تفاصيل دعم أوربي ودولي لردع محاولات إفشال اتفاق الرياض
الانتقالي يؤكد لبعثات الاتحاد الأوروبي ضرورة استكمال تنفيذ بنود الاتفاق
يجب إيجاد عملية سياسية شاملة يكون الجنوب فيها طرفًا رئيسيًا
سياسيون: فشل اتفاق الرياض يعطي فرصة لمليشيا الإخوان للتهرب من أي اتفاق سلام

"الأمناء" تقرير خاص:
شهدت الأيام القليلة المنصرمة عددًا من المواقف الأوروبية والدولية الداعمة دعمًا مباشرًا لاتفاق الرياض، الموقع بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية في 5 نوفمبر/تشرين الثاني 2019م، ولردع محاولات القوى التخريبية للانقضاض على الاتفاق، وإفشال حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال، والتي انبثقت عن ذلك الاتفاق الذي حظي بتأييد عربي وإقليمي ودولي.
وعبرت زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة الجنوبية عدن عن الدعم الأوروبي والدولي الكبير لاتفاق الرياض.
واختتم وفد الاتحاد الأوروبي، الذي ضم سفراء عدد من دول الاتحاد الأوروبي، زيارته الهامة للعاصمة الجنوبية عدن مطلع الأسبوع الجاري، وتحديدًا الأحد المنصرم، بعد وصوله السبت الماضي، اجرى خلالها مباحثات حول آخر المستجدات.
وتأتي زيارة الوفد الأوروبي بعد أن اجتمع فريق خبراء الأمم المتحدة مرئيًا، مع مسؤولي البنك المركزي؛ لبحث تفاصيل وقائع التقرير المقدم إلى مجلس الأمن حول نهب الوديعة السعودية.
وكان فريق من الأمم المتحدة قد وصل الأربعاء الماضي إلى العاصمة عدن، للمشاركة، وتقديم الدعم في عملية التحقيق في الهجوم الذي نفذه الحوثيون على مطار عدن الدولي نهاية ديسمبر / كانون أول 2020م، وأسفر عن سقوط قرابة (140) قتيلًا وجريحًا.

الانتقالي يخاطب بعثات الاتحاد الأوروبي
التقى الأستاذ عمرو البيض، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، والأستاذ محمد الغيثي نائب رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مساء الإثنين، مجموعة من بعثات دول الاتحاد الأوروبي ممثلة بـ(ألمانيا، والسويد، وبلجيكا، وهولندا، والنرويج، وسويسرا).
وأكد البيض والغيثي، خلال اللقاء، على أن زيارة سفراء الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة عدن تؤكد حرص الأصدقاء الأوروبيين على دعم الجهود المشتركة لتطبيع الأوضاع، علاوة على أنها تمثل دعما حقيقيا لحكومة المناصفة بين الجنوب والشمال، التي جاءت وفق اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي والحكومة اليمنية.
وأكد البيض والغيثي أهمية اتفاق الرياض والفرصة التي يمثلها تجاه استقرار الأوضاع وعودة الخدمات العامة، وتهيئة المناخ المناسب لعملية سلام شامل، مشددين على ضرورة استكمال تنفيذ بنوده.
وأكدا على ضرورة وجود عملية سياسية شاملة يكون فيها المجلس الانتقالي الجنوبي طرفًا رئيسيًا لضمان نجاحها انعكاسًا للواقع والحقائق الموجودة على الأرض، والتجربة الأممية طيلة السنوات الماضية في الجنوب واليمن.
وجددا التأكيد على تمسك المجلس الانتقالي الجنوبي بأهداف وتطلعات الشعب الجنوبي، وفي صدارة ذلك استعادة دولته كاملة السيادة على حدود 21 مايو / ايار 1990م، عبر مفاوضات ترعاها الأمم المتحدة.
من جانبهم، أكد ممثلو بعثات دول الاتحاد الأوروبي على دعمهم لجهود المبعوث الخاص السيد مارتن غريفيث نحو إيجاد سلام دائم من خلال عملية سياسية شاملة تضمن إنهاء الحرب ومعالجة آثارها ومعالجة القضايا القائمة.

دلالات الزيارة
سياسيون أكدوا أن "هناك دلالات مهمة زيارة وفد الاتحاد الأوروبي إلى العاصمة عدن تتمثل في أن هناك موقفا أوروبيا داعما لخارطة طريق اتفاق الرياض التي جرى تنفيذ جزء من بنوده السياسية والعسكرية".
وأشاروا إلى أن "ذلك الموقف يرى أن التراجع عن السير فيه يعني العودة إلى نقطة الصفر مجددًا، وهو ما يعطي مليشيا الحوثي، ومليشيا الإخوان المتحالفة معها فرصة للتهرب من أي محاولة من شأنها الوصول إلى اتفاق سلام وإنهاء حالة الحرب الحالية".
وقالوا: "وبالتوازي مع الموقف الأوروبي المهم هناك موقف روسي أكثر أهمية عبرت عنه من خلال زيارة الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي إلى موسكو، الأسبوع الماضي، إذ شددت على ضرورة تنفيذ باقي بنود الاتفاق وقدمت دعما مهما للاتفاق الذي يمهد للحل السياسي ويضيق الخناق على مراوغات إيران وحلفائها الإقليميين متمثلين في قطر وتركيا".
وأضافوا: "لقد حظيت حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال بدعم غالبية الدول الإقليمية التي عبرت عن مواقفها الداعمة للحكومة في أعقاب الإعلان عن خروجها إلى النور، غير أن هذا الدعم لم ينعكس على أرض الواقع إلا من خلال الزيارة الأخيرة لوفد الاتحاد الأوروبي، وهو ما يجدد الآمال في إمكانية تلقي حكومة المناصفة مزيدا من الدعم الدولي خلال الفترة المقبلة".

دعم هولندي
وكان السفير الهولندي لدى اليمن بيتر ديريك هوف، قد عبر عن دعمه لحكومة المناصفة وقرارها بالبقاء في العاصمة عدن عقب استهدافها بقصف صاروخي لحظة وصولها إلى مطار عدن الدولي.
وكشف ديريك عن عقده اجتماعات مع ممثلي اللجنة الدولية للصليب الأحمر، والمنظمات غير الحكومية والمنظمات النسائية، في اليومين الماضيين.