تقرير خاص لـ"الأمناء" يبحث في أسباب تأخير الكشف عن هوية محافظ عدن القادم وأبرز الأسماء المرشحة
الأمناء / غازي العلوي:

مازال موضوع هوية الحاكم القادم للعاصمة عدن يشغل الرأي العام الجنوبي، خصوصا بعد انقضاء أضعاف المدة التي أتاحتها اتفاقية الرياض الموقعة في نوفمبر من العام الماضي في العاصمة السعودية الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية.

وعلى الرغم من انقضاء أكثر من شهرين على توقيع الاتفاق إلا أنه ما زال يراوح مكانه ولم يتم الالتزام بتنفيذ سوى العودة الجزئية للحكومة الشرعية إلى العاصمة عدن ممثلة برئيس الحكومة وبعض وزرائه في حين ما زال الشقان العسكري والسياسي والمتمثلان بانسحاب القوات وتعيين محافظ لعدن ومديرًا للأمن وتشكيل حكومة بالمناصفة بين الشمال والجنوب في خبر كان .

 

ما جوهر الخلاف حول اختيار المحافظ؟

يرى مراقبون ومتابعون للشأن السياسي اليمني في تصريحات خاصة لـ"الأمناء" بأن التأخير في حسم شخصية المحافظ القادم للعاصمة عدن جاء عقب المحاولات المتكررة لجهات نافذة في الشرعية تنتمي لجناح الإخوان المسلمين في اليمن (حزب الإصلاح) لفرض شخصيات موالية لها وهو الأمر الذي يرفضه المجلس الانتقالي وبشدة .

وأوضح المراقبون أن محاولات فرض أجندات مختلفة لما تم الاتفاق عليه ولما تضمنته بنود اتفاق الرياض يأتي في إطار الحصول على موطئ قدم من قبل حزب الإصلاح في السيطرة على اتخاذ القرار لقيادة المحافظة التي تشكل رمزية كبيرة لدى أبناء الجنوب .

 

ما الهدف من التأخير؟ ولماذا عدن بالذات؟

أرجعت مصادر سياسية الهدف من صدور القرار الجمهوري بتعيين محافظ لعدن إلى رغبة في لوبي الفساد المسيطر على الشرعية الذي يحاول استثمار الوقت لتحقيق مكاسب على الأرض والوصول إلى الهدف الأسمى وهو إفشال اتفاق الرياض وتوجيه ضربة للمجلس الانتقالي الذي أثبت مرونة سياسية في تعاطيه مع هذا الموضوع واستطاع بحنكة وفده التفاوضي تحقيق مكاسب كبيرة من الاتفاق.

 وأوضحت المصادر بأن التصعيد العسكري واستقدام للمليشيات المسلحة من مأرب والجوف ومحافظات الشمال إلى شبوة وأبين يؤكد - وبما لا يدع مجالا للشك - بأن جماعة الإخوان المسلمين تريد تفجير الأوضاع في العاصمة عدن والسيطرة عليها، وهو الأمر الذي لن يسمح به المجلس الانتقالي الجنوبي ودول التحالف العربي.

 

هل ينهي تعيين المحافظ سنوات من التردي والفساد؟

يترقب الشارع الجنوبي وعدن بالذات صدور قرار تعيين محافظ لعدن بعد سنوات من التردي الحاصل في الخدمات والفساد المستشري في كافة القطاعات.

ويبدو واضحاً أن حاكم عدن الجديد سيواجه الكثير من التحديات لعل أبرزها أنه سيأتي ليواجه ركامًا هائلًا من المشاكل والصراعات المختلفة وكمًا هائلًا من الملفات العالقة والشائكة.

وليس المشاكل خارج إطار خارطة السلطة المحلية وحدها التي يمكن لها أن تقف في وجه محافظ عدن، بل أن الملف الأمني وقضايا الأراضي وغيرها من القضايا ستكون بمثابة تحدٍ كبيرٍ أمام قيادة المحافظة.

ويأمل قطاع واسع من الناس من أن يُحدث قرار تعيين محافظ لعدن تغييراً في منظومة المحافظة التي نخرها الفساد والفوضى من شأنها إيجاد منظومة صحيحة تنعكس على كافة القطاعات.

من جانبه قلل الإعلامي الجنوبي صلاح بن لغبر من إمكانية نجاح محافظ عدن القادم في ظل الظروف المحيطة.

