دعونا أكثر من مرة في مقالات سابقة إلى ضرورة عقد لقاءات متواصلة للقيادات الجنوبية، وقلنا إن هذه اللقاءات ستذيب الجليد في علاقات هذه القيادات فيما بينها، وستفضي بالضرورة إلى مشروع رؤية جنوبية موحّدة لحل القضية الجنوبية.
وقد عقدت لقاءات من هذا القبيل لكنها دائماً ما كانت غير مكتملة النصاب، ودائماً ما يتخلّف عنها القيادات من الوزن الثقيل، ولهذا كانت تخرج بنتائج ضبابية لا تعبّر عن موقف موحّد!.
اليوم ننتظر لقاءات ستتم في القاهرة تجمع كلاً من الرئيس السابق علي ناصر محمد والمهندس أبوبكر العطاس والسيد عبدالرحمن الجفري واللواء صالح عبيد أحمد والأستاذ شعفل عمر بحضور حسن باعوم ونجليه «فادي وفواز» من قيادات الداخل.
بهذه الصيغة الخلل لايزال قائماً في لقاءات هذه القيادات؛ ذلك أن قيادات فصيل الحراك الجنوبي التي لا تقل ثقلاً ممثلة بالرئيس السابق علي سالم البيض لم تعلن موقفها من هذه اللقاءات القادمة، بل إنها قد تتخلّف عن حضورها، وهذا إن حصل سيجعل نتائج هذه اللقاءات مهما كانت غير مكتملة المشروعية، ولا تعبّر عن الجنوب بفئاته الفاعلة في الساحات.
نتمنّى أن تتحرّك القيادات الجنوبية في الخارج لمزيد من التنسيق بين جميع القيادات دون استثناء، وأن تحاول أن تنجح في إقناع علي البيض بحضور هذه الاجتماعات.
 ونتمنّى من السيد جمال بن عمر أن يبادر إلى زيارة البيض في بيروت، ولو فعل أعتقد أنه سينجح في إقناع البيض ليس فقط بحضور لقاءات القاهرة؛ ولكن أيضاً في الخروج بمشروع سياسي جنوبي واحد لحل القضية الجنوبية.
نحتاج إلى خطوات عملية، فالوقت قد لا يسعف الجميع أمام التطورات المتسارعة جداً في الجنوب، فبينما كانت اللقاءات السابقة أحادية الجانب غير ذات جدوى، فقد كانت دائماً ما تعقبها تطورات خطيرة في الجنوب!.
يبقى على جمال بن عمر أن يبادر إلى زيارة بيروت للقاء الرئيس البيض، ولو فعل أعتقد أنه سيتمكن من إقناع الأخير بحضور لقاءات القاهرة، وإذا ما اصطحب معه الرئيس السابق «أبوجمال» سيكون النجاح مضموناً.
وبنجاح جمال بن عمر في جمع جميع الأطراف والقيادات الجنوبية في الخارج، أعتقد وبقوة أن نسبة هذه التطورات ستتراجع كثيراً، وأن الشارع الجنوبي سيتجاوب إيجاباً مع نتائج هذه اللقاءات.

obaidalhaj@hotmail.com