عبيد الحاج
حوار مع جنوبي ..!

يتحدّث إليّ كأنني محسوب على اليمن – برأيه – وعلى هذا الأساس كان حديثي معه.
قلت: أنتم الجنوبيون تعوّدتم على الدولة – ما قبل الوحدة – تصرف عليكم وتمنحكم ضمانات اجتماعية في العمل والصحة والتعليم، وبعد الوحدة عجزتم عن مواجهة المرحلة الجديدة القائمة على الانفتاح وحرية السوق والعمل.
وأضفت: أنتم شعب كسول لا تشبهون أبناء المحافظات الشمالية الذين يعتمدون على الذات، ويصرّفون شؤون حياتهم دون أن ينتظروا من الدولة شيئاً؛ إلاّ أن تجنّبهم شرّها..!.
قال: صحيح نحن تعوّدنا على الدولة، وأياً كانت ظروفنا في عهد الدولة السابقة بعدن ما قبل الوحدة، إلاّ أننا كنّا نعيش قدراً كبيراً من المساواة والاستقرار المعيشي والأمني، وعرفنا دولة المؤسسات والنظام والقانون.. وحظينا – كما أشرت أنت – بخدمات الصحة المجانية والتعليم المجاني، وكنا نحصل على الأراضي والبيوت بسعر رمزي من الدولة، وكانت الأسعار ثابتة، ولم نعرف أي نوع من الفوضى.. والأهم كنا في أمن وأمان لأنفسنا ولأسرنا ولممتلكاتنا.
ثم أضاف: نحن تعوّدنا على الدولة والاحتكام في حياتنا إلى النظام والقانون.. وأنتم تعوّدتم على القبيلة وغياب الدولة، اتركونا وشأننا نبني دولتنا، وسنترككم وشأنكم مع القبيلة واللا دولة..!.
الخلاصة من هذا الحوار العابر مع الأخ الجنوبي؛ هي أننا فهمنا الآن كيف نحافظ على وحدة اليمن.
الناس يريدون دولة نظام وقانون، دولة جاذبة تنتهي في ظلها مراكز النفوذ التقليدية، ويتساوى تحت رايتها الجميع دون استثناء.
فهل نحن قادرون على بناء الدولة، أم أننا نراهن بحماقة على تركيع الناس لإرادة وهيمنة مراكز القوى التقليدية القبلية والدينية والعسكرية..؟!.
أقول لكم بصراحة: لن تستطيعوا تركيع الناس، لا في الجنوب ولا في صعدة، ولا في تعز أو حضرموت …. إلخ للولاءات الضيقة.
ولن يخضع أي جنوبي لشيخ قبيلة أو عاقل حارة أو شيخ دين سياسي أو قائد عسكري متنفّذ مهما فعلنا بهم.
إذاً الدولة الجاذبة هي الحل..!

مقالات أخرى

قيادة في قلب المعركة.. الانتقالي أمام اختبار التنفيذ

غازي العلوي

لكم فبركة الإشاعات ولنا النصر والثبات والسيطرة على الارض

اياد غانـم

الحذر من الاختراقات وحرف الاحتجاجات عن أهدافها ومشروعيتها

صالح شائف

حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

غازي العلوي