لأنك في بلد ليس لمواطنيها قيمة فأنت ستعيش على الهامش تنتظر حسن الختام.. فلا صحة ولا تعليم ولا خدمات, كله كلام في كلام..
صوتك ليس مسموعا، رأيك ممنوع، تفكيرك ممنوع، إبداعك ممنوع، كلك ممنوع.
تعاقبت الحكومات.. توالت الأنظمة.. قامت الثورة.. فر الأئمة.. غادر السلاطين.. رحل الاستعمار.. جاء الاستقلال.. صعد الرئيس ..سقط الرئيس والمواطن مازال تعيسا.. لا شيء جديد فالتغيير مازال بعيدا.
المساجد تُبنى بفلوس المحسنين.. والمدارس مهملة من سنين.. المياه ملوثة أو مالحة.. الطرقات والاتصالات غير صالحة.. الكهرباء طافية، المستشفيات لا علاج فيها ولا عافية، الأسعار تطلع وجيوب الناس فاضية.
ملايين عائشين على الشموع والفوانيس.. لا أمن ولا أمان، لا جيش معنا ولا بوليس.. الغذاء مليان مبيدات، والشوارع غارقة بالقمامات، والمجاري الطافحة في المدن علامات!
العشوائيات تزيد بلا رادع أو قيود.. والفساد اخطبوط ما له حدود.. النظام في هذه الأرض لا وجود له.. الاقتصاد خارب، والدولار في العلالي ضارب، العالم يصطاد بالأساطيل.. ونحن نصطاد بالقوارب.
العصابات في كل حارة، الوزير كل يوم له سيارة، المسئول كل ماله في دولة.. يا طالع طيارة يا نازل طيارة.
والشباب المسكين بطالة.. عايش في أصعب حالة.. إما منتظر تأشيرة هجرة من السفارة.. أو نائم في الدارة.. أو مخزن جنب العمارة.
شباب تائه أفكاره خفيفة.. لا مسكن، لا زوجة، لا وظيفة.. فعلا حياة صعبة وسخيفة.
ابن الغني صائع.. ابن الفقير جائع.. شعب مسكين ضائع.. الحكومة كل يوم لها وعد في الهوا.. لا عملت مشروع تمام ولا شقت طريق سواء.. لا بنية أساسية نفخر بها، ولا إنجازات نغني لها.
أزمات داخلية تتراكم، ومشكلات خارجية تتفاقم.. لا مخرج لها ولا حل حتى بعد ما المخلوع رحل.
الديمقراطية، الحرية، في عالم الجهل والفقر والمرض بلا فائدة.. بلادنا ولا فخر في التخلف والجوع الرائدة.. هيبة الدولة أمام سلطة القبيلة مجرد أحلام! وسيادة القانون مع المناطقية والعصبية أوهام في أوهام!
الخارج من عندنا مولود.. والمقيم بيننا مفقود.. نهايته إما المرض وإما الجنون!
لكن أقول كلمة للزمن.. العيب في السفهاء، مش في الوطن ..اللهم اهلك السفهاء واحفظ الوطن..
