نشرت "الأمناء" في أعداد ماضية ست حلقات من كتاب (وادي تبن والتاريخ) للمؤرخ محمود بن ناصر الشيبي، وانزل المؤرخ في حاشية أحدى صفحات كتابه يتحدث عن تاريخ الضالع ولم نتمكن من نشره، فتنشر "الأمناء" ما تبقى من ذلك، كما جاء من المؤلف (الشيبي).
المدخل
بعد تحالف قبائل الجنوب العربي وطردهم جيوش الدولة القاسمية اليمنية (الشمال) من الجنوب سنة 1705م وكان آخرها سنة 1732م وتجرير واستقلال لحج وعدن وكل أجزاء الجنوب فعندما كان خروج الدولة القاسمية تمسكت بالحدود الشمالية المعترف بها في خارطة الجنوب والشمال، فالقبائل الجنوبية قد كونت لنفسها نواحي تسمى بالنواحي التسع لكل ناحية استقلالها كما هو مبين في خريطة وجغرافية الجنوب العربي سلطنة (العبدلي) سلطنة (الحوشبي) سلطنة (الفضلي) سلطنة (العولقي) سلطنة (اليافعي) إمارة (الضالع) ميشخة (العلوي) مشيخة (العقربي) مشيخة (الصبيحي) إلى قدوم الامبراطورية البريطانية واحتلال عدن في 19 يناير 1839م وقعت هذه النواحي تحت نفوذ الاحتلال البريطاني بمسمياتها.
الضالع خريطة وجغرافيا
وأشار حمزة لقمان في كتابة تاريخ القبائل اليمنية (الجزء الأول) وفي تاريخ اليافعي الضالعي الحوشبي في نفس الكتاب فلما كان تحرير واستقلال الجنوب من الدولة القاسمية اليمنية (الشمالي) سنة 1705م، سنة خروج الجيوش الشمالية من ارض الجنوب يتضح لي ان خروج الدولة القاسمية قد تمسكت بالحدود الجغرافية لخريطة الجنوب العربي.
ونواصل ما اشار اليه المؤرخ لقمان في سنة 1870م كان يحكم امارة الضالع الأمير علي مقبل الضالعي الذي اكده الباب العالي العثماني انهم لا يرغبون التدخل في حكم شئون بلاده أعنى في (الضالع الجنوب) وكذلك اعترفت به حكومة البريطانية في عدن حاكماً مستقلاً على بلاده اسوة سلاطين وامارت الجنوب.
وقال لقمان لكن لم تنقض ثلاث سنوات حتى طلب من الاتراك ان يعلن الولاء للخليفة العثماني وان يرسل برهينة ليبرهن الولاء ولما رفض الامير علي مقبل ارسل الاتراك العثامنه كتيبة من الجنود الى الضالع والقوا القبض على الأمير علي مقبل وفي سنة 1878م اطلق سراحه واستطاع ان يعود الامير علي مقبل الا ان بعض القرى الضالعية لم تعترف به واعلنت الولاء للأتراك وفي سنة 1880م وقعت حكومة عدن معاهدة مع الأمير علي مقبل وفي سنة 1892م ارسلت حكومة عدن الى بريطانيا الكابتن الهندي وهاب والمستر فيتز موريس لترسيم الحدود بين المحميات الجنوبية واليمن الشمالي ووصلت هذه البعثة الى الضالع في وقت كانت فيه السيطرة التركية قوية حتى انه سجل بعض القرى والجبال والأودية كمناطق تابعة للدولة التركية ومنها قرى الجليلة وقرى الشاعري المحيطة وايضاً قرى الصفية والسرافي والقرى الكائنة في غربية مدينة الضالع والمواجهة لجبال جحاف وجبل المعفاري وبلاد الازرقي كأرض تابعه للأتراك حدود اليمن الشمالي حيث ادعى امير الضالع الجديد شائف بن سيف ان جبل جحاف وغيره ارض تابعة للضالع واظهر وثائق تثبت ذلك الادعاء واعترض رجال القبائل من هذه المناطق على صحة الوثائق واكد انها لم تكن تابعة للضالع وفحصت بعثت التخطيط كافة الادعاءات واهملتها كأمر لا يقع في دائرة اختصاصها ورسم خط الحدود فتشبث به الاتراك لأنه وافق هواهم.
