آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:12:06:34
السعودية توقف مسؤولًا أمنيًا بتهمة التواطؤ مع الحوثي
("الأمناء" عن اليوم الثامن بتصرف:)

 

أخطاء الاستعانة بالإخوان.. ما قصة اعتقال العميد مفتي صمودة؟

وما علاقته بتاجر السلاح الحريزي؟‏

وهل له ارتباط بعصابات تهريب قطع الطائرة المسيرة للحوثي؟

لماذا حذر سياسيون من خطر "صمودة"؟

 

قالت مصادر يمنية إن مسؤولًا أمنيًا في محافظة المهرة، حاصل على الجواز السعودي، اعتقلته السلطات في الرياض مطلع يناير الماضي، على خلفية تورطه في تهريب الأسلحة للأذرع الإيرانية في صنعاء، من خلال التعاون مع مهرب أسلحة شهير يدعى علي سالم الحريزي.

وأوضحت المصادر لـ"اليوم الثامن" إن رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وجه دعوة لمدير أمن محافظة المهرة العميد مفتي سهيل نهيان سالم صمودة، للحضور إلى العاصمة السعودية الرياض في بداية يناير/ كانون الثاني الماضي، ولكنه تعرض للإيقاف من قبل السلطات السعودية، التي وجهت له اتهامات بالتواطؤ مع الأذرع الإيرانية باليمن، من خلال التعاون مع تاجر سلاح شهير بالمهرة يدعى علي سالم الحريزي، والأخير له مواقف عدائية تجاه الرياض وتدخلها باليمن، وهو مقرب كثيرا من الحوثيين.

وأكدت المصادر أن العميد مفتي صمودة يعد من القبائل المهرية الذين حصلوا على جوازات سفر سعودية، وقد عين كمدير لأمن المهرة بتوصية من سفير السعودية لدى اليمن محمد آل جابر، الذي تربطه علاقة وثيقة بصمودة.

وقالت المصادر "إن سفير السعودية محمد آل جابر، أقنع الرئيس المتنحي عبدربه منصور هادي في العام 2018م، بتعيين العميد مفتي صمودة – وهو يحمل الجنسية السعودية – مديرًا لأمن المهرة". وقد غض الإخوان اليمن الطرف عن التعيين لاعتبار أن صمودة سيمثل مصالح التنظيم في المحافظة الجنوبية الواقعة في الحدود مع سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية".

وقد شن ناشطو الإخوان هجومًا لحظة قرار تعيينه مديرًا لأمن المهرة، غير أن تعليمات من قادة التنظيم باليمن دفعتهم إلى التراجع وحذف بعض التدوينات، غير أن الناشط الإخواني عباس الضالعي، احتفظ بتدوينة كتبها في الـ15 من يوليو/ تموز قال فيها: "مدير شرطة المهرة الجديد مفتي سهيل نهيان سالم صمودة الذي تم تعيينه بقرار من الرئيس هادي بدلا عن اللواء أحمد قحطان، يحمل الجنسية السعودية، التي تستغل حالة ضعف اليمن في الفترة الحالية لفرض نفوذها بمحافظة المهرة وتفرض على هادي تعيين شخصيات موالية لها لتحقيق أهدافها مستقبلا".

وتبين أن الإعلام القطري هو الآخر لم يشر إلى هذا القرار، وكذلك الحوثيون في صنعاء، الذين لم يذهبوا لتوظيف هذا قرار تعيين صمودة في صراعهم مع السعودية.

وقالت وسائل إعلام محلية إن العميد مفتي سهيل نهيان بن صمودة يحمل الجنسية السعودية، وأن الرجل عمل مسبقاً للتنسيق مع القوات السعودية المتواجدة في مطار الغيضة إبان توليه منصبه السابق.

وأشارت إلى أن العميد بن صمودة كان على تواصل مباشر مع قائد قوات التحالف السعودي في المهرة أبو سلطان العتيبي والقائد السعودي أبو علي العتيبي؛ دون أن يتم الإفصاح عن الأسماء الحقيقية لهذه القيادات العسكرية السعودية.

وفي الـ9 من يوليو/ تموز 2022م، نشرت وسائل إعلام محلية باليمن، مقربة من الحوثيين، تصريحات منسوبة لمدير أمن المهرة العميد مفتي بن صمودة، فيها إشارات واتهامات للسعودية والولايات المتحدة الأمريكية بالتورط في إغراق المحافظة بالمخدرات.

