علي ثابت القضيبي
(( هَل نُوضّح أَكثر ؟ )) 

 يُحاذر ويتجنب كثيرون من أخوتي الكُتّاب من تناول حقيقة مايَدور على الأرض ، أو يتناولونه على إستحياءٍ ، أعني حقيقة هذه الحرب ، وايضاً خلفيات عدم جِديّة الشرعيّة في خوضها شمالاً ، وعدم تحرير شبرٍ منه خلال ست سنوات حرب ! ناهيك عن صمت الشركاء على هذا التّخاذل ، أو ماهية أدوارهم فيه و ... و ... ، مع أنّ هذا هو حديث كل شارعنا الجنوبي ، بل ومبعث غضبه ، خصوصاً في ظل الأحوال السيئة في كل جنوبنا اليوم .

  * ما يجري في جنوبنا اليوم مؤلمٌ حقاً ، فقد تفاقم الغلاء وإنعدمت الخدمات وإنفلت الأمن وخلافه ، وكلٌ هذا يُشير الى إنهيار الدولة تماماً ، والغريب أنّ كل هذا يحدث بعد توقيع إتفاق الرياض بكل ملحقاته ، بل ونزول الحكومة الى عدن ! هذا يُومئُ صراحةً الى تراخي الرّاعي الرئيسي لمجريات الأحداث على هذه الأرض .

  * ثَمّة طرف يتعمد فعلاً وصول الأحوال هنا الى هذا الم?ل المأساوي ، أتحدثُ تحديداً هنا عن السلطة الشرعية ، فهي لحساباتٍ خاصة بها ، أو لأطرافٍ فاعلة فيها ، فهي لم تُدر الحرب مع الحوثي بجدية ، بل ثمة تمثيلياتٍ فاضحة سلّمت خلالها مواقعها وكل أسلحتها له ! واللافت أنّ هذا لم يُثر إهتماماً يُذكر لدى شُركاء الحرب ، أقصدُ التّحالف طبعاً ، وطوال ست سنوات حرب لم تُحرز تقدماً مطلقاً ، ورغم كل الدّعم المهول الذي تلقتهُ ! 

  * كلٌ هذا يضع علامة إستفهامٍ كبيرة إزاء مايجري ، واللافت أكثر أنّ هذه السلطة الشرعية تُركّز كل إهتمامها وحُشودها نحو جنوبنا المُحرّر وحسب ! إذاً كيف تُدار هذه الحرب ؟ ومن هو العدو الرئيسي فيها ؟ ولماذا لم تُحقق الشرعية أيٌ إنجازٍ عسكري أو تحرير شبرٍ من كل الشّمال ؟ وماحقيقة صمت التحالف - السعودية تحديداً - على كل هذا التلاعب وعدم جِديّة الشرعية في الحرب ؟ أو ماهي خبايا دور السعودية في هذا الأمر ؟! 

  * مايدورُ على هذه الأرض مثير للغرابة ، ولا أدري كيف تُجازفُ السعودية بسمعتها الدولية في حربها في هذه الجغرافيا ؟ خصوصاً وهي التي تحتكم على أسلحةٍ حديثة متطورة قيمتها مليارات الدولارات من أموال شعبها ، ومن المُفترض بهذه الأسلحة أن تقلب موازين الحرب في أيامٍ وليس في ست سنوات ! ولكنها لم تحقق نصراً يُذكر من تدخلها ، وهذا مُخزٍ ولاشكّ ، إلا إذا كان وراءَ الأكمّة ما وراءها ! 

  * ما يهمنا هنا هو حجم العناء الذي يصطلي جنوبنا بنيران جحيمه وأهواله ، ونحن الذين حرّرنا أرضنا مبكراً ، وكلٌ ذلك بسبب إرتباطنا بسلطةٍ شرعية لاتحتكم على شبرٍ من الأرض ، عدى? مأرب في الشمال ، وهي مهدّدة اليوم ، بل لايهمها إلا الفساد والنهب ، وتحديداً من أرضنا الغنية بالثّروات ، والمؤسف أن التحالف يزكّيها ويقفُ في صفها ، ورغم شيوع عبثها وإهترائها ونهبها العلني ، بل وعدم أخلاقية ممارساتها في إنهاكنا والتّنكيل بنا والتّلذذ بتعذيبنا ! وكل هذا يستدعي البدء بتفكيرٍ جِدّي لإتخاذ موقفٍ حازمٍ ومُغاير من شعبنا الجنوبي وقيادته ممثّلة بالإنتقالي تجاه كل مايدور ، اليس كذلك ؟!

مقالات أخرى

الاعداء التاريخيين لن يتخلوا عن سياسة اخضاع الجنوب

علي الزامكي

قيادة في قلب المعركة.. الانتقالي أمام اختبار التنفيذ

غازي العلوي

لكم فبركة الإشاعات ولنا النصر والثبات والسيطرة على الارض

اياد غانـم

الحذر من الاختراقات وحرف الاحتجاجات عن أهدافها ومشروعيتها

صالح شائف