مقدمة 
لقد وضعت ما بين الهلالين للتفرقة بين مفهومين للثقافة مفهوم عميق والمفهوم الذي أنا بصدده وهو الاطلاع أو الإحاطة. انتهى 
يظن الكثير من الناس أن الثقافة هي خزن المعلومة ومتابعة كل جديد ومعرفة التواريخ والأحداث والأماكن والشخصيات أي أن يكون للإنسان معرفة عن ما جرى ويجري ولكن هذا مفهوم خاطئ جدا لمفهوم الثقافة لإنه بفعل التطور التكنولوجي أصبحت المعلومة موجودة وميسرة لأبعد الحدود فيكفي أن يكون معك جهاز (لابتوب) أو هاتف محمول فتعرف كل شيء تريد معرفة فأصبحت المعرفة الاستذكارية متاحة للجميع فهل هذه هي الثقافة؟ !!!!!!!
طبعا لا فالثقافة ليست المعلومة ولكنها أثرها أي الثقافة هي أثر المعلومة وليست المعلومة ذاتها 
فإذا تغير سلوك الفرد وتصرفاته وقناعاته وأصبحت له نظرة أخرى للحياة وللأشياء بفضل ما عرف من معلومات فهو حينئذ مثقف والفرق بين المثقف وصاحب المعلومة كالفرق بين الصخور التي تحبس الماء ولكنها لا تنبت حبا أو كلأا ولا خضرة ولا فاكهة فيبقى الماء بداخلها حتى يتبخر أو يأسن 
والأرض الخصيبة التي تشرب الماء فتخرج حبا وكلأا وخضرة وفاكهة 
لهذا لم ولن تتقدم أمتنا إن لم يطرأ تغير في السلوك وليس حفظا للمعلومة .لأننا أكثر شعوب الأرض حفظا للمعلومة ومع ذلك لم نستفد ولم نتقدم فالنظم التعليمية عندنا تقوم على فلسفة التلقين ولا تقوم لا فلسفة التفكير وتغيير السلوك لهذا تجد الأبناء مجرد نسخ ممسوخة لآبائهم ومعلميهم فهل نتغير ؟