يثير دهشتي إلى حد الانزعاج نظرة بعض الأشخاص إلى سير الأمور وتتالي الأحداث واستيائهم منها، ويثير تعجبي أكثر مدى خوف المواطن على أخيه لدرجة منعه من الخروج لمطالبة حقوقه والدفاع عنها !
لنكن واقعيين فلكل شيئ ثمن وكل شيء بحسابه و لطالما سقيت شجرة الحرية بدماء الشهداء، بالرغم من محاولة قادتنا الأبطال لحقن الدماء وعدم الخوض إلا دفاعا عن النفس، والمشهد الآني هو المراد الذي تمنيتوه دوما وناديتم لأجله حتى جفت حناجركم، فلماذا تشكون وتندبون حظكم ؟ أظننتم ستحقق مطالبكم ببساطة بعد ترديدها سنوات، أم رضيتم بالذل والظلم والعيش المهين؟
كلا لديه غالي يخشى فقدانه وخسارته وإن لم يملك فانسانيته تجبره خشية فقد من لا يعرفه،باعتبار اننا مدنيين لا نعيش في الغابة نستلذ برؤية بعضنا ينهش بعض وهذه هي تركيبة المواطن الجنوبي و تربيته، ولكن الخوف ليس مبررا منطقيا لجعلكم تدورون في دائرة سلبية تطمسون فيها الحقيقة وتقولون الاقاويل وتعمون بصيرتكم وتحتضنون خذلان من خانكم ورفع السلاح في وجوهكم وتخونون من معكم و بصفكم.
ملائكة السلام ،مخلوقات الرحمة والداعين إلى وقف الحرب عجزنا إرضائكم او فهمكم إن صح القول، لأنكم بالذات من تتأففون وتبكون سوء الخدمات وتشعلون وسائل التواصل الاجتماعي بمناشداتكم وتعجلون انتفاضة الشعب وخروجه لتحسين الوضع وعدم السكوت على الظلم. بالدارج (حوشنابكم ولا يعجبكم العجب)
احترم آراء من لا يتبعون أشخاصا أو قادة معينين ويصبون جام ولائهم للوطن لا غيره، لكن لا أستمحيهم عذرا حين يزيفون إرادة شعب بأكمله على أنها لعبة وتمثيلية، ويخيلون لأنفسهم وغيرهم أن خلف انتصار التكاثف الجنوبي مساعي شخصية ودولية، أقلها يمكنهم اعتبار الصراع الدائر ابتلاء من الله يسألوه اللطف فيه، لنكن منطقيين نحن لسنا في رخاء وهناء وليس من شيم أبناء الجنوب الصمت على الباطل، والأحداث الراهنة بمثابة السير في نفق ضيق مظلم تشع الأنوار في آخره، قد نتعثر في السير وقد نجرح ولكننا سنصل في الأخير.
في الوقت الذي من المفترض التفكير به في كيفية مد يد العون لأخواننا في النواحي التنظيمية والتموينية والإسعافية و الإعلامية و حتى بالدعاء، مصابة بالذهول من انفصام المواقف وأتحرق شوقا لمعرفة ما سيقولوه لحظة نيل النصر، النصر الذي يقدم في سبيله الأرواح والدماء والأموال والمناصب.
/أوراس عبدالله/
مقالات أخرى