تقرير لـ"الأمناء" يبحث خطورة استمرار انقطاع مرتبات القوات الجنوبية وتفاقم الأزمات في الجنوب
تقرير/ الأمناء نت / علاء عادل حنش:

  من المسؤول؟.. نعم من المسؤول عن استمرار انقطاع مرتبات القوات التي استطاعت هزيمة العدو؟ من المسؤول عن استمرار انقطاع مرتبات القوات التي استطاعت هزيمة الإرهاب؟ من المسؤول عن استمرار انقطاع مرتبات القوات التي استطاعت بسط الأمن والاستقرار؟ من المسؤول عن التدهور المعيشي الفظيع في محافظات المحررة؟

نعم يا سادة يا كرام.. أتحدث عن القوات المسلحة الجنوبية التي اثبتت انها القوات الوحيدة المنتصرة في هذه الحرب التي تدور رحاها منذ عام 2015م؛ فالقوات المسلحة الجنوبية استطاعت هزيمة ميليشيا الحوثي في أكثر من مناسبة، ومنذ بدء الغزو الحوثي العفاشي وحتى اليوم، بالإضافة إلى تطهير محافظات الجنوب من الجماعات الإرهابية، وكذا بسط الأمن والاستقرار في عموم الجنوب، إلى جانب تأمين محافظات الجنوب من أي غزو من قبل أعداء الجنوب سواء من قبل (ميليشيا الحوثي، أو ميليشيا الإخوان، أو التنظيمات الإرهابية).

هل ينفَذ صبر الجنوبيين؟
ويتعرض ابطال القوات المسلحة الجنوبية لخذلان كبير من قبل الحلفاء، ففي الوقت الذي يجب الاهتمام بالقوات التي انتصرت لعاصفة الحزم، وللمشروع العربي، نشاهد معاناتهم تتفاقم يومًا بعد يوم، فيما تتسلم القوات الإخوانية المُعادية للمشروع العربي مرتباتها شهريًا، ودون أي تأخير.
واليوم، تدخل القوات المسلحة الجنوبية شهرها التاسعة دون مرتبات، يصاحبه تفاقم الأزمة المعيشية التي ضربت محافظات الجنوب المحررة مؤخرًا خصوصًا العاصمة الجنوبية عدن، في المقابل تتسلم القوات الإخوانية التابعة للشرعية اليمنية مرتباتها شهريًا، وهي التي لم تنتصر للمشروع العربي قط، بل انها تتواطئ مع ميليشيا الحوثي ضد التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، وما تسليم الجبهات في الشمال، وتحديدًا في محافظة مأرب اليمنية من قبل ميليشيا الإخوان التابعة للشرعية لميليشيا الحوثي إلا خير دليل على ذلك التواطئ المفضوح.
مراقبون أكدوا أن: "(9) أشهر والقوات الجنوبية دون مرتبات مع تفاقم الأزمة المعيشية، أمر يُشير إلى قُرب نفَاذ صبر الجنوبيين".
وقالوا، في تصريحات متفرقة لـ"الأمناء": "على دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تحمل مسؤولية أي عواقب إذ ما نفَذ صبر أبناء الجنوب"، مؤكدين انه: "من غير المعقول أن يتعرض أبناء الجنوب لهذا العبث المعيشي وهم الوحيدون من انتصر للمشروع العربي بالمنطقة".
وأضافوا: "تتعرض القوات المسلحة الجنوبية لمؤامرات هدفها تفكيكها وفقًا لمخطط تديره قوى وجهات نافذة في الشرعية اليمنية وجهات خارجية".

صمود فولاذي ومؤامرات مفضوحة
ورغم المعاناة التي يعانيها ابطالنا في القوات المسلحة الجنوبية جراء انقطاع مرتباتهم للشهر التاسع على التوالي، وكذا توقف الدعم العسكري والوجستي والغذائي في الجبهات الجنوبية المُشتعلة إلا انهم يسطرون أروع الملاحم البطولية، والفدائية دفاعًا عن الأراضي الجنوبية من أي غزو حوثي أو إخواني.
ويرفع ابطال القوات المسلحة الجنوبية شعارًا: (لن يكون الراتب مقابل قضيتنا الجنوبية، ولغير رب السماء والله ما نركع، ولا أريد راتب ولا راتب معي ينفع، اريد دولة جنوبية علمها في السماء مرفوع).. نعم هذا هو شعار ابطالنا الصامدين الذي يعبر عن التضحية الفولاذية لأجل الوطن الجنوبي، وهي أشارة واضحة إلى الإصرار الكبير الذي يتحلى به ابطالنا بالقوات المسلحة الجنوبية، فهم يدركون خطورة المؤامرات التي تُحاك ضد الجنوب من قبل عدة جهات محلية ودولية.

