سبحان مغير الاحوال ,هكذا هي طبيعة العربي حتى ولو كان دكتورا أو وزيرا عندما يفقد منصبه أو مصالحه الشخصية, تراه فجأة ينقلب 180 درجة , وكما يقول المثل الحضرمي الدارج "ما ينقلب الا الحمار الزين"أي القوي عندما يتمرغ في الارض تراه بسهولة ينقلب على جنبه اليسار الى الجنب اليمين, عكس الحمار الهزيل الجسم فبالكاد بل من الصعوبة أن ينقلب من جنب الى جنب اخر حتى ولو كان على ارض من الرمل الناعم.
فبالأمس القريب عندما كان الاستاذ الدكتور صالح باصره يتنقل من رئاسة جامعة الى اخرى حتى حط به الرحال وزيرا للتعليم العالي ومرشحا لرئاسة الوزراء في عهد الرئيس السابق علي عبدالله صالح (عفاش) قال بما معناه :ان الوحدة ليست سفينة ركاب ربانها علي سالم البيض يمكنه ان يرسو بها في أي ميناء يريد في اشارة لاحدى الموانئ الايرانية, وعندما أصبح في الشارع ولا مكان له في أية وزارة او مرشحا لرئاسة الوزراء بعد إنتصار ثورة شباب التغيير وبعد تشكيل حكومة الوفاق الوطني كانت له مقابلة صحفية مع صحيفة اليقين الاسبوعية الصادرة بتاريخ 2 يونيو 2012م عندما قال كلاما يناقض ما قاله عندما كان وزيرا, فماذا قال ؟
كان عنوان المقابلة التي تم اختياره منها :الوحدة ليست صنما نعبده أو أنشودة نتغنى بها . وهو عنوان لمقابلة سابقة للسيد عبد الرحمن الجفري بعنوان الوحدة ليست صنما مصنوع من التمر نأكله عندما نجوع. واضاف الاستاذ باصرة: نحن نريد ان نكون ضمن اليمن لكن وكلمة لكن (تنفي ماسبقها), لا نريد ان نهضم ضمن اليمن ولا نريد أن نهضم حتى ضمن الجنوب . إنما ما يعنيه بقوله الاخير بأن حضرموت قادرة على إقامة دولة مدنية .
وهنا نسأل الاستاذ الدكتور الذي يجيد ركوب الخيول العرجاء من أين جاء بهذا الكلام ؟ ومن يقف من ورائه ؟ ولماذا لم يقله طيلة ال 22 عاما من عمر الوحدة ؟ وهل كلف ليقول ذلك تمهيدا لاغراق سفينة البيض مع ركابها وكذا قلب الطاولة على الجميع من دعاة القضية الجنوبية ومكونات الحراك الجنوبي مع زعاماتها الكرتونية والمحنطة ؟ أم ان ما قاله أخيرا وطيلة العقدين الماضيين هو بمثابة ردة فعل ارتدادية قوية على أثر الاستغناء عنه في تشكيلة حكومة الوفاق الوطني أو أي منصب من المناصب القيادية العليا الاخرى؟
مقالات أخرى