تعرضنا لظلم وانتهاك واضطهاد ونهب وسلب واحتقار واستبعاد واستنقاص منذ قرون عديدة ، ولم يأتي وقت أو عهد نحصل فيه على الإنصاف بما في ذلك عهد الجمهورية قبل الوحدة وعهد الوحدة أيضاً.
ثورة السادس والعشرين من سبتمبر نحن من فجرها ونحن جنودها ، وكان من تربع على عرش منجزنا هو من أقصانا ومارس ضدنا نفس الممارسات التي أنتهجها الأأئمة.
كان ولازال أولئك الذين مارسوا الظلم ضدنا سابقاً ، ونسلهم لاحقاً يمارسوا ضدنا الأحتقار المناطقي والمذهبي ، وأطلقوا علينا لفظ لغالغة وضوافع ، مع العلم انهم مولدون وأغلبهم أظهرتهم الفحوصات الجينية اليوم ، لا هم من آل الرسول ولا هم قبائل يمنية ، أي ليس عرب بالمطلق ، أما نحن فنحن من حكمنا العالم شرقه وغربه ونحن من بنى حضارات عريقة.
من سيحاربوا مشروع قضيتنا اليوم ومن سيقفون ضده ، هم أصحاب مشاريع ضيقة وظالمة بنفس الوقت ، ويعتبرون شركاء في ظلمنا ، يريدوننا أن نكون تابعين لهم مثلما أراد أسلافهم من قبلهم ، ليستخدمونا في ما يخدمهم ويستخدمونا ضد بعضنا.
وقد حان اليوم أن نصحوا من غفلتنا ونقف مع أنفسنا ومع مصلحتنا التي تقتضي أن تكون مظلوميتنا هي المشروع الذي ننتمي إليه ولا سواه ، وهو الذي سيحرر بلادنا ويوحد صفنا وينقلنا لمرحلة جديدة ننعم فيها بالعدل والخير ونكون نحن أسياد أنفسنا وتكون قضيتنا هي الطرف الذي نتبعه ويمثلنا.
أن قضية مناطق الوسط هي قضية مظلومية وإستحقاق سياسي ، ولن يقف ضدها ويحاربها إلا ظالم ، ونحن مثلما نقف مع مظلومية أنفسنا نقف أيضاً مع أي قضية مظلومية أخرى ، كما أن أصحاب أي قضية مظلومية أخرى يجب أن لا يقفوا مع أي ظالم ضد قضيتنا ، فالمظلوم الذي يقف مع ظالم ضد مظلوم آخر هو ظالم بنفس الوقت ولن تنتصر قضية مظلوميته.
حراك أحرار مناطق الوسط اليمني هو لكل الأحرار من أبناء هذه المناطق ، وهم الذين ستوحدهم القضية وعبر هذا التوحد ستتحرر بلادهم ويتمكنوا من الدفاع عن الدين والعرض والشرف والأرض.
لا مجال للمحاولات بمغالطتنا بالشعارات الكاذبة ، شعارنا الأهم والأولى هو قضية الوسط ، ومن لم يقف مع قضية مظلوميته لن يقف مع قضية فلسطين ، ولا فرق بين بني صهيون وبني صفيون ، ولا فرق بين الظالمون مهما أختلفت أديانهم أو مناطقهم أو ألقابهم أو تياراتهم.
قد بدأنا المسار مجدداً ، وثقتنا بالله كبيرة أننا سننتصر ، ومادمنا أصحاب مظلومية فالله الذي حرم الظلم على نفسه سيقف مع مظلوميتنا ويقف ضد كل ظالم ، وكفى بالله.
مقالات أخرى