

الجانب الأمني

وبالرغم من عدم وجود أي اختلالات أمنية تشهدها المديرية بقدر ما يوجد نقاط تقع في الخط الرابط بين عاصمة مديرية حالمين والحبيلين وتمارس الجباية وكثيرا ما اشتكى منها المارة وسائقو السيارات حيث دعا المواطنون بضرورة التكاتف مع الأمن لردع تلك النقاط وتأمين الخط  حفاظا على أرواح المواطنين، كما طالب مواطنون بتفعيل دور المرور  وتنظيم الحركة في شارع المديرية الرئيسي.

 

عمل ملموس ودؤوب

وبشأن معرفة انطباعات المواطنين عن أداء السلطة المحلية في الجوانب والقطاعات المذكورة أعلاه بحالمين يقول / أ. أمين راشد: " إن عمل السلطة المحلية جيد ، ونلاحظ عمل ملموس ودؤوب من قبل المدير العام والهيئة الإدارية ، ولهذا لابد من تكاتف الجميع للبحث عن سبل كفيلة لمعالجة الخلل التي تعيق عمل إدارة الأمن فيما يخص بالجانب الأمني وردع كل من يخل بالسكينة، أما فيما يتعلق بالجانب الصحي فإنه رغم شحة الإمكانيات إلا أن هناك تحسن ملموس في تقديم الرعاية للمرضى ووجود أجهزة الفحص والكشافة ومناوبة الممرضين في المستشفى واهتمام مكتب الصحة خلق نوعا من الشعور بالرضى لدى المواطن".

أما / م. "ماجد البكري" فقال: " إننا لم نلمس بتحسن وخصوصا في الأمن ولكن بغض النظر عما إذا كان العمل جيدا أو  ضعيفا لأن الدولة بشكل عام  أصلا غير موجودة في مناطق مختلفة  وهذه المرحلة هي مرحلة اللادولة ونحن لا ننتظر من السلطة المحلية شيئا في مرحلة كهذه ، لأنه ليس بوسعها عمل شيء في ظل هذا الوضع وغياب  الدولة ولا نلومها على ذلك.."

 

فراغ بين الرئيس والمرؤوس

فيما قال أ. "صالح حنش": " إن دور السلطة المحلية في حالمين نقول الحقيقة أن هناك ما نسميه فراغ بين المدير الجديد والهيئة الإدارية ولا يوجد تنسيق جماعي ، وكذا مع بعض أعضاء المجلس المحلي من ناحية العمل ، أما ما يخص جوانب أخرى مثل الصحة فإنه رغم إيجابية تعيين الدكتور عبدالقوي مديرا للصحة الذي يعمل بإخلاص ولمسنا تحسن إلا أن المستشفى مازال يعاني من نقص في الكادر الطبي ،  أما بالنسبة للأمن فهو يشكل  حالة أرقى من باقي المديريات في ردفان وإن وجد بعض الاختلالات فهي مسألة عامة حصلت في كل مديريات ردفان والسبب غياب الدولة ،ودعا القيادة إلى توحيد الصف والجهود ليكون العمل جماعي وبتكاتف المخلصين من أجل المديرية ."

وقال "فارس الجعشاني" : " بأن الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد تلقي بظلالها على مديرية حالمين فيما يتعلق بمهام ممارسة السلطة المحلية عملها وهو وضع معروف تعاني منه كل المديريات لكنه قال ينبغي أن توجد رؤية للتعامل مع مثل هكذا ظروف للحفاظ على المرافق الحيوية التي تقدم خدمة للناس وتحسين أداءها بالإمكانيات المتاحة ، مختتما حديثه بأنه يجب مساعدة المدير العام الجديد في عمله ومتمنيا له مزيدا من التوفيق للقيام بمهامه."

 

 

 

على قدر الظروف

الناشط "صلاح علي أسعد" بدوره قال : " إن العمل في الجانب الصحي  متوفر بقدر الظروف والإمكانيات ، ومن أهم الخدمات التي يقدمها المستشفى أن قسم التوليد مفتوحا والدوام على مدار الساعة ، أما فيما يخص الأمن فهو متوفر والحمد لله ولكن تفعيل دور المرور يبقى غائبا ، وطالب أسعد توفير أدوات للنظافة بهدف التنظيف  ورفع القمامة المكدسة التي تسبب الأمراض والتلوث."

 

وكان لـ"مراد المانعي" الختام بقوله: "إن عمل السلطة جيد وتغيرات موفقة في الإدارات التنفيذية ونطلب من أبناء حالمين جميعا التعاون مع السلطة المحلية من أجل النهوض والتقدم ، ونتمنى من المدير الاهتمام في الجانب الرياضي في المديرية ودعم نادي حالمين كونه يمثل المديرية، أما بالنسبة للصحة والأمن فهناك تحسن كبير طرأ في الجانب الصحي وجهود كبيرة يبذلها مدير الأمن ونائبه."

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني