محمد ناشر مانع
تسع سنوات من انتظار الرجاء ..

الجديد أن كل يوم جديد يحمل لنا اسماً و تاريخاً لا يطابق جور محن و صروف تعيدنا إلى زمنٍ لم تشهد جذورنا الإنسانية لمثله مثيل في هذه الأرض الطيبة ، كل الأطراف ستحتفل بالانتصارات المتلاحقة الزائفة على العدو ، وحدهم البسطاء من أبناء هذا الشعب الذين حاصرتهم مشقات العَوَز وقلة الحيلة يعيشون في مواجهاتٍ غير متكافئة مع صراعٍ يزداد إيلامه كل يوم سنوات وسنوات إلى أزمنة ما قبل التاريخ ، وتزيد مواجعه عليهم عملةٌ وطنية تنهار أمام أعينهم ولا يعرفون سبيلاً يحد لهم من هذا النزيف النقدي ، فلم يبقَ أحدٌ سوى هؤلاء المعدمين من يتعامل بها ولا يعرفون وريقاتٍ نقدية سواها ، حتى نداءات الرجاء بزيادة مبلغٍ يقلص فارغ الانهيار لم تفلح لهم ببصيص شعور إنساني ! .
 من يقبض صرفياته في اليوم الواحد بالعملة الأجنبية لا تسأله عن آخر رقم لصرف العملة المتداولة فهو لا يستعملها ولم تعد من اهتماماته ، ولن تجدي نفعاً تساؤلاتك معهم .. متى سنلمس واحداً من الألف عن بدء بشارة صغيرة جداً لانتصاراتٍ حقيقية لصالح الشعب المنهك .. نسمع جعجعةً منها ولا نرى طحناً ، المواطن هنا يكابد الموت في اليوم الواحد آلاف المرات في وطنٍ تعددت فيه الأطراف الباحثة عن الحضور في حربٍ وقودها جماجم البسطاء في ظل حساب مفتوح جعل من الحرب تجارةً تجاوز ربحها متاجري المخدرات والبضائع المحظورة وبقي أمل انفراجها أمراً بعيد المنال ، واختلط فيه الأصفياء بالأشقياء وكثر المزايدون وأصبح من الصعوبة بمكان التعرف على سواء السبيل ، "إن من يأكل الحصى ليس كمن يعدها" ، فقد بلغت النفوس الحناجر ولم نسمع حديثاً عن معاناة الناس وعن مراقبة حركة بضائع السوق في ظل شهر الصيام و القيام ولا هناك من ينظر إلى طرق سير وإلى جسور مواصلاتِ آيلة للسقوط  ..

وما تزال بحلقي ألف مبكيةٍ
       من رهبة البوح تستحيي وتضطربُ

يقول شاعر آخر :

ولو نارٌ نفخت بها أضاءت
        ولكن أنت تنفخ في رمادِ

للحديث بقية ..

مقالات أخرى

في ذكرى تحرير المكلا .. انتصارات تتجدد في اجتثاث قوى الإرهاب

د . باسم منصور

المجلس الانتقالي الجنوبي والخيارات السياسية المتاحة

د. حسين العاقل

في الظاهرة القبلية

صالح علي الدويل باراس

الثأر الايراني ..."تمخّض الجبل فولد فاراً"

صالح علي الدويل باراس