سامح فؤاد
الربيع العربي .. و ربيع السيسي و السبسي

ملايين ثائرة ، و حناجر هاتفة ، و شعارات تردد ، و دماء تسيل ، و أرواح تتباهى بالتضحية، هكذا كان الربيع العربي في أوله و بداياته ، ثورة تلو ثورة ، شعوب تنتفض في بلد عربي بعد بلد ، كلهم كانوا عاشقون للحرية ، تواقون لها ، ينادون بها ، و مستعدون لدفع ثمنها بسخاء مهما غلا و لو كان من أرواحهم ، مدركين أن الكرامة لا تقدر بثمن .

مات الكثير و جرح الكثيرون ، و أصبح لكل ثورة و اقعها و حالها و لكن الجميع كان يأمل في أن دماء الثوار و أنات الجرحى لن تذهب سدى و أن الحلم مهما كان بعيدا إلا أنه يوما ما سيصير حقيقة .  مرت سنوات حملت أحداث عديدة و  تقرق الثوار لأسباب كثيرة ، و مع سنوات الفرقة كانت بقايا الأنظمة السابقة تتجمع و تلم شتاتها ، حكام العهد الجديد أخطائهم كثيرة و و حكام الأمس خبراتهم كبيرة ، وقع الثوار في الفخ ، و رفع رموز الأنظمة المخلوعة على الأعناق صاروا هم المنقذون و تغير كل شئ ، الفلول الذين كانوا في بداية الربيع يرتعدون خوفا و حياءا من جرائمهم أصبحوا اليوم أبطال و صارت لهم ثورة و صنع لهم ربيع جديد ، الدبابةا لتي خرج الناس ضدها عادت لتحملهم الى القصور وسط هتافات الشعوب الثائرة بالأمس .                          

اليوم يتصدر عبدالفتاح السيسي و الباجة قائد السبسي المشهد تساندهم أنظمة الأمس المخلوعة معلنيين أن العرب لن ينعموا بالربيع و صفاءه فشمس الديكتاتورية تحرق بقسوة وجوه الثوار ، و أن العرب لن يهنئوا بالربيع و لا شم روائح أزهاره فالظالمون يمتلكون غازات مسيلة للدموع تزكم أنوف الأحرار ، و أن العرب لن يفرحوا بالربيع و لا برؤية ألوانه الزاهية مادامت الدماء و الجراح تلون كل دعاوي الحرية و تكتم كل صرخة كرامة.  

 معلنين أن الربيع العربي لابد أن تذبل قطوفه و تموت رياحينه فهو لا يمتلك جيشأ و لا قضاءأ و لا إعلامأ و لا مالا .      

لقد أرادت الشعوب العربية بثوراتها المشهودة أن تصنع ربيعا حقيقيا مزين باللون الأحمر و مسقى بالدم الأحمر ، و لكن إرادة الظلم كانت أقوى و أعتى فداست بأقدامها القذرة على الورد الأحمر و و سفكت بأيديها المجرمة الدم الأحمر .

مقالات أخرى

مستشفى الرعب للأمراض النفسية

سحر درعان

الدفاع عن الجنوب وأهله لا يمر عبر شيطنة الانتقالي

صالح شائف

توحَّش ولا تُبالي.. حين يكون الوطن هو القضية"

عبدالفتاح فريد ناشر

قبل تنتقد او تعترض فكر معي بعقلية وطنية؟ 

علي الزامكي