وقال بن لغبر في تغريدة له على صفحته على تويتر إنه وأيًا يكن محافظ عدن فلن يستطيع أن يُحدث أي فارق في ظل حكم عصابة العيسي - حد وصفه.

بن لغبر بيّن بأن لدى المحافظ القادم خياران، فإما أن ينخرط في فساد العصابة ويكون أداة لها أو يكون في مرمى نيرانها وحربها، وفي كلا الحالتين لن يكون له أي إنجاز .

 

شرط أساسي

أما الدكتور عبدالجليل الشعيبي فقد أكد في تصريح لـ"الأمناء" بأن "على المحافظ الجديد أن يشترط أن يكون هناك حسابًا بنكيًا للمحافظة في البنك المركزي تابعًا لها فقط تودع فيه جميع الإيرادات من كافة المرافق العامة بدون استثناء، وتحدد فيه المصروفات من قبل المجلس المحلي، ويكون الحساب البنكي غير خاضع للحكومة المركزية يخضع فقط للمحاسبة من قبل الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة".

وشدد الشعيبي على ضرورة أن تكون المحافظة مستقلة استقلالية تامة ماليًا من النظام المركزي وهذا الأمر قال بأنه "سيحقق طفرة اقتصادية كبيرة".

من جانبه أكد د.ناصر الخبجي، عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، ورئيس وفد الانتقالي في لجنة التنسيق والمتابعة المشتركة لتنفيذ اتفاق الرياض، بأن المجلس الانتقالي الجنوبي لا يزال ملتزماً بتنفيذ كافة بنود الاتفاق وفقاً لتراتبيتها وتسلسلها الزمني، ومحملاً الأطراف الساعية إلى إثارة الخلافات والحروب وزعزعة أمن واستقرار المنطقة مسؤولية أي عرقلة أو تعطيل لتنفيذ مضامين الاتفاق.

وكشف الخبجي عن توافق زمني على انسحاب قوات ومليشيات حزب الإصلاح من شبوة وأبين، وكذلك تعيين محافظ ومدير أمن لعدن خلال الفترة القادمة.

وأشار د. الخبجي إلى أن هناك توافقًا بأن الأسبوعين القادمين سيشهدان حراكاً مكثفاً لتنفيذ بنود اتفاق الرياض، وأهمها عملية الانسحاب العسكري للقوات من أبين وشبوة وتعيين محافظ ومدير أمن لعدن.

وأضاف: "وفي حال إتمام تلك الترتيبات حسب الخطة الموضوعة لها سيتم بعدها الانتقال إلى الخطوات اللاحقة من الاتفاق، وفي مقدمتها تشكيل الحكومة الجديدة وتعيين محافظين ومدراء أمن للمحافظات بحسب التراتبية الزمنية لبنود اتفاق الرياض.

 

 

أبرز الأسماء المرشحة

في حين يتداول الوسط الإعلامي والشارع الجنوبي أسماء الكثير من الشخصيات التي قيل بأنها مرشحة لشغل منصب محافظ للعاصمة عدن، فقد كشف مصدر مطلع في المجلس الانتقالي الجنوبي عن أبرز الأسماء المرشحة لمنصب محافظ عدن والتي تم ترشيحها من قبل اللجنة السياسية المشتركة في العاصمة السعودية الرياض.

وقال المصدر إن  ثلاثة أسماء تم ترشيحها لمنصب محافظ عدن، وهم: المهندس عدنان الكاف، وعبدالرحمن شيخ اليافعي، والدكتور عبدالناصر الوالي، إضافة إلى مرشحين اثنين من هيئة رئاسة الانتقالي.

وقالت مصادر أخرى بأن من بين المرشحين لشغل المنصب القيادي في الانتقالي لطفي شطارة ونائب محافظ عدن بدور معاون، ووزيرا النقل السابقين د. واعد باذيب ومراد الحالمي ونصر شاذلي .

متعلقات
السفارة الصينية تستأنف عملها من عدن
كهرباء عدن تنفي وصول باخرة عائمة لتوليد الطاقة الى عدن
أمنية سقطرى تقف أمام الوضع الأمني في المحافظة وتتخذ عدد من القرارات
كهرباء عدن تجيب عن خبر قدوم محطة توليد عائمة
الأمن السعودي يقبض على يمني في السعودية لمخالفته "جرائم المعلوماتية"