حرص كثير من ابناء الجنوب على متابعة حلقة الاتجاه المعاكس مساء يوم أمس الأول والتي سلطت الضوء على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتداعيات إعلانه، خصوصا إنه جاء في مرحلة حساسة قد ينعكس اعلانه سلبا على سير المعارك العسكرية التي تخوضها دول التحالف ضد الحوثيين وصالح منذ الخامس والعشرون من آذار مارس 2015، كما ترى قناة الجزيرة ويرى معدوا البرنامج الشهير الذي يديره الإعلامي البارز الدكتور فيصل القاسم . كان الهدف من هذه الحلقة حسب قراءتي ليس تسليط الضوء على "المجلس الانتقالي الجنوبي" بقدر ما كان الهدف منه تشويه هذا المجلس وتقديمه للعالم على إنه عميل وسلبي ويعمل ضد ارادت وتطلعات ومصالح شعوب الجوار والمنطقة وقوات التحالف . إلا إن أهداف البرنامج لم تتحقق حسب الخطة المعده له مسبقا كما ظهرت نتائجه في ختام البرنامج بفضل هدوء وتماسك الإعلامي الجنوبي الرائع "فتحي بن الأزرق" رئيس تحرير جريدة عدن الغد الذي أدى عملا رائعا يستحق عليه الاحترام والإجلال . فقد كان بمثابة السفير الناجح للقضية الجنوبية في البرنامج .
الدكتور فيصل القاسم : مقدم البرنامج كان صاحب السعادة وبطل البرنامج بدون منازع فقد أدار الحلقة باحترافية كبيرة بفضل خبرته الطويلة في المجال الإعلامي وقد حاول إخفاء ميوله الإخوانجي بشكل ملفت ليظهر نفسه بشكل محايد طوال الحلقة ، ولولا وقوعه في الدقيقة الاخيرة من الحلقة في المحظور عندما أظهر وجههُ الحقيقي مساندا الإخوانجي أنيس منصور صراحةً لأستحق علامة كاملة ، لذلك سوف نمنحهُ في تقييمنا النهائي له "تسع درجات من عشرة" .
فتحي بن الأزرق : بسبب الضغط النفسي الهائل الذي مورس عليه، دخل الحلقة مرتبك بعض الشيء مشتت الذهن وهذا ما ادى إلى افتقادهُ لردة الفعل السريعة والمناسبة في بداية الحلقة، اذا ما أخذنا بعين الاعتبار موقفه القوي الذي ينبع من قضيته العادلة التي يمثلها ، أثر ذلك على بعضا من أهم ردوده ، كوصف مقدم البرنامج "للمجلس الانتقالي الجنوبي" بالانقلابي وهو ما أكده أيضا خصمه انيس منصور ، رغم إن الحقيقة عكس ذلك تماما وهذا ما لم يبيّنهُ الرائع " فتحي بن الأزرق"، فَمَنْ أنقلب على الآخر هو عبدربه منصور والشرعية وليس العكس ، فبعد إن حشد عيدروس وقيادات الحراك السلمي الشعب الجنوبي لمواجهة الحوثي وقوات صالح عسكريا مسطّرين أروع الملاحم البطولية ومحققي النصر الوحيد لقوات التحالف العربي بطرد الحوثيين وصالح من الجنوب، فلولا شعب الجنوب تحت قيادة عيدروس وشلال والخبجي وباقي قيادات "المجلس الانتقالي الجنوبي" لكانت فضيحة قوات التحالف العربي بامكانياتها العسكرية الضخمة بجلاجل ، ولكتب التاريخ إن نفرا من الحوثيين الاثنى عشريين الشيعة قد هزموا جميع دول التحالف العربي السنية بعتادها العظيم التي لم تستطع به دحرهم مترا واحدا . ولكانت أجراس ولاية الفقيه تقرع ابواب الشقيقة الكبرى من الجنوب وبفَضَاضْة ، وللبس الدكتور فيصل القاسم العمامة السوداء وغير أسم برنامجه إلى "برنامه جهت مخالف" توددا لخامنئي وتسبيحا بحمده .. فبعد إن تم طرد الحوثيين وصالح من الجنوب