الإستفادة من الأخطاء السابقة.
وتقديم المشروع الذي ينصف القضية وينقلنا لمرحلة جديدة آمنة ومحصنة بعد التحرير.
الأخطاء إدارياً وعسكرياً وسياسياً , الموقف من الأقرب داخلياً وعربياً.
لماذا عادت الإمامة العنصرية عبر الحوثية بعد خمسون عاماً من قيام ثورة السادس والعشرين من سبتمبر ؟!
أين ذلك الجيش ؟!
وأين أجهزة الدولة المترابطة المتماسكة ؟!
السبب يعود إلى التسلط الزيدي في عهد الجمهورية والتي أفشلت تحقيق أهداف الثورة وكانت سبب بعودة الإمامة عبر الحوثية.
كما قال القاضي الارياني رحمه الله ، أن ثوار سبتمبر كانوا يريدون في البداية تحرير مناطق الشوافع وإقامة دولة فيها عاصمتها تعز كونها مهيئة لقبول الدولة ، ثم بعد ذلك الانتقال لتحرير الهضبة الزيدية وضمها كونها ليست مهيئة لقبول الدولة ، ولكن الثوار سبقوا لإشعال الثورة داخل صنعاء.
ونحن اليوم نريد تحرير مناطق الشوافع على أساس إقليم حكم ذاتي ثم بعد ذلك الإنتقال لتحرير الهضبة ، وان تفجرت ثورة في صنعاء ومحيطها سندعمها ولكن على أساس أن لا يعود الارتباط تبع صنعاء ، وإنما الأخيرة ترتبط بالوسط إذا أرادت بعد تقرير مصير الوسط.
عسكرياً:
من أهداف ثورة سبتمبر بناء جيش وطني قوي ، لو تم تحقيق هذا الهدف لما عادت الحوثية وتسيطر اليوم على الشمال ، تم بناء الجيش على تبعية وتقاسم لثلاثة أطراف في الهضبة ، تنظيم هاشمي سري وتنظيم الإسلام السياسي والجانب السياسي والقبلي ، فأنسحب ذلك الجيش من مواجهته وأنضم غالبيته مع الحوثي ، لو تم بناء ذلك الجيش على عقيدة وطنية ودينية وسطية لما عادت الإمامة.
قامت الدولة ببناء جيش وطني لمواجهة الحوثي ولكنه أنسحب من مشارف لصنعاء ليعود يشن المعركة تجاه الجنوب.
يشوبه الفساد والارتهان والسيطرة الحزبية ، كشوفات ورتب وعدم انضباط وتواجد في الميدان.
سقطت الجوف بيد الحوثي لأن جيش العكيمي في الكشوفات خمسة وعشرون ألف وفي الواقع ثمانمائة فرد.
كثيرون في مناطق الحوثي لديهم رتب ويستلمون مرتبات وإكراميات من الجيش الوطني ، السبب لأنهم يتبعون حزب وأقارب لقيادي معين ، بينما تم تهميش وتجويع ومحاربة رجال كان لهم دور ضد الحوثية ولم يعطوهم حتى راتب شهري يجعلهم يعيشون بحياة كريمة.
اليوم الحوثي لديه جيش وقوات كبيرة وسلاح مطور ، وتحرير الوسط يحتاج لجيش خاص به قادر على دحر الحوثي وتأمين المحرر ومحاربة الإرهاب والفساد ، جيش ذو انتظام وعمل وتأهيل وقدرات وعقيدة وطنية ودينية ، وعدم الارتهان لأطراف يتم وفقه ارتكاب الأخطاء السابقة.
عادت الإمامة بثوب الجمهورية الإيرانية التي هي أسوأ من الإمامة الزيدية ، وتعتبر مشروع إحتلال إيراني متكامل الأركان.
ولذا فإن رؤية حراك وسط اليمن لثورة سبتمبر إستعادتها على أساس التحرير من الإحتلال الإيراني والتخلص من التسلط الزيدي , والانتقال لجعل مناطق الشوافع إقليم حكم ذاتي ولها حق تقرير المصير.
مقالات أخرى