محسن علي حيدرة قاسم
القدس عربية كانت وستظل

القدس عربية منذ فجر التاريخ وستظل حتى يرث الله الأرض ومن عليها ومهما بلغ علو اليهود لن يمحوا تاريخها العربي بكل مالديهم من مقدرات وإمكانيات مستغلين الصراعات العربية والاسلامية وحالهم المجزأ والمقسم والشتات الذي يعيشونه اليوم، فلن ينجو من الله عز وجل الذي حذرهم في الكتاب المقدس في قوله تعالى :{وَقَضَيْنَا إِلَى? بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا }

سورة الاسراء ،

وهنا يبين الله في كتابه الكريم بأنه عهد إليهم في التورات والإنجيل انه سيقع منهم افسادا في الأرض مرتين بالبطر بنعمه وعمل المعاصي والتكبر فسوف يسلط عليهم الأعداء لتنتقم منهم. 


فالقدس عربية  وستبقى زهرة المدائن فقد أسري بنينا الكريم صلي الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وجاء ذكر ذلك في القرآن الكريم 

فقال تعالى { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى? بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ? إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } سورة  الإسراء. 


وورد في الحديث الشريف " لاتشد الرحال إ? لثلاثة مساجد :المسجد الحرام ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى "

وكل ذلك يدل على أن القدس عربية وستظل فقد أسسها العموريون في عام 3000 ق.م وقد جاء ذلك في الكتاب المقدس بأن العموريين هم سكان كنعان العرب الأصليين ولغتهم الكنعانية، ولذلك فإن العموريين والكنعانيين العرب هم منشئوا المدينه شعبان ساميان، والمعروف ان الشعوب السامية خرجت من جزيرة العرب ولذلك يطلق عليها بعض المؤرخين الشعوب العربية.


المؤسف والمحزن بأن هناك الكثير من المحللين والسياسيين العرب يؤكدوا حق اليهود في الأرض المقدسة مستدلا بآيات قرآنية كريمة من سورة المائدة الايه رقم 20.،

 قال تعالى : { يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى? أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ }

والعار والخزي بأنهم لم يكملوا الآيات التي تليها يكتفوا فقط بإثبات الحق الاسرائيلي في الأرض المقدسة ،لأن القناعة لديهم هؤلاء السياسين العاجزين عن حماية حرمات ومقدسات العرب والمسلمين فإذا اكمل الآيات القرآنية سيرى الحوار الذي دار بين بني اسرائيل وكليم الله موسى حيث رفض بنو اسرائيل دخول الأرض المقدسة خوفا ورعبا من القوم الاشداء الذين يقيمون فيها ولم يعملوا بالأسباب  وكفروا وإليكم هذة الآيات الدليل القاطع والبرهان من نفس سورة المائدة قال تعالى :{

 قَالُوا يَا مُوسَى? إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا حَتَّى? يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِن يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ (22) قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ? وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (23)}

قَالُوا يَا مُوسَى? إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ? فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ? فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ? أَرْبَعِينَ سَنَةً ? يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ? فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ .


لايعلم هؤلاء السياسيون بأنه كان محرم دخول الحاخامات اليهودية واليهود إلى القدس إلا ظمن برنامج محدد مسبقا وتصريح من قبل الأوقاف الاسلامية في القدس أسوة بالسياح الأجانب شريطة دفع رسوم وان يكون اللباس محتشم، حتى وقع الفلسطينيون في المصيدة السياسية هكذا اسميها وذلك بتوقيع اتفاقيه أوسلو في 13 سبتمبر /أيلول 1993 .


بعد هذة المصيدة  تغيرت  الاسترتيجية اليهودية وتوجهات اليمين ونذكر هنا بعض الأمثلة على التغير الاسترتيجي اليهودي في قيام بن يمين نتنياهو بافتتاح النفق الأسفل في الحرم القدسي ثم جاء بعده أرئيل شارون للمسجد الأقصى عام 2000 ومنها اشتدت الهجمة اليهودية على القدس فقد سيطرت الشرطة على صلاحية الأوقاف الاسلامية دون ان يحرك العرب ساكنا. 


أما اليوم ولما اصاب الامة من وهن وذل أصبح العرب والمسلمون هم من يزكى الحق اليهودي في القدس، هل صدقت تنبأت الشاعر العربي السوري رحمه الله تعالى نزار قباني حين قال: 

أنا منذ خمسينَ عاما،


أراقبُ حال العربْ.


وهم يرعدونَ، ولايمُطرونْ...


وهم يدخلون الحروب، ولايخرجونْ...


وهم يعلِكونَ جلود البلاغةِ عَلْكا


ولا يهضمونْ....


وأيضا بقصيدة أخرى قال :

سقطتْ آخرُ جدرانِ الحياءْ


وفرحنا.. ورقصنا..


وتباركنا بتوقيعِ سلامِ الجبناءْ


لم يعد يرعبنا شيءٌ..


ولا يخجلنا شيءٌ


فقد يبستْ فينا عروقُ الكبرياءْ..


رغم حزننا العميق بإعلان وفاة  العرب، ستظل  القدس عربية و عاصمة فلسطين السياسية والاقتصادية والثقافية بجانب مكانتها الدينية والتاريخية.

مقالات أخرى

سنوات تمر، تغيرنا معها

م. نسيمة عبدالله العيدورس

تخلي إيران عن الحوثيين في اليمن

وجدي السعدي

#وجع_عميد

عادل حمران

يعين الله !

أحمد الربيزي