مقبل محمد القميشي
(لا شعب مع الوحدة , ولا وحدة , مع الشعب)

كانت الناس في الجنوب , والشمال على السواء , خاصة عامة الناس في الشمال يريدوا الوحدة , بعكس المسئولين والمشايخ في الشمال الذي كانوا يرفضون الوحدة آنذاك خوفا من أن الوحدة ربما تقضي على مصالحهم , وسيطرتهم الجهوية ( القبلية ) في الشمال ,  وماء خروجهم في شارع السبعين يوم إعلان الوحدة تحت شعار لا وحدة مع شيوعية , إلا دليل على ذلك الرفض , أما في الجنوب الكبير والصغير الرئيس والمرؤوس , كلهم كانت الوحدة مطلبهم , وقد تم خروجهم يوم الوحدة في ساحة العروض في عدن وفي كل مناطق الجنوب تأييدا للوحدة ,

ما أشبه الليلة  ب (البارحة) لم تعد الوحدة هي مطلب عامة الناس اليوم لا في الشمال ولا في الجنوب  ( لا وحدة مع الشعب ولا الشعب مع الوحدة ) هي وحدة مصالح وحدة فيد وغنائم للمسئولين والمشايخ الذين كانوا يرفضوها بالأمس أصبحت اليوم من ضمن خطوطهم الحمراء , بعد أن وجدوا المصالح والثروات أكثر مما يحصلوا عليه في الشمال قبل الوحدة , يا لها من مفارقة عجيبة , ولأعجب من ذلك أن  الشعب لم يفهم حقيقة القائمين على سلطة  اليمن منذ عقود مضت .

  اليوم ومع استمرار وحدة المشايخ و,القادة, والمتنفذين على كافة تصنيفاتهم , لا يزال واقع اليمن ووحدته في تدهور , واليمن نفسه يعيش صراعا مع الوحدة ومع شعبه والناس فيه قد تفرقت وتشتت وتباعدت عن بعضها ؟! وبماء أن الأمور في الوقت الحاضر ليست بيد حكام اليمن بل مرتبطة بالخارج , والكل في اليمن مع نفسه والتناقض موجود في كل شي بين( الحكام) فكيف نحكم على مبادرة  تم تصنيفها من الخارج  ويتم تحريكها وتنفيذ بنودها من الخارج أيضا , بأنها طوق النجاة لليمن كما يوصفوها , وهي في الحقيقة دوامت اليمن إلى ما لا نهاية في الصراعات التي لن تنتهي .

   هذا هو واقع اليمن صاحب الحفاظ على المبادرات والتي تلزمه  قبل أن يلزم نفسه هو , ومن هنا كان لا بد أن يعرف عامة الناس , عن ماذا يجري في اليمن , وما سبب تلك الفوضى , ولماذا لم يستقر اليمن , اقتصاديا , وأمنينا , إلى متى والخداع والكذب مستمر من قبل  القائمين على شؤون البلاد والعباد على عامة الناس , هؤلاء الناس الذي كانوا ولا زالوا في أغلب الأحيان وقودا لصراعات الكبار وتجار الحروب في صنعاء ؟

يجب أن يعرف القاصي والداني , الراعي والرعية إن اليمن لن يستقر وضعه بعد اليوم مهما حصلت من المبادرات واجتمعت المكونات ووجدت الحوارات , وتوفرت المساعدات ,( لأن ما بني على باطل فهو باطل ) من البداية , وهؤلاء لا يمكن أن يغيروا ما بأنفسهم , وطالما الأمر كذلك الوضع سيزداد سوأ وتعقيدا.

  وأمام ذلك وبما أن الأمور ليست بيد حكام اليمن توجد قضايا هامه تجاه الدول الإقليمية والأمم المتحدة , أهمها القضية الجنوبية , تلك القضية التي يطالب شعب الجنوب فيها بعودة دولته , والتي أصبحت قضية  بارزة أمام العالم وهي فارضة نفسها على الساحة بواسطة الجماهير الجنوبية التواقة للحرية والاستقلال ولا مفر من الاعتراف بها  من قبل العالم اليوم أو غدا ,

يا ترى من سيكون السباق بمآزرة شعب الجنوب في استعادة دولته كان ذلك من العرب , أو من الدول الأخرى , أو من المنظمات العالمية المحبة لحرية الشعوب , حتى يكون الأقرب إلى قلوب الجنوبيين في المستقبل , نحن لا نلزم أحد ولا نلوم أحد لكن شعب الجنوب ألزم وقطع عهدا على نفسه  بتحرير أرضه لأن ذلك حق من حقوقه المشروعة .

 

 

مقالات أخرى

لكم فبركة الإشاعات ولنا النصر والثبات والسيطرة على الارض

اياد غانـم

الحذر من الاختراقات وحرف الاحتجاجات عن أهدافها ومشروعيتها

صالح شائف

حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

غازي العلوي

ورحل عبداللطيف الطبيب الإنسان

فضل الجعدي