هذه هي الأطراف التي تقف وراء "الهجمات الإعلامية" ضد عدن والجنوب والتحالف؟
الأمناء نت / تقرير/ ياســـين الرضــوان

تصاعدت في الأيام الأخيرة وتيرة استهداف السلطة المحلية، والشرعية، ودول التحالف العربي في عدن، وكيل الاتهامات الجزافية لهم بشكل غير مسؤول، وربما لا شعوري في بعض الأحيان، واقعين ضحايا في مخططات شِراك أطراف سياسية مشتركة في الحرب، لتُستغلُّ كلما يدور في الساحة الجنوبية .  
وأثارت تلك الاتهامات حفيظة الشارع العدني خاصة والجنوبي عامة، وأضحى الشارع متعوداً على كيل التهم لشخوص بعينها في السلطة المحلية بعدن، بغرض زعزعة الثقة في القاعدة الجماهيرية الضخمة للحراك الجنوبي.
ويتحدث محللون في الشأن السياسي، أن مثل هذه الحملات تأتي مرافقة بعد أزمة ما تضرب عدن، كالمشاكل الأمنية، أو النقص في الخدمات... بعدها مباشرها تأتي الحملات الإعلامية الممنهجة ، مستغلة ثغرة "آلام الناس ومعاناتهم" في المناطق المحررة، للنفاذ إلى مبتغاهم وأهدافهم.. 
ومن ضمن الحملات التي يتم الترويج لها، هو المراهنة والدعوة إلى (ترحيل الإمارات من عدن، بأي شكل من الأشكال، واصفين دولة الإمارات التي تقدم العون الإنساني لليمنين جراء هذه الأزمة الناشبة، بـ"الدولة المحتلة").
وتوزع أطراف مجهولة لمواقع إخبارية أخبار جاهزة، تحرض على استهداف قوات الجيش الإماراتي في أماكن مختلفة، وبطرق متعددة وذكية، تنبئ عن وقوف أطراف ذكية في التخطيط لهذه الصياغات في كتابة الأخبار، مستغلين ضعف بعض محرري المواقع، التي قد تنشر مثل هذه الأخبار دون أن تعلم تبعات ذلك.
الدّب الجنوبي الضخم
ولاقت تلك الأطراف مواجهة عنيفة من مخالب "الدب الجنوبي الضخم"، كما اصطلح على تسميته مؤخراً، والذي لا يتفهم ولا يرحم ولا يتوقف عند أحد إذا توجه صوبه، حتى لو كان قائده.
وأتت هذه التسمية لتصف الامتداد للجماهير الجنوبية العريضة، على وسائل التواصل الاجتماعية، والتي تحاول بعض الجهات السياسية استغلالها وتوجيهها للاصطدام بقياداتها أو بجماهير أخرى تنتمي إليها، واقعين تحت فهم مقولة أن هذا "الدبَّ أعمى" ويرتهن لتسمية نظرية أبو علم الاجتماع النفسي، الذي يصف العقلية الجماهيرية بالعقلية الجمعية العمياء..   
 سر اختفاء وعودة الهجمات من وقت لآخر
وتعود الهجمات من وقت لآخر لاستهداف الرموز الجنوبية المقاومة والشريفة على وجه الخصوص، بهدف اغتيال هذه الرموز (معنويا) بعد فشلهم على أرض الواقع، ونسف الثقة بين هذه القيادات ، وبين جماهيرتها وقاعدتها العريضة ، في مختلف المحافظات الجنوبية المحررة.
ويقول مراقبون سياسيون أن المليشيات تحاول أن تحقق ما عجزت عن تحقيقه في الحرب الأخيرة على عدن والجنوب، وتريد أن تحققه عبر بوابة "الإعلام" الرقمي السريع، وعبر "قنوات ناقلة" تخترق كل شيء، ولها فعل السحر، مستغلين بعض المنصَّات التي يتواجد فيها الجنوبيين بكثرة؛ لدسِّ سمومهم، وبهذا قد يحققون أهدافاً مزدوجة، وهي: إحراق "القنوات الناقلة"، والتلاعب بذهن القراء وإرباكهم بغرض هزيمتهم وشلهم نهائياً..
 ومرت هذه الهجمات بعدة أطوار، منذُ بداية تعيين المحافظ الزبيدي ومدير الأمن شائع، وحتى هذه الهجمة الأخيرة، التي تم تغليفها بعدة أغطية؛ ظناً منهم أن الناس في الجنوب لا يدركون هذه الألاعيب الماكرة والمخبأة تحت أقنعة الماكياج، والتي تشكل في مجملها امتداداً لحملة منظمة ودقيقة، ويقودها أناس متخصصون في "إدارة الأزمات" وهدفها "اغتيال الروح السياسية"، وتحقيق النصر من دون أدنى خسائر، ومن دون تدخلاتٍ مباشرة بالجيش في مواجهة الجيش، أي حسب الإمكانيات المتاحة، كما هو معلوم في "فنون الحرب".
وحسب تأكيدات المراقبين المحليين في عدن فإن هذه الحملات مستمرة، الأمر الذي يؤيد أن هنالك أيدي "ماهرة ومقنعة"، تدير هذه "التكتيكات الخطرة" بغرض بث الفرقة، وزرع الكراهية، والضغط باستهداف "النقاط الأضعف" في الجسد الجنوبي، منها تعميق حالة "المناطقية" بشكل خاص ، وإشعال حالات تخوف وتوجس من المستقبل القادم، مما يتسبب مبكرة بهزيمة نفسية قاسية، قبل أن تبدأ الحرب، وهذه هي أعلى مراتب القوة في خصم الجنوب، إذا ما استطاع أن يحقق أهدافه بكل اقتدار، وإذا ما تم تمكينه من فعل ذلك، حدَّ تعبيرهم.
دفاع المحافظة يتحول إلى الهجوم 
وبشأن "إعلام المحافظة" يقول محللون سياسيون: إن إعلام المحافظة لأول مرة يستخدم استراتيجية "الانتقال من وضعية الدفاع إلى الهجوم" بالشكل الصحيح والسلس، فضلاً عن السرعة والمسؤولية، اللتين قلبتا الموازين بشكل مباغت ومربك للخصم، وبما يعنيه قوله: "هذه قراراتنا مكتوبة نوضحها للناس جميعا، فأينما تدَّعونه، وما تقلقون به الشارع وترددونه كذباً وزوراً؟!!".
وأتبعوا: "إن ما حدث كان "جزٌ يسير" من هجمة ضخمة، تم استخدام أفراد، وجعلهم ضحايا لهم، وربما من دون أن يشعروا بذلك، تبعاً لنظرية "العقل الأكبر يحتوي العقليات الأصغر منه""، مواصلين حديثهم: "ليس معنى ذلك أن حزباً أو عدواً واحداً يعمل ضد الجنوب، بل هم أعداء كُثر؛ لكن الخوف من مشاريع الاستهداف المنظمة.."
الحرية في إبداء الآراء المسؤولة
وبالمقابل، تحدث دعاة الرأي في وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة، بأن الرأي مكفول للجميع، والمطلوب فقط في حرية إبداء الآراء بهذا التوقيت والمعركة لا تزال في بداياتها وعلى أشدها، المطلوب هو "ممارسة الحرية المسؤولة"، أي من حق الجميع أن يقول رأيه ويكون عند مستوى هذا الرأي، عبر مسؤوليته في تبني رأيه هذا، بالدلائل والبراهين، وإلا لتم احتسابه في خانة تأليب الرأي العام وتثويرها ضد المصالح العامة للبلد والإضرار بالأمن القومي، وهذا الأمر يقطع دابر الإشاعات بين الناس بما يخدم مصلحة البلد، مضيفين بقولهم:( إن تبنِّي قول.. يا أن تدعني أتهمك كذباً وأمرِّر كذبي عليك وعلى الناس وأحرض عليك...يا أن أتهمك بأنك تمارس القمع والإرهاب الفكريين، واضطهاد الآراء والحرية وما على هذه الشاكلة" قائلين: "هذا غير مقبول فالمسؤولية المجتمعية تحتم على الجميع أن يردموا الفجوات، لا أن يوسعوها تحت حجج حرية رأي غير مسؤول، حسب وصفهم". 
ربيع تؤكد وجود مخططات
وبشأن هذا الخصوص، كشفت الإعلامية الجنوبية "ليلى ربيع" عن مخطط لنشر "الإحباط" في صفوف الشعب الجنوبي وخاصة في العاصمة عدن.
 وقالت ربيع في تسجيل مرئي بثته على صفحتها بموقع فيس بوك بأن : " هنالك مخطط ممنهج؛ لنشر الإحباط في الشارع الجنوبي وخاصة في عدن، وذلك بهدف خلخلة الروح المعنوية ، من خلال نشر أخبار كاذبة هدفه إحداث حالة من الخلافات بين أوساط الجنوبيين ونشر الإحباط".
وحذرت ربيع من مغبة تصديق أي اخبار تعتمد على التسريب.. مؤكدة أن إعادة نشر أي أخبار  لا تعتمد على مصادر حقيقية، تعد كارثة، وخدمة لقوى تريد احباط الشعب الجنوبي وحرف مساره عن قضيته التي انتصر لها بتضحيات كبيرة.
     