قلت: فان اعتراض رجال مناطق قبائل الضالع بانه لم يكونوا تابعين للضالع يبدو الى ان ادعاء هذه القبائل استنجاداً بالأتراك وتخلصاً من جبروت امرائهم وتشير المصادر وبعد هزيمة حلف الدولة العثمانية دولياً في الحرب العالمية الاولى وخروج الاتراك من اليمن في الغزو التركي الثاني اراد الامام يحيى حميد الدين ملك المملكة المتوكلية اليمنية اراد توسع نفوذه في الجنوب حتى وصل زحف قواته الى جبال العبدلي البكري في ردفان حيث تواصلت المعارك الى ان تم عقد معاهدة صداقة وتعاون متبادلة بين الامام وحكومة بريطانيا بعدن.
وفي احد كتب (وحدة اليمن تاريخياً) للباحث سيف علي مقبل، يبدو من ابناء تعز وهو من مواليد عدن ومن الكوادر المثقفة التي كانت تهتف وتلهج بالوحدة اليمنية في الجنوب، ويدل على ذلك كتابه الذي وقع بين أيدينا وهو يتحدث عن الوحدة اليمنية في اول كلمة اهداء الكتاب الى اخر كلمة.
وهذه هي نص اتفاقية انجلو يمنيه يعني بين (بريطانيا عن الجنوب واليمن الشمالي) في سنة 1928م ونتيجة لمزيد من هجمات الجو البريطانية وانسحبت قوات الإمام المتوكلية اليمنية (الشمال) من إمارة الضالع وفي سنة 1934م انسحبت من أراضي سلطنة العوالق العليا ونقاط تمركزها الباقية في الضالع كشرط مسبق لتوقيع معاهدة (صنعاء) الانجلو يمنية في ذلك العام احتفظ الإمام بسيطرته على البيضاء التي لم تكن سلطانها مرتبطاً بمعاهدة مع البريطانيين برغم أنها تقع في منطقة النفوذ البريطاني من خط الحدود الإنجلو تركية وأشار الباحث العدني بلال غلام حسين في صحيفة الأمناء في 6 نوفمبر 2016م العدد (659) إلى ان (10 الف) وثيقة بريطانية تتعلق بترسيم الحدود بين الجنوب والشمال (ترسيم وليس تقسيم).
وقال وبأمانة وذمة للتاريخ بأن الضالع لم تكن قط تابعة للشمال وذلك بحسب الخرائط والوثائق والاتفاقيات التاريخية ومزيداً من ذلك راجع كتاب الباحث الروسي عزيز خودرييف الفصل الأول رسم الحدود بين اليمن وعدن ويشار في كتاب لمعة الكواكب إلى المعارك التي كانت بين الخصمان أمير الضالع وسلطان الحوشبي حيث كانت تدور المعارك في أرض الضالع كلاً من بلاد المحرابي وبلاد الأحمدي وبلاد الأزرقي القريبة من مدينة الضالع وتشير المحررة في سنة 1324هـ وسنة أخرى بدون تاريخ في حكم السلطان الحوشبي محسن علي مانع الثاني منذ سنة 1924م إلى 1932م وفي سنة 1936م كان التحكيم بين الخصمين وحضور التحكيم كالهملتون وانجرامز عن الدولة البريطانية وسلاطين العبادل لحج عبد الكريم فضل ولم يكن هناك طرف أو مندوب من قبل دولة الإمامة في الشمال اعتراضاً يدًعي أن الضالع جزءاً من بلاده.