عبدالفتاح القرعدي
الجنوبيون والهرولة السياسية !!

عندما سأل الإمام الشيخ محمد عبده عن رائية في السياسة قال أعوذ بالله من السياسة ومن كلمة السياسة ومن كل حرف في السياسة ومن ساس ويسوس وسائس ومسوس.
خلال هذه الأيام هناك هرولة سياسيه لإعداد كبيرة من الجنوبيين الموجودين في الداخل سوى من الشباب والكهول والذين ينتمون إلى مكونات سياسية جنوبية مختلفة إلى كلن من القاهرة وبيروت وقد اختلط الأمر عليا وعلى الكثير من الجنوبيين حول هدف سفر هذه الإعداد وبهذا الشكل حتي إنني اعتقدت إن مليونية 27 ابريل قد تم تغير مكان إقامتها من ساحة العروض في خور مكسر إلى قاهرة المعز ومن يقف وراء تمويل سفر هذا العدد الكبير والتي قد تصل تكاليفها الى مئات الإلف من الدولارات.
ولان الشجن قتل العجوز كما هو متعارف عليه هنا في عدن تواصلت مع عدد من الأصدقاء الذين سافرو إلى القاهرة من اجل معرفة الحقيقة من وراء هذه الهرولة السياسية فمنهم من قال لي أنهم ذهبوا من اجل تحقيق الوفاق السياسي بين المختلفين من القيادات السابقة والمقيمة في كلن من القاهرة وبيروت وبضرورة إقناعهم بمسالة التوافق ونبذ صراعات الماضي والتي أصبحت تشكل خطر كبير على الثورة الجنوبية في هذه المرحلة ومنهم من قال انه سافر من اجل حضور لقاء تشاوري يجمع قيادات الداخل بقيادات الخارج من اجل التحضير لانعقاد المؤتمر الجنوبي الجنوبي المزمع انعقاده قريبا برعاية دولية وإقليمية من اجل خروج الجنوبيين برؤية واحدة اتجاه قضيتهم.
وأتمنى هنا على الأشخاص الذين تواصلت معهم إلا يفهمون موضوعي هذا على انه تشكيك والعياذ بالله بما قالوه لي خلال تواصلي معهم على العكس فانا أتمني لهم التوفيق والنجاح إلا إنني سوف أتطرق لمجموعة من العوامل الموجودة في الواقع السياسي الجنوبي ذات الأثر السلبي على مثل هذه الهرولات التي تجعل من ذهابهم إلى كل من القاهرة وبيروت مجرد هرولة سياسية غير محسوبة.
هناك قول مأثور يقول إن خير المصلحين من بداء بإصلاح نفسه وبتالي فان المجموعة التي ذهبت إلى القاهرة وتعتزم الذهاب بعد ذك إلى بيروت غير متوافقة فيما بينها وتنخرها الانقسامات وبتالي فان فاقد الشيء لا يعطيه حيث إن كل منهم متمترس في ولائه لمكونة السياسي وشخصيات بعينها تعتبر أساس مشكلة عدم التوافق الحاصل وان تغليبهم مصلحة المكون السياسي ومصلحة الأشخاص على حساب المصلحة العليا للجنوب وشعبه فهذا يعتبر أول عوامل الفشل يضاف إلى ذلك انه لايوجد لدى المهرولين مشروع توافقي تم إعداده قبل سفرهم وتوافق الجميع عليه بل إن كل منهم حمل شنطة السفر وعلى المطار وهذا يزيد الأمور تعقيدا ويحكم على الهرولة السياسية بالفشل الذر يع.
إن الشخصيات المتصارعة إلى يومنا هذا لم تصل إلى مستوى النضوج السياسي وطي صفحة الماضي وعقليتهم السياسية مازالت غير قادرة على استيعاب مبادرات ومشاريع الحلول التي تأتي من قبل شخصيات من الداخل فقبل عدة أشهر تقدم شباب الميدان في العاصمة عدن بمشروع سياسي يهدف إلى إزالة حالة الانقسام الجنوبي ووضع المعالجات لكل المشاكل السياسية التي حصلت في الجنوب ابتداء من مرحلة ماقبل الاستقلال ومرحلة مابعد الاستقلال ومرحلة مابعد الوحدة وكان هذا المشروع كفيلا بحل مشكلة عدم الوفاق الجنوبي إلا إن القيادات السابقة بعد إن تم التواصل من قبل الشباب لطرح المشروع للنقاش معهم وبعد إن كانوا مرحبين بهذا المشروع في بادئ الأمر إلا أنهم سرعان ما انقلبوا علية بمشروع أخر وتشكيل مايسمى بلجنة التواصل والتي لم تحرك ساكن حتى يومنا هذا وكان على كل من هرول إلى القاهرة أو بيروت إدراك مثل هذه الأمور حتى لايتحول ذهابهم إلى مجرد سياحة سياسيه لأتقدم ولا تأخر في شيء سوى تأكيد شرعية استمرار هذه الشخصيات باعتبارها اللاعب الأساسي و الممثل لقضية شعب الجنوب ولهذا هم من يتحمل تكاليف هذه السفريات بهدف إرسال رسائل إلى المجتمع الدولي والإقليمي بأنهم يكتسبون شرعية تمثيل شعب الجنوب من الداخل وهذا مالم يدركه الإخوة أصحاب الهرولة السياسية.
إن مشكلتنا كجنوبيين تكمن في التسرع السياسي أو الهرولة السياسية إن صح التعبير وعدم الاستفادة من تجارب التاريخ الذي كان مليء بلهرولات السياسية من يوم الاستقلال وحتى يومنا هذا ابتداء بتنازل عن التعويضات التي فرضت على بريطانيا مقابل فترة استعمارها للجنوب وتلتها هرولة سياسية من العيار الثقيل بإصدار قانون التأميم الذي احدث شرخ في النسيج المجتمعي في الجنوب وكذا الهرولة إلى الاشتراكية الماركسية دون مراعاة لطبيعة مجتمعنا العربي والإسلامي وغيرها الكثير والكثير من الهرولات السياسية إلا إن أعظمها وأشدها تدميرا للجنوب ارض وشعب وهوية هي الهرولة السياسية إلى الوحدة والتي مازلنا نكتوي بنارها إلى يومنا هذا .
والسؤل الذي الذي يطرح نفسه هل نستطيع اخذ الدروس والعبر من التاريخ والاستفادة منها حتى نستطيع تحقيق النصر والعبور إلى المستقبل أم إننا سوف نظل أسيري الماضي وحياتنا هرولة في هرولة.
نزعم أننا بشر
لكننا خراف!
ليس تماماً.. إنما
في ظاهر الأوصاف.
نُقاد مثلها؟ نعم.
نُذعن مثلها؟ نعم.
نُذبح مثلها؟ نعم.
تلك طبيعة الغنم.
لكنْ.. يظل بيننا وبينها اختلاف.
نحن بلا أردِية..
وهي طوال عمرها ترفل بالأصواف
احمد مطر

مقالات أخرى

نصيحة

عبدالجليل شائف

محسن بن فريد ...رحيل شخصية استثنائية 

صالح علي الدويل باراس

خصوم المشروع الجنوبي !!!

صالح علي الدويل باراس

عن حجم معاناة الناس وما قاله بائع السمك

اللواء / علي حسن زكي