اليوم وعاجلاً ليس آجلاً يتحتم على شباب الجنوب التحلي بالفطنة واليقظة، بالتروي بالبصيرة والتأمل والتفكير قبل الإقدام على أي مغامرة غير محسوبة العواقب، فالاحتلال اليمني الذي بات يدرك تماماً أن ثورة الجنوب التحررية تحقق الانتصار تلو الانتصار وان استقلال الجنوب بات قاب قوسين أو أدنى، هذا الاحتلال لم يقف مكتوف الأيدي لينتظر حتى يخسر ارض الميعاد (الجنوب) فهو – أي الاحتلال اليمني- استخدم كل ما لديه من قوة ومن وسائل ترهيب لقمع الجنوبيين وإرهابهم وصدهم عن مواصلة ثورتهم، كما استخدم وسائل الترغيب لكن كل محاولاته نتيجتها الفشل الذريع، فلم تجد القوة مع شعب الجنوب الذي قدم ويقدم تضحيات كبيرة، فها هو المحتل اليمني اليوم يعود لضرب ثورة الجنوب بطرق ووسائل أخرى، وقد نكون نحن أداتها دونما شعور وبغير إدراك، فالمحتل اليمني قد ظهرت ألاعيبة القذرة وأصبحنا نشعر بها ومن مؤامراته الخبيثة نجد الآتي:
- خلق حالة من الإرباك بين صفوف شعب الجنوب
- بث سموم التشكيك والتخوين بين الجنوبيين
- فتح أبواب الصراعات المناطقية والقبلية
- الانفلات الأمني
- خلق المشاكل التي تمس حياة الناس اليومية وربط قادة الحراك بذات المشاكل ومن ثم بث الشائعات بناء على تلك المشاكل
- التأجيج الإعلامي ومحاولة قتل الروح الثورية الجنوبية قي نفوس الشباب
هذه قلة من صور التعاطي اليمني للاحتلال مع ثورة الجنوب، لكن الكارثة الكبرى أن الكثير منَّا يدركون هذه المؤامرات ولا يحاولون تفاديها أو الوقوف بايجابية تجاهها لردعها دونما توسيع الهوة..
أيها الشباب الأحرار: انه لمن الطبيعي وجود التباينات في أي ثورة من الثورات التي شهدها التاريخ القديم والحديث لكن الأخطر أن يقف الجميع موقف سلبي منها وان نصبح جميعاً وقود لنيران الخلافات والتناحر الذي يقود إلى فشل ثورتنا فنقتل ثورتنا بأيدينا دونما إدراك، وبعدها لن يفيد الندم، فليكن لنا من الماضي بايجابياته وسلبياته عبرة ودروس نرجع إليها في كل نائبة، وليكن لنا من الثورات الأخرى المدونة في التاريخ ذات العبر والدروس، فلا نجادل بما لا نعلم ولا نسهم في توسيع هوة الخلافات والتباينات..
أيها الشباب الأوفياء: أن شبكة التواصل الاجتماعي الانترنت التي كانت واحدة من أهم الأدوات الثورية لكثير من الثورات التي شهدها العصر الراهن اليوم قد تتحول بالنسبة لنا إلى أداة هدم تقود إلى زعزعة قواعد ثورتنا من خلال ما بات الجميع يشهده من مماحكات وتبادل للتهم وعليه يجب أن نتوقف كثيراً لمراجعة هذه النقطة ونرى الآتي:
- إذا وجدت من يكيل السب والشتائم إليك وتأكدت من شخصيته وانه جنوبي فلا ترد عليه، واصبر لأجل الثورة لأجل الجنوب.
- لا تدخل في جدال ولا تستمع أو تتابع أصحاب المعرفات والحسابات التي تحمل أسماء مجهولة ووهمية، بل دع أصحابها يقولون ما يريدون وضع الاحتمالات التالية:
1- قد لا يكون صاحب ذلك المعرف جنوبي على الإطلاق إنما يستخدم اسم جنوبي وينسب نفسه إلى منطقة جنوبية أو ما شابه ذلك.
2- صاحب ذلك المعرف احد عناصر الأمن القومي اليمني ومكلف للقيام بهذا الدور.
3- التأكد من مصدر الخبر - أي خبر كان- قبل إعادة نشره أو التعاطي معه.
4- الرجوع إلى صفحة الشخص الذي لا تعرف هويته الحقيقية والتأكد من هويته واتجاهاته ومنشوراته السابقة ودراستها لكي ترى مدى خطورة الدور الذي باتت تلعبه تلك العناصر.
أيها الأحرار: إننا اليوم نتابع وبكل أسف مدى الكم الهائل من الشائعات التي تطال هذا الجنوبي أو ذاك وإذا ما بحثنا ورائها ومحصناها لوجدنا عدم صحتها على الإطلاق لهذا علينا أن لا نستغل تبايناتنا واختلاف وجهات النظر فيما بيننا ونفرح بالشائعات التي تستهدف من نختلف أو نتباين معهم، ولكي لا نكون مزايدين على احد نعترف بل واعترف شخصياً أنني ذات يوم وقعت في أكثر من موقف كهذا وندمت عليه..
أيها الشباب الأحرار كونوا صمام أمان ثورتنا وكونوا أكثر حس ويقظة..
إذا يوجد منشور من ما ذكرنا ارجع إليه وفتش عن أسماء أصحابه واجلس مع نفسك وافحص محتواه وشخوصه وأصحاب التعليقات، هل تعرف جميع الذين علقوا؟؟ أنهم يدمرون ثورتنا بكل سهولة..
مقالات أخرى