مع كل منعطف تمر به القضية الجنوبية ومع كل تقدم تحققه في طريق استعادة الدولة تتحرك الورقة الدينية في الاتجاه المعاكس لذلك النجاح فتنهال علينا الفتوى من كل شيوخ وفقهاء وأمة وخطباء الشمال بكل بكل فرقها ومذاهبها، لازلت فتاوى التكفير بحق شعب الجنوب مستمرة منذ عقود خلت ولم تكن فتوى محمد هي الأولى ولا اعتقد بأنها ستكون الأخيرة ففتاوى من يسمون أنفسهم علماء في الشمال.
وبالعودة إلى ما قاله محمد عبد الله الريمي الملقب بالإمام(( إنّ من يدعون إلى الانفصال كمن يدعون إلى الكفر، ومن يدعون إلى الانفصال كمن يدعون إلى الموت ))
فأنني أرد عليه الحجة بالحجة بعيداً عن الإساءة والتجريح كما فعل البعض وانأ هنا أود إن أقول للإمام إن مساواتك من يدعون إلى الانفصال بمن يدعون إلى الكفر قولاً مردوداً عليه لان مساواة الانفصال بالكفر لا يستند إلى دليل شرعي ولكي اثبت لك بطلان قولك أود إن أوضح الأتي:
(ان الوحدة إما إن تكون مع حزب الرحمن وهي وحدة شرعية مقبولة وإما إن تكون مع حزب الشيطان وهي وحدة غير شرعية ومرفوضة وما تمت من اتفاقيات بهذا الشأن هي مع حزب الشيطان) وكان يقصد بحزب الشيطان (الحزب الاشتراكي) فإذا كانت الوحدة دين لماذا عارضتموها يا إمام.
فهل فات محمد الإمام الذي غابت عنه الكياسة في أمور السياسة بان علماء الدولة الأموية لم يكفروا عبد الله ابن الزبير وان الخليفة الأموي عبد الملك ابن مروان عندما أمر بإعادة مكة إلى حكم بني أمية كان دافعه في ذلك سياسي وليس ديني.
((وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِه إِخْوَاناً))آل عمران.
أمر مردود عليه بهذه الآية لا تعني في أي حال من الأحول بان الوحدة دين فا الاعتصام بحبل الله ليس له علاقة بالجغرافيا كمان إن الآية تتحدث عن تأليف القلوب فأين هي القلوب المؤلفة التي تتحدثون عنها فانتم كعلماء ساهمتم في احتلال الجنوب ونهب ثرواته و سكتم عن طرد جهازه العسكري والمدني وطمس هويته وتزوير تاريخه سكتم عن قتل وجرح المتظاهرين واعتقالهم سكتم عن قصف المعجلة وعن قصف قرى ومدن الجنوب كما حدث مع مدينة الضالع سكت عند قتل شعب الجنوب الذي لازلت دماء أبناءه تسفك كل يوم فهل هذه الجرائم تالف بين القلوب لا ورب الكعبة أنها وسعت الشرخ وزادت الكراهية والبغضاء والحقد.
حتى أبناء جلدتكم تفرقت قلوبهم وتمزقت نفوسهم أتدرون لماذا؟ لأنكم سكتم عن قتل المعتصمين في يوم الكرامة وإحراق خيامهم في تعز أي قلوب الفت بينها الوحدة وانتم من ساهم في ذبح الوحدة من الوريد الى الوريد وقتلتموها في نفوس الجنوبيون فين هي القلوب المؤلفة يا إمام فدعك من الجنوب فالشمال أكثر تمزق وأكثر انقسام فهناك الحوثيين وهناك السلفيين وهناك العسكر والقبائل والشباب والمشترك وبقايا النظام وإتباع اللواء المنشق علي محسن الأحمر.
لماذا لم يفتي الإمام بحرمة قيام الطيران الأمريكي بقتل المواطنين الأبرياء في شبوة وأبين وحضرموت بطائرات من دون طيار.
مقالات أخرى