انتصارات وملاحم بطولية رغم الخذلان
وكان ابطال القوات المسلحة الجنوبية حققوا نجاحات عديدة في مواجهة مليشيا الحوثي على جبهة الضالع خلال الأيام الماضية، وكذا في مواجهة ميليشيا الإخوان التابعة للشرعية اليمنية في عدة جبهات.
واستطاعت بسالة أبناء الجنوب من تسطير ملحمة بطولية جديدة سيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته، في وقت يتكالب فيه أعداء الجنوب للهيمنة على مقدراته ومحاولة إعادة احتلاله مجددًا، وهو ما سيؤدي إلى إحباط عديد المؤامرات التي تستهدف إثارة الفوضى بالجنوب.
بدورهم، أكد عسكريون، في تصريحات لـ"الأمناء" أن: "نجاحات القوات الجنوبية على جبهة الضالع وغيرها لا تقل عن الكثير من الانتصارات التاريخية التي حققها الجنوب لا سيما وأنها تأتي في وقت أطلق فيه المجتمع الدولي يد مليشيا الحوثي، المدعومة إيرانيًا، للعبث بمقدرات الجنوب، وظهر ذلك من خلال تراجع أمريكا عن قرار تصنيف مليشيا الحوثي كـ"منظمة إرهابية" مع التراجع عن إقرار العقوبات الأميركية على طهران".
وقالوا: "تسجل القوات المسلحة الجنوبية تاريخًا جديدًا ناصع البياض للجنوب بعد أن استطاعت اجهاض محاولات غزو الشمال للجنوب في أكثر من مناسبة منذ أغسطس / آب 2019م، وحتى اليوم"، مشيرين إلى أن: "الصمود الفولاذي لابطال القوات الجنوبية ساعد المجلس الانتقالي الجنوبي في ممارسة مزيد من الضغوطات السياسية والدبلوماسية على الشرعية الإخوانية لإرغامها على تنفيذ ما تبقى من بنود اتفاق الرياض خصوصًا الشق العسكري، بعد تنفيذ الشق السياسي من خلال تشكل حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال".
وأضافوا: "القوات المسلحة الجنوبية أحبطت مخطط تحالف الحوثي والإخوان الذي هدف إلى تسليم جبهة مأرب للحوثي مقابل إفساح المجال للتقدم عبر جبهة الضالع وفي ذات الوقت الذي تعمل فيه الشرعية الإخوانية على الزج بعناصرها الإرهابية إلى الجنوب تحت مسميات النزوح الإنساني، ما من شأنه إعادة احتلال الجنوب عبر إرباكه في جبهات مختلفة".
والسبت المنصرم، اشتبكت القوات المسلحة الجنوبية مع مليشيا الحوثي في قطاع هجار - باب غلق شمالي محافظة الضالع.
وحاصرت قوات الجنوب عناصر مليشيا الحوثي خلال محاولتها التسلل بكماشة نيرانية، أجبرتهم على التراجع.
واضطر الحوثي للانسحاب تحت قصف مكثف، في محاولة لتأمين هروبه، غير أن القوات الجنوبية نجحت في إيقاع خسائر فادحة بصفوف الحوثيين، وهو أمر تكرر في مرات عديدة خلال الأيام الماضية.
كما أسقطت الدفاعات الجوية للقوات المسلحة الجنوبية، الخميس الماضي، طائرة بدون طيار مُسيرة لمليشيا الحوثي في محور مريس شمال الضالع.
وتواصل القوات الجنوبية التصدي لمحاولات مليشيا الحوثي التجسس على سماء المنطقة.
وخلال الأسبوع الماضي، تصاعدت المواجهات لصد عدوان مليشيا الحوثي شمال معسكر الجب، واستُخدم مختلف أنواع الأسلحة المتوسطة والثقيلة في هذه المواجهات، كما تصدّت القوات المسلحة الجنوبية لعدوان شنته مليشيا الحوثي على قطاع صبيرة – الجب شمال غرب الضالع.
وفي ذات الجبهة، أفشلت قوات الجنوب المسلحة محاولة حوثية أخرى بعدما شنّ الأخير هجومًا على قطاع صُبيرة – الجُب، إلى جانب نجاح القوات الجنوبية بصد هجوم حوثي تجاه معسكر الجُب الاستراتيجي، ونجحت ببسالة بإيقاف الهجوم عبر مواجهات شرسة استمرت ساعات الأمر الذي دفع عناصر الحوثي إلى الانهيار، وأثقلت الوحدات الجنوبية عناصر الحوثي بخسائر بشرية ومادية فادحة أجبرتها على الهروب.