"اليمن اليوم" ... والطغمة والزمرة  
 وتتضح معالم بعض من يقفون وراء تلك الهجمات من حينٍ لآخر، من خلال العناوين التي تم تبنِّيها للوقوف إزاء قرارات هادي بتعيين اللّوائين (عيدروس وشلال).
وأظهر إعلام صالح الرسمي نفسه بشكل واضح ، وسقوطه باستدعائه المناطقية المقيتة وتحريضه وتغذية نظامه في المرة الأولى وكان المتسبب الرئيس في حروب من خلف الستار في الشمال والجنوب، ويحاول الآن - مجدداً - أن يثيرها بين الجنوبيين؛ لكن الجنوبيين يكررون القول: "عانينا كثيرا وتعلمنا أكثر، ووحدتنا الحرب الأخيرة، وأظهرت من هو العدو من الصديق، فدعمنا وباركنا هذه القرارات" ، وهذا ما جعل صالح وإعلامه يجنُّ جنونهم، ولم يكن ذلك في حسبانهم، حد قولهم.
وفي وقتٍ سابقٍ من هذا وصف إعلام "صالح" أبناء (أبين) بالإرهابيين، متشفياً وملمحاً إلى القاعدة في أبين، وقال على صدر الصفحة الأولى من صحيفة "اليمن اليوم"، بأن هنالك (حربٌ مرتقبة في عدن بين إرهابيي أبين وحراك الضالع)، برعاية خليجية، وعنونت بالمانشيت العريض : "الجيل 2 من الطغمة والزمرة".

وقال محللون سياسيون، بأن صالح وإعلامه يثبتون كل يوم بأنهم طوال فترة حكمهم جعلوا من المناطقية المغززة سواءً (شمالاً أو جنوباً) سفينتهم للبقاء على ظهر اليابسة.
 وردَّ الكاتب الجنوبي المعروف "صالح الحنشي" الذي ينحدر لمحافظة أبين، وينتمي لحزب المؤتمر الشعبي العام على اتهامات إعلام صالح، في صفحته على الفيس بوك، قائلاً:" كم نحن طيبون.. أشهد لكم بالله إنني خضت جدلاً واسعا فيما سبق رافضا كل ما كان يقال أن هؤلاء هم من يثير الفتن في الجنوب.." متبعاً: "الآن تأكد لي أن كل  ضحايا الاغتيالات في الجنوب هؤلاء هم وراؤها"، مضيفاً: "أعتذر عن كل مواقفي السابقة، وأقول: أقسم بالله أن داعش مهما قتلت .. فهي أشرف منكم ألف مرة..!!"، حسب تعبيره.

وكانت صحيفة صالح – بعد يوم من تعيين هادي للزبيدي وشلال – قد عملت في صدر الصفحة الأولى عناوين تحريضية : (الزُبيدي محافظا وشلال مديراً للأمن، واستقدام 3500 لمقاتلة قاعدة أبين)، ويصفون بخط كبير يعنونون : ((عدن في يد الضالع))، مضيفين: أن هذا العمل يندرج تحت جلباب المناطقية وإثارة النعرات التي تربك الأمن والاستقرار بعدن، عن طريق مصطلحات ضلعنة أو أبينة عدن.

متعلقات
سجون الحوثي.. جرائم وانتهاكات على مرأى ومسمع من العالم
مؤسسة الصحافة الإنسانية ترصد وفاة 60 حالة وإصابة أكثر من 7 آلاف شخص خلال شهر فقط
التسرب المدرسي معضلة تهدد مستقبل الطالبات في ردفان
تقرير: "دثينة وقبائلها".. لا حياد في الحرب على الإرهاب
الأمم المتحدة تتهم جماعة الحوثي الانقلابية بعرقلة العمليات الإنسانية للشعب اليمني