أسامة الشرمي
مهمة جريفث شبه مستحيلة


ثلاث مسائل تجعل التسوية السياسية مع الحوثيين مهمة شبهة مستحيلة:
?- جماعة فقدت مصداقيتها في ا?لتزام با?تفاقات.
?- تدميرها مؤسسات الدولة ونسفها لقيم التعايش.
?- امتلاكها لترسانة تسليح غير معلومة الكم والنوع (نهب سلاح الدولة والدعم ا?يراني).

وعليه من بإمكانه المغامرة بالتصالح مع مليشيا لديها هذه ا?شكاليات وتثير هكذا مخاوف لدى الجميع!. ويكفي أن تتصف أي مليشيا بولاءها المطلق مع دولة أجنبية وتهدف لخلط ا?وراق في ا?قليم واستخدام اليمن كمسرح حرب بالوكالة لصالح أجندات لا شأن لليمنيين بها لا قريباً ولا من بعيد حتى يصبح التعايش معها مستحيل.

إن المجازفة في تسوية سياسية مع المليشيا المدعومة إيرانياً يهدد بفقدان ا?جماع الدولي المعلن الداعم للحكومة الشرعية، فأي تسوية سياسية لا تراعي المشاكل آنفة الذكر يخرج الملف اليمني من دائرة ا?هتمام الدولي كبؤرة للصراع ا?قليمي في إطار لعبة المصالح الدولية، إلى خانة المماحكات الداخلية بين قوى سياسية ويجعل الوقوف ضد نفوذ المليشيا ضرباً من ا?نتحار.

في ضل عدم الاكتراث أو معالجة الثلاث النقاط سيسقط اليمن بيد إيران سقوطاً ناعماً يحول الدولة ومؤسساتها كلعبة بيد الجماعة ا?قوى وفي ضل مجتمع مشبع با?حقاد والمظلوميات يدور في دوامات قرويه بعيدة عن الشأن العام واللاحترام للمصالح الوطنية أو التزام بالتوافقات السياسية فإننا حينئذ نتحدث عن يمن مسخ يشبه كثيراً لبنان مع فارق الشكليات والحضور ا?علامي كـ(الفارق بين نانسي عجرم وجميلة أحمد).

كل ما ورد في هذا السياق هو ما يجعل مهمة المبعوث ا?ممي مارتن جريفث للسلام غاية في الصعوبة في الوقت الراهن على ا?قل. وأي أنجاز سياسي لا يرتكز على أسس موضوعية تبدد الألغام من طريق بناء الدولة ستكون بمثابة ا?رتماء في تفاصيل ا?جندة ا?يرانية مع محاولة ذر الرماد على العيون وما لن يتوافق عليه اثنين وهو ما يجعل التسوية السياسية في اليمن شبه مستحيلة.

 

مقالات أخرى

قبل تنتقد او تعترض فكر معي بعقلية وطنية؟ 

علي الزامكي

في ذكراها السادسة عشرة.. مجزرة زنجبار تتجدد في ذاكرة الجنوبيين

غازي العلوي

الالتفاف على قضية وسط اليمن (التأريخ يعيد نفسه)

محمد عبدالله القادري

إنقاذ الرئاسي بالتعديل والتغيير لمنع إنهياره

صالح شائف