د . محمد عبدالحميد العلوي
الانتماء و ثقافة الذاكرة و النسيان

يرتبط الانتماء بالذاكرة و النسيان بروابط عدة , فالمقصود بالانتماء هو ذلك الشعور و الانجذاب إلى الأشياء التي لا تقاومها أو تفارقها وإن ابتعدت عنها يظل هناك حنين للعودة إليها فتتمسك بها أكثر و أكثر , وإن أبرز انتماء هو الانتماء إلى الله تعالى ، ومن ثم الوطن ، و الحب ، و العمل ، و كل ما هو سامٍ  في هذا الوجود و بمختلف جوانب الحياة سواء كانت إيجابية أو سلبية , فالإيجابية  تنمو كشجرة فروعها في السماء و جذورها في أعماق الأرض , أما السلبية فهي بمثابة ضربات الفؤوس على تلك الأشجار,  يكفي جراحاً و ألماً و عقباتٍ بهذا الوطن ، ونكف من أن نفرق فيه طاقاتنا السلبية , فالخطأ عند البعض لا يكمن في قلة الخبرة بل في عدم استيعابه أثناء عملية التنمية و بتالي فإن الإرباك الاجتماعي و السياسي هو نتيجة حتمية لتلك العقبات في مرحلة لا تحتاج لمزيد من الضغط  لأن ذلك قد يؤدي إلى انفجار من دبوسٍ و إن كان صغيراً ! .

إن الخطى الثابتة و التغيير نحو مستقبل أفضل وآمن و مستقر يحتاج إلى كل إنسان قوي و ضعيف , فالقوي في مجاله , أما الضعيف نحتاجه أكثر من ذلك القوي ، وهو أن يتوقف عن عدوانيته و أن يعود للمنطق السليم و المشاركة في العمل ، و أن لا يقارن نفسه بأحد  ويكفي شعوره بذلك الانتماء الرائع الذي يوهبنا جميعاً العزة و الكرامة و الإصرار على مواصلة المشوار و التماسك ، و من لا يستطيع أن يقاوم أمراضه النفسية فإنه بمثابة تلك النار التي تحرق نفسها إن لم تجد شيئاً تحرقه  .. لذا أنا أشاهد القادم مليء بالخير ، و أن الشر سيتلاشى من الوجود بإذن الله ، و إن الوقت قد حان لكي نغسل عدن خاصة و الجنوب عامة من الأحزان ، و نقول لكل جنوبي إنه كان حلماً وأصبحت  ملامحه في الأفق واضحة على أن نتماسك في بلوغه, إنها حالة تبدو غريبة عندما تسيطر علينا بعض الذكريات و التي ما زالت مؤثرة في واقعنا المعاصر , إنه الانتماء إلى تلك الصور التي لم يمحها الزمن,  قطعاً إنها ثقافة الذاكرة و النسيان اللتان تسبحان في أعماق النفس البشرية و إن كان بينهما نقيض فالذاكرة قد تعود بنا إلى الماضي الجميل أو الحزين , فالجميل يمنحنا الطاقة إلى التجديد و العمل ,  أما الحزين قد يسلبنا تلك الطاقة, و قد يمنحنا الطاقة من جديد إذا عزمنا على الوفاء لأولئك المخلصين لهذا الوطن, و لكي تستمر الحياة العامة أرى أنهما نعمتان منحهما الله تعالى للبشرية على أن يكون ميزان الفكر و المنطق الإيجابي من قبلهما كما ينبغي أن يكون ، و بهذا نرى أن المثل العليا هي تلك التي تتألق نحو تذكر الماضي الجميل في ظل وجود قوة خفية ذاتها التي ولدت طاقة أخرى للنسيان تلك هي الأحزان و هنا فقط تسمو تلك الثقافة .

مقالات أخرى

ماهي الأبعاد والمخاطر لسك الحوثيين عملة نقدية جديدة؟!

ماجد الداعري

بعد أن اسقطهم الجنوب!!

نجيب صديق

بعد أن اسقطهم الجنوب!!

نجيب صديق

فتح طريق عقبة ثره يحتاج إلى وقت وحذر

ابو مرسال الدهمسي