تماطل
رغم تأكيد رئيس لجنة التنسيق والارتباط السعودي الميدانية لتنفيذ اتفاق الرياض اللواء محمد بن سعد الرُبيعي، وقائد قوات الواجب (802) في العاصمة عدن التابعة للتحالف العربي العميد ركن نايف بن منيف العتيبي، والمهندس أحمد مدخلي مسؤول البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن بالعاصمة عدن، انهُ يُجري الترتيبات النهائية للبدء في صرف مرتبات القوات العسكرية والأمنية الجنوبية المتأخرة، والتي كان من المنتظر أن تدشن خلال عشرة أيام، إلا أن مهلة العشرة أيام انتهت دون أي جديد يُذكر.
جاء ذلك لقاء عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، القائم بأعمال رئيس المجلس، رئيس وحدة شؤون المفاوضات د.ناصر الخُبجي الخميس 18 فبراير/شباط 2021م بالجانب السعودي.
بدورهم، أكد سياسيون ان انقضاء مهلة العشرة أيام دون صرف مرتبات القوات العسكرية والأمنية الجنوبية المتأخرة يًعد مماطلة واضحة.
وقالوا، في تصريحات لـ"الأمناء" انه يجب الضغط على التحالف لصرف مرتبات القوات المسلحة الجنوبية، وانتظام صرفها شهريًا، وإلا فإن عواقب المماطلة بصرف المرتبات سيكون وخيمًا".

شعب الجنوب يعاني
ولا تقتصر المعاناة، والحرمان على ابطال القوات المسلحة الجنوبية فقط، بل أن شعب الجنوب كافة يعاني من ويلات الأزمات المعيشية، الأمر الذي يبرهن أن هناك مؤامرة لإخضاع أبناء الجنوب للتنازل عن قضيتهم الجنوبية، وعن هدفهم في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / ايار 1990م.
وأكد مراقبون أنه: "من المستحيل أن يتنازل الجنوبيين عن حقهم باستعادة دولتهم الجنوبية مهما كلفهم الثمن من تقديم مزيد من التضحيات".
فيما دعا عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، نائب الأمين العام فضل الجعدي إلى لاتخاذ حلول عاجلة تساهم في حلحلة الأوضاع المتردية للمواطن.
وقال عبر (تويتر): "لا بد من اتخاذ حلول عاجلة تساهم في حلحلة الأوضاع المتردية التي بلغت حدًا لا يستطيع المواطن تحمله جراء الارتفاع المهول لأسعار السلع والمواد الغذائية ناهيك عن تردي الخدمات".
وأضاف: "لا بد أن يشعر الناس بإيجابيات اتفاق الرياض من خلال نهوض الحكومة بالوضع الاقتصادي والخدماتي".

كارثة خدمية
بدورها، حذر تقرير للأمانة العامة للمجلس الانتقالي الجنوبي أمس الإثنين من كارثة خدمية.
جاء ذلك خلال استعراض أمانة الانتقالي في اجتماعها بالعاصمة عدن تقرير المشهد الاقتصادي والمستجدات الاقتصادية وانعكاساتها على المواطنين.
وكشف التقرير عن التدهور الاقتصادي في العاصمة عدن ومحافظات الجنوب، جراء انهيار سعر صرف العملة المحلية، وارتفاع أسعار المواد الاستهلاكية، بالإضافة إلى أزمة المشتقات النفطية.
وحذر من تهاوي الخدمات وعلى رأسها قطاع الكهرباء، مؤكدا أنه ينبئ بحالة كارثية في فصل الصيف المقبل، دون فرض حلول استراتيجية.

متعلقات
رحل ((جمال العاقل )) ولم يستاذن أحد
الحيد يرفض تسليم منصب رئيس الهيئة العامة للمنطقة الحرة لخلفه( تفاصيل ووثائق)
هل يستطيع الحوثيون مهاجمة السفن المتجهة إلى رأس الرجاء الصالح؟
قوى سياسية وشخصيات أمنية وعسكرية ووجاهات قبلية تؤيد ترشيح المناضل أديب العيسي محافظا لمحافظة أبين
"الأمناء" تكشف كواليس وحقيقة ما جرى بين بن مبارك ورئيس مصلحة الضرائب