معركة سلب الشهيرة التي وقعت بين القوات البريطانية , وقبيلة يافع كانت في 27 أكتوبر 1960م، وسنتحدث هنا فيها بالتفصيل.
سبب المعركة
بعد انتفاضة السلطان محمد بن عيدروس العفيفي ضدّ الإدارة البريطانية في سلطنة يافع الساحل ؛ لجأ مع قوة الأمن إلى جبال حطاط المعروفة ومن هناك بدأ بشن هجمات مسلحة في المنطقة الساحلية فقام سلاح الطيران البريطاني بشن غارات عنيفة ومتواصلة على مواقع السلطان محمد عيدروس مما دفعه إلى الانتقال إلى القارة عاصمة سلطنة يافع، واستمرت الهجمات المتبادلة لفترة ليست بالقصيرة قام خلالها سلاح الطيران البريطانيّ بقصف وتدمير بيوت وقرى كثيرة في مختلف مناطق يافع منها:
دار لقواد التابع لسلطان محمد عيدروس وقرية المخدرة بالقرب من القارة وقرية شريان وقرية فلسان وبيت بن معبد وبيوت آل القحيم في ذي ناخب وكذا منازل صالح عبد اللاه البارع في ذي صدى وأخيرًا بيوت محمد عيدروس في القارة.
معركة سلب ونتائجها
بعد يأس الإنجليز من القصف المتواصل على كثير من قرى يافع, حاولت بعدها الإدارة البريطانية بقيادة المستشار البريطاني "السيد ميلن" وبمساعدة "الأمير حيدرة" الوصول إلى معاقل محمد عيدروس عن طريق وادي (سلب) عبر لودر والسيلة البيضاء وصولاً إلى القارة عاصمة سلطنة يافع السفلى لاحتلالها.
بعدها أرسلت الإدارة البريطانية وفدًا كبيرًا إلى منطقة سلب في بداية شهر أكتوبر 1960م لأسباب قالت : إنّها أمنيّة .
ولما بلغ السلطان محمد خبر ذلك الوفد الكبير من الإنجليز وتأكد له : إنّه تحت غطاء تلك الزيارة سينصب جهازاتصال وسيعمل على تمركز بعض القوة العسكرية المدربة على استخدام المدافع فيها، وسيمثل هذا المركز إذا ما تم عنق الزجاجة الذي يتحكم بالحركة بين القارة والبيضاء بالإضافة إلى قربه من القارة وتهديده المباشر لها.
بعدها كتب السلطان إلى عموم مكاتب يافع السفلى "الناخبي - الكلدي - اليهري -اليزيدي - السعدي" وأوضح لهم أنّ باطن زيارة ذلك الوفد غير ظاهرها وعليهم إرجاع الوفد من حيث أتى .
بعدها أتت جموع القبائل يتقدمهم السلطان محمد بن عيدروس إلى وادي سلب ملبية نداء السلطان العفيفيّ .
وبعد فشل إقناع الإنجليز بالعدول عن المنطقة والرجوع من حيث أتوا نشبه المعركة بين الجانبين.
فتصدى أبناء يافع وقبائلها لتلك القوّة ببسالة بقيادة السلطان محمد بن عيدروس العفيفيّ .
وظلّت المعركة قرابة ثلاثة أيام بدءًا من يوم 27 أكتوبر حتى 30 أكتوبر من سنة 1960م.
وجرحوا وقتلوا كثير من جنود الإنجليز وبعدها هربت بقية الحملة إلى منطقة لودر مهزومة مذعورة.
وعرفت المعركة بمعركة سلب وقد صور الشاعر المرحوم محمد الصبحي تلك المعركة الشرسة في معلقته الطويلة والتي ذكر فيها كافة تفاصيل المعركة.
وقد كان يوماً مشهوداً في يافع, تزمل فيه الشعراء ونظموا قصائدهم, وقد أوردنا آخر الموضوع أحد تلك القصائد وهي من كلمات الشاعر المرحوم محمد عبد الله الصبيحي الناخبي.
تاريخ ومكان المعركة
جرت أحداث معركة سلب في وادي سلب أحد اودية يافع الشرقية في منطقة سبيح بالضبط تقريبــًا.
في يوم الاثنين 6 جماد الأولى 1380هـ الموافق لـــ27 أكتوبر 1960م.
نتائج المعركة
انسحاب وهزيمة الجيش الإنجليزي ومن حالفة من قبائل المناطق دون أن يحقق أهدافه باستهداف السلطان محمد بن عيدروس والزحف إلى القارة لاحتلالها. ونصرعظيم لسلطنة يافع السفلى .
وإليكم بعض الأبيات من قصيدة الشاعر الصبيحيّ :
قال الصبيحي محمد حنت الرعده
رعد المخمّس من ابطان الجريد السود
جتنا يهر واليزيدي وأهل ابو سعده
وجوا كلد شاربين الغيّر المخمود
والأمر لول معاهم يحجز الضمده
والناخبي قرح البادي على العمرود
وقال ذه ترحبة , أو دون ذه هده
وقال له حيدره حذرك رعك مهدود
وذي شرد منهم ضيع السروال والفرده
وذي قتل منهم ساروا وهو ممدود
قال رع عادها باتقع هده قفا هده
هده بحلين وهده في جبل لجعود
وعدها سيلة البيضاء وامنجدة
وفي مكيراس والبيضاء وطن لزيود.