محمد عبدالله القادري
قطاع الإتصالات والخطوة المهمة

 عملية الإستثمار الجديدة في قطاع الإتصالات بشكل يجعلها خاصة بالمناطق المحررة وسحبها أو فصلها عن مناطق سيطرة الحوثي ، تعد خطوة في غاية الأهمية ، وإن كانت جاءت متأخرة ، فإن تأتي متأخراً خيرٌ من أن لا تأتي ، وكان يفترض أن تكون هذه الخطوة في السنة الأولى من بداية الحرب.

 تكمن أهمية هذه الخطوة على المستوى الاقتصادي والأمني.
إيرادياً : تدر مئات المليارات من الريالات لخزينة الدولة بما يرفد الجانب المعيشي والتنموي ، ومعروف كم يجني الحوثي من دخل الإتصالات ، وبسحب البساط عليه أو تقليصه سيجعله يخسر مورداً مالياً مهماً وكبيراً.

 أمنياً : يساهم في تأمين وتحصين المناطق المحررة وتوطيد إستقرارها ، بما يكشف الإختراقات ويكبح عناصر الإرهاب ، ويقضي على الإخلال بالأمن والإستقرار ، ويحمي السكينة والهدوء ، ويصد الخطر المستهدف للشخصيات  والقيادات وعامة المواطنين والمرافق والتجمعات السياسية والإدارية وغيرها.
معروف ما يستفيده الحوثي في هذا الجانب ، من إستخبارات  وحصول على معلومات ، ومراقبة للتحركات ، والاستعانة لتحقيق الإختراقات والإغتيالات والحرب النفسية ودعم الإرهاب وتنفيذه واستغلاله لتبادل الخدمات مع المتخادمين معه.
بسيطرة الحوثي على الإتصالات ، جعله يعيش داخل غرفة تحكم يراقب جميع المناطق المحررة والتي تحت سيطرته ، ولديه نفوذ وأرباح منها جميعاً.

الرافضون والمنزعجون من إستثمارات الشركة الإماراتية الجديدة في مجال الإتصالات ، فهؤلاء في موقف أسدل عنهم الستار بشكل أكثر ليكشف وقوفهم مع الحوثي والدفاع عن مصالحه.
لم نسمع منهم صوتاً يستنكر الإستثمارات العمانية في مجال الإتصالات بمناطق الحوثي ، ولم يقوموا بخطوة جادة لسحب بساط الإتصالات من تحت الحوثي ونقله المناطق المحررة، ونقل التحكم بالصفر الدولي من صنعاء إلى عدن.
انزعاجهم بمبررات واهية ، أحياناً إدعاء رفضهم للإمارات وأحياناً إدعاءات أخرى.
بالنسبة للإستثمار فإن الدولة لها الأولوية ، فإن لم تستثمر الدولة فالأشقاء في التحالف لهم الأولوية ، الإمارات والمملكة كلهم أشقاءنا ونحن يهمنا سحب بساط الإتصالات من تحت الحوثي وتقليصه ، ونشكر أشقاءنا في الإمارات على توجههم نحو هذا الجانب.

 أتمنى من شركة الإتصالات الجديدة أن تحل محل يمن موبايل ، لأن الأخيرة تعد أكبر رافد للحوثي في مجال الإتصالات ، إذ يبلغ عدد مشتركيها حالياً حوالي أثنا عشر مليون ، أربعة مليون في مناطق سيطرة الحوثي ، وثمانية مليون في المناطق المحررة ما بين أناس ينتمون لهذه المناطق وعمال وجنود من أبناء المناطق التي تحت  سيطرة الحوثي.
ثمانية مليون في المناطق المحررة ، لو أفترضنا أن متوسط  معدل استهلاك الفرد الواحد مبلغ الف ريال في الأسبوع الواحد ، فإن إجمالي الدخل في الإسبوع سيكون ثمانية مليار ، وفي الشهر أثنان وثلاثون مليار ، وفي السنة ثلاثمائة وأربعة وثمانون مليار ريال.
أربعمائة مليار سنوياً كأقل القليل سيخسرها الحوثي وتستفيد منها المناطق المحررة والإستثمار ، أليس هذا مكسب كبير ومنجز يجب أن نشيد به ونقف معه.

مقالات أخرى

حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

غازي العلوي

ورحل عبداللطيف الطبيب الإنسان

فضل الجعدي

إلى شعبنا الجنوبي الصابر الصامد… إلى أبناء عدن الأوفياء

مختار اليافعي

الحوثي مابعد التنميط

صالح علي الدويل باراس