ألطف شعب في العالم.. اليمنيون
قابلت في بيروت صحفية هولندية تعيش في اليمن، هذه الصحفية لها مقال تحكي فيه عن تفاؤل اليمنيين ولطافتهم، حيث تقول:“هذه بلاد متفائلة. فوضويون ومتفائلون. كلّ يوم تقريباً يسألني هؤلاء المتفائلون عن رؤيتي لمستقبل اليمن. أقول كل مرة: “لا أتوقع أن تصبح اليمن قريباً سويسرا العرب.. “ولِمَ لا”؟؟ يردّون باستغراب.. ثم يبدأون بتعداد الثروات العظيمة التي يملكها اليمن بكل حماس: “عندنا نفط.. غاز.. معادن.. أسماك.. سياحة.. عندنا كل شيء.”، وأجيب حينها بأن هناك أشياء أخرى أيضاً: الكثير من الفساد والسلاح والقات.. وأنّ عدد السكان ينمو بشكل سريع.. اسرع من نمو الثروات الأخرى.. “نعم هذا صحيح” يقولون متنهدين. اشعر بالتعاطف، فأضيف قائلة: “إن اليمنيين هم ألطف ناس في العالم” .
هكذا أنهت جوديت مقالها عن لطف اليمنيين، وخلال حديثي معها تبين لي أنها لازالت على رأيها و اختطاف الأجانب لم يغير فكرتها في أن اليمنيين هم ألطف شعب في العالم. جلسنا في أحد مقاهي بيروت وتحدثنا كثيراً عن السياسيين في اليمن، عن الناشطات، عن الحوار الوطني، وأشياء كثيرة ولكن - كعادتي- لم يجذبني حديث أكثر من حديثها عن القات، فجوديت تكره القات مثلي وترى أنه سبب بلاء اليمن، ففي نفس الوقت الذي ترسل فيه أوروبا أموالاً طائلة لليمن لدعمها اقتصادياً، يصرف الشعب أموالاً طائلة لمضغ شجرة لا نفع لها غذائياً ولا تفعل أكثر من إهدار الوقت والمال والإنتاجية، والأهم إهدار المياه في بلد يعاني من شحة المياه، بالإضافة للأراضي الزراعية التي تقلع فيها الزراعات المنتجة التي يمكن الاستفادة منها غذائيا واقتصاديا عن طريق تصديرها للخارج ويتم استبدالها بشجيرات القات المشؤومة التي لا تغذي ولا تُصدر بحكم أنها ممنوعه في أغلب دول العالم باعتبارها مصنفه ضمن المخدرات.
تحدثنا كثيراً عن هموم الوطن بشكل عام. ولكنني وجدت نفسي في آخر حديثنا أقول: “أنا أرى بأن اليمن سيصبح وضعها أفضل في المستقبل وسنصبح بلداً عظيماً”. لم أنتبه لما قلته إلا عندما رأيت عينيها، وقتها تنبهت بأنني أيضاً متفائلة مثل بقية اليمنيين.. ولكن جوديت في هذه اللحظة لم تقل لي بأن الوضع سيء وأن التفاؤل ليس منطقياً ولكنها قالت “بالتأكيد سيصبح أفضل”.. لم أعلم هل أشفقت علي أم أنها آمنت بأن هذا التفاؤل قد يحول اليمن إلى بلد عظيم.. ربما.