في ديسمبر المنصرم اعلنت نقابة هيئة التدريس بالجامعات الجنوبية عدن ولحج وأبين وشبوة مع سائر النقابات الجنوبية إضرابها الشامل بعد أن وصلت معاناة حد لا يطاق، وطرحت النقابة مطالبها على طاولة الحكومة، وهي مطالب مشروعة لا ينكرها إلا من كان في قلبه أو عقله مرض، تلك المطالب تستحق الثبات والتضحية ، لأنها تهدف إلى تحقيق العيش الكريم و الحياة الكريمة، لفئة هم أرباب ومشاعل الفكر وبناء عقول الأجيال.
وكالعادة في كل أضراب تخوضه النقابة تصم الحكومة أذنيها في محاولة لزرع اليأس في قلوب النقابات ومنتسبيها، مستخدمة أدواتها الصدئة لتكرهنا على القبول بالوضع البائس دون أن تكلف نفسها تلبية أدنى حد من المطالب، وهنا يبرز للعيان من بين صفوفنا صنف ممن لا يشعر بالمعاناة لسبب أو لآخر يقدم نفسه للحكومة كأداة لا قيمة لها، ويمكن تسميته هذا الصنف بعبيد السلطة مهمتهم تفتيت الصفوف النقابية وتحطيم العزائم، وبالتالي كسر الإضراب متناسين أنهم بتلك الأفعال الدنيئة يكسرون كرامتهم، ويهدرون حقوقهم وحقوق زملائهم هؤلاء يظنون أن اتساع قلوبهم للولاء المفرط للسلطة سيكون جواز مرور ومفتاح للتقدير و المجد والمقام العالي لدى السلطة طمعاً في الحصول على جاه أو كرسي أو فتات من المال، وهم في الواقع يكتبون أسماءهم في القوائم السوداء التي لا تُمحى وستظل عاراً يلاحقهم مدى حياتهم؛ فتذللهم للسلطة لن يرفع من شأنهم، و العبادة الرخيصة التي يقدمونها للحكومة الظالمة ليست سوى طريق إلى الذل والمهانة والانكسار ، وسيحتقرهم الكل حتى تلك الحكومة التي أسدوا لها تلك الخدمة على طبق من ذهب.
ولذلك فنحن كأعضاء هيئة تدريس في هذا الوضع مطالبون بالتمسك بمطالبنا المشروعة، والإيمان بأن قوتنا في تلاحمنا وتضامننا، وليس في التخاذل، أو التسابق على إعلان الولاء للحكومة الظالمة و التفريط بحقوقنا، نحن مطالبون بالا نسمح لأي فرد أن يعكر صفو هذه المطالب النبيلة، وتشظية وحدتنا النقابية، مطالبون بالوقوف جميعاً يداً واحدة، حتى تسمع الحكومة الظالمة صوتنا، ويسمعنا كل من في قلبه ذرة إنسانية.
أما أولئك المهرولون نحو الكراسي او الفتات على حساب كرامتهم، فعليهم أن يعلموا أن التاريخ لن يرحمهم ولن يسامحهم فمن يقف ضد المصلحة العامة ومن يتخلى عن زميله وضميره وكرامته اليوم مقابل وعد بكرسي أو فتات سيجد نفسه غداً في موقف لا يُحسد عليه منبوذاً مذموماً لا جاه ولا كرسي ولا زميل ولا كرامة ولا تقدير ولا حتى فتات، وسيبقى اسمه محفوراً في ذاكرة زملاؤه و في صفحات التاريخ كخائن، وهناك في النهاية، عندما تُغلق الأبواب وتنطفئ الأضواء، ولن يبقى أمام هؤلاء سوى ذكرى خيانتهم فقط ، ولن يجدوا لهم مكاناً إلا في القوائم السوداء و مزبلة التاريخ.
مقالات أخرى