ياسر الأعسم
عدن مدينة (الكاف)

  عدن مدينة خلقها الله سبحانه و تعالى رحمة لناس ، وهي كريمة حتى على من جحدوها و حملوها وزر صراعاتهم.

* سكنت عدن منذ أول مهدها، أسر عريقة، و كانت بيوتها قناديل علم و خير و منابر للتحرير و ساحات للوطنية، و انجبوا رجالا و نساء زادوها شرفا و فخرا و رفعة، و توارثوا عشقها ونكران الذات ، بينما كثيرون جاؤوها طمعا بسلطة أو غنيمة، و لم يكونوا شيئا مذكورا ، فاصبحوا على حساب معاناتها مناضلين و قادة و رموز وطنية و أصحاب ثروة!.
* أسرة ( الكاف) إحدى الأسرة العدنية العريقة  التي تعتز بجذورها الحضرمية ، وقد حضيت بمكانة اجتماعية و علمية رفيعة في عدن و الجنوب ، و ترك أفرادها بصماتهم في كل مكان و مجال، ومنهم المهندس عدنان محمد الكاف.
* عدن تعرف عدنان الكاف قبل أن يكون قياديا في المجلس الانتقالي بسنوات طويلة ، فهي مسقط رأسه و تحفظ حبوه و خطواته الأولى ، و أمضى طفولته و شبابه في حواريها و ملاعبها، و يعرفها بكل تفاصيلها و عبق تاريخها و رائحة أزقتها العتيقة و وجوه ناسها الذين يظنون به خيرا ، كما أدار ميناء منطقتها الحرة و يعلم مكانتها على خارطة العالم و قيمتها كثروة قومية،  و عاش بارا بها صغيرا و كبيرا ، و مواطنا بسيطا و رجل أعمال كريما.
* أسقط غزو الحوثي و الحرس الجمهوري للجنوب كثير من الأقنعة، و لكن الحرب أظهرت معادن الرجال أيضا ، ففي ذروة المحنة و الحصار  التي عاشتهما عدن، وحين جر معظم المسؤولين ذيولهم و تركوها و أهلها لمصيرهم ، اختار  (الكاف) و عائلته البقاء و قد كانوا يستطيعون مغادرتها، عندما كانت بيوتها تقصف بوحشية و القناصون يفتكون بكل شيء يتحرك ، كان (عدنان) من اللذين خرجوا إلى شوارعها و
أداروا مؤسساتها، و قادوا جهود إغاثتها، وخففوا من معاناة أهلها الذين أمسى أكثرهم نازحين و مشردين، وكان له شرف المشاركة في نصرها و تحريرها ، فعدن أنتصرت بفضل من الله ، ثم بالبندقية و الدم و بتكبير المساجد و بسجود و دعاء المجاهدين و المستضعفين و بالمواقف الشجاعة و النبيلة.
* نعتقد أنه منذ عودة قيادات المجلس الانتقالي و استقرارهم في عدن ، لم يستفيد المجلس من قيمة وعقلية (الكاف) مثلما ينبغي ، ونظن أن المساحة التي تركوه يتحرك فيها محدودة مقارنة بحضوره و مكانته و محبة الناس له في عدن و الشارع الجنوبي ، اجتماعا و رياضيا و إنسانيا، و حتى قدراته الإدارية و الاقتصادية التي يعرفها الجميع، يحاولون حشرها في خانة صغيرة، وفي الوقت الذي يغطي إعلام المجلس تنهدات بعضهم، و تكاد تتكرر الوجوه نفسها على شاشتهم ، نجد أن (الكاف) غائبا في كثير من الأحيان عن مشهدهم و اهتمام وسائلهم!.
* لا نعلم إن كان هناك من يخشون أن يحرجهم حضوره أو أنها حسابات لا ترى أبعد من السلطة و الأحزاب و مصلحة صاحبي وصحابك ، وقد نحسن النية و نعتبر أن سياستهم في بداية الطريق و عدالتهم تأخر توقيتها، ولكن الذي ندركه جيدا أيضا، أن هناك أبواب مغلقة تحتاج إلى مفاتيح من نوع خاص ، فعندما تريد أن تقنع الجيعان بأن الوطن يأتي قبل الخبز  ، عليك أولا أن تبحث عن شخص يؤمن الجيعان بصدقه!.
* كان (الكاف) من أول المسؤولين الذين زاروا مدينة كريتر بعد أحداث (إمام)، وبرغم ألمهم و سخطهم، استقبله أهلها بطمئنان، وجبرت كلماته خواطرهم، واجتهد لكي تعوضهم لجنته ، فحب الناس هبة لا تشترى بسلطة أو ثروة أو واسطة.
* راهنوا على (عدنان) و لا تحرقوا أجنحته سهوا أو بخسا، فعدن مدينته و ليس كلكم يستطيع كسب ثقة أبنائها.

مقالات أخرى

قيادة في قلب المعركة.. الانتقالي أمام اختبار التنفيذ

غازي العلوي

لكم فبركة الإشاعات ولنا النصر والثبات والسيطرة على الارض

اياد غانـم

الحذر من الاختراقات وحرف الاحتجاجات عن أهدافها ومشروعيتها

صالح شائف

حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

غازي العلوي