أسرار طعنة الإخوان بتسليم مأرب للحوثي
هل يندرج تسليم مأرب ضمن مخطط حرب الإخوان ضد الجنوب؟
مراقبون: مليشيا الإخوان تحاول تعزيز علاقاتها بالحوثي لشن حرب ضد الجنوب
"الأمناء" القسم السياسي:
أكد سياسيون أن "محافظة مأرب اليمنية باتت مسرحًا لطعنات إخوانية جديدة، تمارسها المليشيا الإرهابية التابعة للشرعية اليمنية، مفادها تسليم مأرب لمليشيا الحوثي المدعومة من إيران".
وقالوا: "أقدمت مليشيا الإخوان بتسليم ما تبقى من جبهة مأرب للحوثيين، في وقت تمارس فيه مليشيا الشرعية تحشيدًا ضد الجنوب بغية احتلال أراضيه".
وأضافوا: "في ظل التحركات الدولية بشأن الملف اليمني بدأ الإخوان المسيطرون على الرئيس هادي وقراراته بتسليم ما تبقى من مأرب بالتدريج لمليشيا الحوثي".
وتابعوا: "مليشيا الإخوان بدأت حشد عناصرها إلى الجنوب في شبوة وطور الباحة لإعطاء الحوثي سلطة أمر واقع في كامل الشمال ويكون الإخوان أمرًا واقعًا في الجنوب".
طعنة إخوانية غادرة
وفي نتاج فعلي وسريع لهذه الطعنة الإخوانية الغادرة، كشفت مصادر بمديرية بيحان في محافظة شبوة، عن نزوح عشرات الأسر من محافظة مأرب إلى شبوة.
وقالت مصادر إنّ "عشرات الأسر عبرت بيحان متجهة إلى العاصمة عتق، دون كشف مزيد من التفاصيل".
فيما قال مراقبون إنه: "بات من الواضح أنّ مليشيا الإخوان الإرهابية تمارس إرهابًا خبيثًا يستند إلى عدة أهداف، فهي من جانب توطّد علاقاتها الخبيثة مع الحوثيين، وتتقارب بشكل أكبر مع مليشيا الإرهابية المدعومة من إيران".
واشاروا إلى أن "مليشيا الإخوان ترمي من خلال تسليم الجبهات للحوثيين إلى تعزيز تمدّدها عسكريًّا، وبالتالي تستغل مليشيا الشرعية اليمنية الوضع العبثي الناجم عن الحرب، وتتمادى في جرائم النهب والسطو التي يتم ارتكابها على صعيد واسع".
حرب ضد الجنوب
وأضاف المراقبون: "كما تحاول مليشيا الإخوان تعزيز علاقاتها مع الحوثيين لشن المزيد من الاعتداءات على الجنوب، بغية احتلال أراضيه، وعرقلة تحركات شعبه نحو تحقيق الحلم الأكبر المتمثّل في استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / آيار 1990م".
وتابعوا: "مليشيا الشرعية وهي تسلِّم الأراضي للحوثيين فهي تجبر قطاعات عريضة من السكان للنزوح من هذه المناطق صوب الجنوب، وهو ما حدث بالفعل خلال اليومين الماضيين من موجات نزوح كبيرة صوب محافظة شبوة".
وأكملوا: "يبدو أنّ مليشيا الإخوان تريد من خلال هذه الموجات النازحة إغراق الجنوب بتكدسات بشرية تستهدف بشكل واسع النطاق إغراق الجنوب في عديد الأزمات الخدمية والإدارية، فضلًا عن إثقال كاهل المجلس الانتقالي الجنوبي بمزيد التحديات، وإلهائه في قضايا ليست رئيسية بالنسبة للجنوب".
واشاروا إلى أن: "المؤامرة الإخوانية تحمل شقًا أمنيًّا أيضًا، حيث أنّ إغراق الجنوب بالنازحين هو أحد بنود مؤامرة نظام الشرعية الساعية إلى إفساح المجال أمام إدخال عناصر قد تُشكل تهديدًا أمنيًّا بشكل كبير".
مخطط إخواني
واستغلت مليشيا الإخوان حالة الارتباك الدولية بشأن السلام باليمن تزامنًا مع تراجع الإدارة الأمريكية عن مواقفها الضاغطة على مليشيا الحوثي لتمرير مخططات استهداف الجنوب، وبدا ذلك من خلال تمدد العناصر المدعومة من إيران داخل مأرب خلال اليومين الماضيين دون أي مواجهة من قوات الشرعية الإخوانية.
ويؤكد خبراء أنه: "في الوقت الذي كانت فيه بوصلة المعركة تتجه صوب مليشيا الحوثي في أعقاب التوقيع على اتفاق الرياض وإرغام مليشيا الإخوان للتخلي عن هيمنتها السابقة على الحكومة، ما أعطى مؤشرات إيجابية لإمكانية تصويب سلاح الشرعية الإخوانية، جاءت التحولات المتلاحقة على الساحة الدولية سياسيًا بوصول الرئيس جو بايدن على رأس إدارة الولايات المتحدة الأمريكية ليبدد كثيرًا من المكاسب التي تحققت على الأرض بفعل جهود التحالف العربي".
وقالوا إنه: "كان من المقرر أن تستمر الضغوطات على مليشيا الإخوان ونظيرتها الحوثية من لإرغامهما على الذهاب نحو السلام، غير أن التراجع عن قرار تصنيف مليشيا الحوثي منظمة إرهابية بعثر كثيرًا من الأوراق، بل وصب مباشرة لصالح العناصر الإرهابية التابعة لإيران والتي صعّدت من إرهابها ضد المملكة العربية السعودية واستغلت الفرصة للتمدد داخل مأرب".
تفاصيل مخطط النزوح
واضاف الخبراء ان: "ما يجري في مأرب من تسليم للمواقع والجبهات إلى مليشيا الحوثي يأتي ضمن حرب الإخوان ضد الجنوب، إذ أن ذلك ترتب عليه نزوح المئات من مأرب إلى شبوة"، مشيرين إلى أن: "هؤلاء النازحين قد يكونون مصحوبين بعناصر إرهابية تدفع بهم الشرعية الإخوانية إلى الجنوب".
وتابعوا: "ترغب مليشيا الإخوان بفرض سلطة أمر واقع في الشمال بتسليم مأرب التي تُعد حصنًا لها إلى مليشيا الحوثي على أن تتمدد إلى الجنوب لخلق سلطة أمر واقع أيضًا بالجنوب، وهو مخطط حاولت تنفيذه خلال الفترة الماضية لكنها واجهت صمودا جنوبيا معاكسا أرغمها على سحب قواتها من أبين تنفيذًا لاتفاق الرياض، غير أن تبدل الأوضاع الدولية يبدو أنه أحيا هذا المخطط مجددًا".
واختتموا أحاديثهم بالقول "إن الشهادات الموثقة للعديد من المواطنين الذين تحدثوا عن عدم مجابهة العناصر الحوثية من قبل القوات التابعة للشرعية يؤكد أن هناك مخططات عدائية يجري نسجها ضد الجنوب للانقضاض على اتفاق الرياض واستمرارًا لاستكمال مخطط الهيمنة على المقدرات الجنوبية وعلى رأسها المشتقات النفطية، وهو مخطط يعلمه جيدًا المجلس الانتقالي الجنوبي الذي سيقف حائط صد أمام تلك المحاولات البائسة".