تحليلي الخاص لمستقبل الجنوب في ظل الادوات التي تتصدر المشهد السياسي في مثلث عدن ، يبقى هذا تحليل قابل للصواب والخطأ والايام القادمة هي من ستؤكده او تنفيه .
ادوات المجلس الانتقالي التي تدير المشهد السياسي الحالي سوف تقود الجنوب الى حرب اهليه في مناطق مثلث عدن( عدن / لحج/ آبين )، اذا مالم يكون العقل الوطني الجنوبي وعقلاء وحكماء الجنوب حاضرين في المشهد السياسي الجنوبي.
نجاح التسوية من فشلها يرتكز على ركنين أساسيين هما المملكة والحوثي اما بقية الاطراف التي تدعي الشرعية كانت ولازالت وستبقى ادوات تمثل المملكة في شرعنة الاتفاق مع الحوثي ؟
في حال نجحت التسوية السياسية واشك في نجاحها ولكن خلونا نتفائل بنجاحها فان تطبيق المرجعيات الثلاث ومخرجات الحوار الوطني اليمني ستكون بوابة او مدخل رئيسي لنجاح التسوية السياسية في حال وافق الحوثي عليها ولكنني على قناعة تامة بأن الحوثي يدرك أبعاد التسوية السياسية ويدرك ما تمثله من خطورة على مشروعه السياسي.
الحوثيون يعلمون ان المجلس الانتقالي في حال نجح في استعادة ورقة الشارع الجنوبي التي تمكن الاقليم من تفكيكها بمقايضة رخيصة فانه سيكون عامل مساعد من تثبيت مشروع الحوثي في الشمال ، وبالجهة المقابلة فان تثبيت الحوثي في الشمال سيكون عامل قوي في استعادة دولة الجنوب وهذه الجزئية يدركها الحوثي وتدركها دول المنطقة وتدركها بقايا الشرعية لكنها تغيب عن قيادة المجلس الانتقالي باستثناء عدد قليل في المجلس يدركونها .
في القضايا الرئيسية كقضية الجنوب لا يجوز ان نقايض بورقة الشارع مقابل ارضاء اطراف اقليمية على حساب قضية من القضايا المقدسة.
المجلس الانتقالي الجنوبي اذا اراد استعادة دولة الجنوب يتوجب عليه تغيير ادواته التي بالمشهد السياسي واذا اصر على الاستمرار في ادارة الجنوب بهذه الأدوات فان مصير الجنوب سيكون بين خيارين:
خيار دولة الاقاليم في اطار اليمن وخيار التقسيم والاقتتال الداخلي وتمزيق النسيج الأجتماعي.
ادوات اليوم ادوات غير قادرة على استيعاب المتغيرات الدولية ولازالت هذه الادوات تفكر بنفس عقلية اسلافها الذين ضيعوا دولة بشعارات فضفاضة نراها تتكرر في تلك الادوات التي تتصدر المشهد السياسي.
*ارتفاع منسوب المناطقية على المستوى الفوقي نتاج هذه الادوات وهي لازالت بالشارع فان وصلت إلى سدة الحكم فانها تهيئ لحرب اهليه داخلية في مثلث عدن.
هذا تحليلي للعقلية التي تدير المشهد السياسي في مناطق الجنوب وخصوصا في عدن ولحج وابين اما مناطق الشرق فلا خوف عليها ستكون محل أنظار واهتمام دول الاقليم.
مقالات أخرى