واصبحوا بعيدا عن حدوده قام هادي بالانقلاب على هذه القيادات وتحييدها وتجريدها من مناصبها وهو ما يعتبر انقلاب صريح وكامل الاركان . هذه الحقيقة أفقدت بن الأزرق نقطة واحدة في تقييمنا للحلقة وفقد النقطة الأخرى ايضا عندما لم يوضح إن هدف انشاء المجلس الجنوبي ليس وليد اليوم او الأمس بل إن محاولات أبناء الجنوب تأسيسه مستمرة منذ ما يزيد عن عشرة أعوام ، وإن تأسيسه لا يضر العمليات العسكرية لقوات التحالف على الجبهات بل يفيدها ، اذا ما استغلت دول التحالف العربي هذا بالضغط على الاطراف الشمالية التي تراوح مكانها في نهم منذ ما يزيد عن عامين " طلعنا تبت نهم نزلنا تبت نهم طلعنا نزلنا " من اجل إن تتحرك هذه الاطراف الشمالية جادة باتجاه صنعاء وإسقاطها وإنهاء هذه المهزلة التي يدفع ثمنها اليمنيين والجنوبيين على حد سوى . ما عدا ذلك فقد تمكن الإعلامي الجنوبي الرائع "فتحي بن الأزرق" من العودة التدريجية والسيطرة على الأمور باحترافية رائعة وطرح نقاط في غاية الأهمية لخدمة القضية الجنوبية فيما بعد .. استحق عليها في تقييمنا له "ثمان درجات من عشرة" .
أنيس منصور : لم يستغل الدعم المعنوي واللوجستي الذي قدمه له مقدم البرنامج الدكتور فيصل القاسم وقناة الجزيرة ، فدخل الحلقة وعينه على أضعاف الطرف الآخر وإرباكه حتى ولو كان ذلك على حساب الجانب الاخلاقي "كما فعل" فقد اعتمد الكذب منهاجا والارقام الوهمية التي حرص على ترديدها سبيلا لإيهام المتابعين وخصمه بدقته المتناهية وصدقه . مع إن جميع الارقام التي ذكرها لا تمت للواقع بصله فجميعها اكاذيب وافتراءات ، نأخذ بعضا منها مثالا وليس حصرا ...
- فقد قال إن هاني بن بريك قبل سته أشهر من إعلان المجلس كان وحدوي ويعتبر الوحدة فرض عين ومن يدعوا للانفصال مارق عن الدين ... الخ ، وهذا محض افتراء، فعلماء السلفية في اليمن وفي بيان رسمي لهم منذ عشرة أشهر من اعلان المجلس الانتقالي تحديدا في اغسطس يتبرؤون من "هاني بن بريك" بحجة إنه يدعوا إلى تفرقة الأمة "الانفصال" وطرد الشماليين من عدن !!؟
- أحمد حامد الاملس قال إنه قبل سته اشهر "بالتحديد" ، قبل إن يتراجع بعد ذلك وبعيدا عن الدبلوماسية الإعلامية ومتجردا من الخجل عندما أستشعر كذبته وقال "أو قبل سنتين" !!؟ فكم هو الفرق بين السته الأشهر والسنتان يامنصور !!؟ .
- قال أيضا احمد سعيد بن بريك كان الى قبل ثلاثة أشهر مع الوحدة قلبا وقالبا .. فرد عليه الدكتور فيصل القاسم بعد إن لم يسمع الفترة بشكل دقيق متسائلا .. إلى قبل شهرين !!؟ فقال منصور نعم إلى قبل شهرين متناسيا إنه قبل بضع ثواني قد قال ثلاثة أشهر وليس شهران ؟؟!
ملاحظة / جميع الكذبات التي ذكرناها سابقا لانيس منصور كانت من دقيقة وخمسة وعشرون ثانية فقط ، ولم نتطرق لحديثه وكذباته الكثيرة جدا طوال الحلقة !! .
خلاصة تقييمنا لأنيس منصور إنه قد نال "خمس درجات من عشرة" ، فضعف إتقانهُ للكذب أفقدته كثير من النقاط ، فتدريب حزب الإصلاح له يبدو أنه كان على عجالة ولم يكن كافيا للتغلب على هفواته في برنامج هام وعلى الهواء مباشرة كالاتجاه المعاكس .
مقالات أخرى