في الـ6 من مارس/ آذار عام 2021م، أطلق نشطاء جنوبيون حملة إلكترونية على تويتر، حذروا من خلالها من قيادي مرتبط بتنظيم حزب الإصلاح اليمني (النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان الدولي)، والذي قالوا حينها إنه يسعى ضمن قيادات أخرى لتنفيذ مخطط يستهدف استقرار المهرة ومجلسها العام ونسيجها الاجتماعي، بل ويستهدف المحافظة والجنوب عموما والتحالف العربي.

وتحت وسم (المهرة ترفض الإخواني مفتي)، كتب عضو الجمعية الوطنية الجنوبية وضاح بن عطية: "إن العميد مفتي سهيل، مدير أمن محافظة المهرة، هو أحد أذرع تنظيم الإخوان، وكان مرافقًا لزعيم إخوان اليمن عبدالمجيد الزنداني وأحد الداعمين لتاجر السلاح علي سالم الحريزي، ويرسل جنوده بلباس مدني لحماية مظاهرات تاجر السلاح الذي ينادي بإخراج التحالف، وهو أخبث شخصية قامت بتفريخ المجلس العام ويدعي بأنه رئيس الدائرة القانونية".

وأكد الناشط الجنوبي أن "‏مفتي يرتبط بعصابات التهريب وله دور كبير في تسهيل تهريب قطع الطائرة المسيرة للحوثيين، ويعمل على تنفيذ أجندات محور الشر (تركيا وإيران) عبر استغلال منصبه الأمني، ويعمل مفتي مع إخوان اليمن لجر المهرة نحو الفوضى وجعلها حاضنة للجماعات الإرهابية وعصابات التهريب".

وقال الصحفي أمجد يسلم صبيح: ‏”تسعى قيادات الإخوان المسلمين في المهرة إلى تسليم معسكرات بكامل عتادها إلى قيادات شمالية موالية للإخوان لإحداث شرخ كامل بالمحافظة وإعلان العداء الكامل للمجلس الانتقالي الجنوبي ودول التحالف العربي، وعملت تلك القيادات على قمع فعاليات الانتقالي”.

وأضاف: “‏عملت القيادات الأمنية بالمهرة سابقا على قمع الكثير من فعاليات المجلس الانتقالي الجنوبي، وقام مدير أمن المهرة مفتي سهيل بتغيير الكثير من القيادات الأمنية من أبناء المهرة واستبدالهم بجنود من المحافظات الشمالية وتمكينهم من منافذ المهرة المهمة”.

من جانبه قال الصحفي محمد سعيد باحداد: ‏”غضب جنوبي في وجه العميد مفتي سهيل صمودة مدير أمن المهرة الذي يمارس دورا سياسيا خبيثا لصالح محور الشر تركيا وإيران عبر استغلال منصبه الأمني وتوظيفه في خدمة الأجندة الإخوانية التي تحارب المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي وتستهدف أمن المهرة واستقرارها”.

إلى ذلك قال الناشط أحمد سالم باحويرث: “الإخواني مفتي سهيل مدير أمن المهرة قام بتغيير النقاط الأمنية التي كان فيها أبناء المهرة بجنود من الشمال كما حصل في نقطة الدمخ مدخل المهرة الغربية”.

وفي الوقت الذي أكد سياسيون وصحفيون على أهمية موقع المهرة الاستراتيجي، والذي دفع الإخوان للتحرك فيها، فقد أكدوا أن أبناء المهرة سوف يتصدون لهذا المخطط.

وقال الكاتب السياسي عماد باسردة: “أبناء المهرة يرفضون هيمنة حزب الإصلاح بالمحافظة ولأي تواجد عسكري شمالي في أي وحدة عسكرية أو أمنية والذي سعى الحزب عبر مدير أمن المهرة الإصلاحي تمرير مخططاتهم وقد آن الأوان لأبناء المهرة أن يقولوا كلمتهم ويديروا أرضهم بعيداً عن حزب الإرهاب وقوى الشمال”.

بدوره قال باحداد: ‏”يسعى إخوان اليمن إلى جر المهرة بوابة الجنوب الشرقية إلى مربع خطير يقودها نحو مخططات الفوضى وجعلها حاضنة للجماعات الإرهابية، لكن أحرار المهرة لهم بالمرصاد فالانتفاضة المهرية مستمرة ضد العربدة الإخوانية ولن تتوقف حتى دحر الإرهاب من أرضهم أسوة بسقطرى”.

من جانبه قال الصحفي صابر حليس: ‏”المهرة وكل محافظات الجنوب سترفض الجماعات الإخوانية التي تسعى من خلال خلاياها إلى زعزعت الأمن والاستقرار لتنفيذ مشاريع وأجندة قطرية تركية تحاول النيل من التحالف العربي والمجلس الانتقالي الجنوبي”.

إلى ذلك قال الناشط السياسي سالم السبع‏: “المهرة في موقع استراتيجي ولذلك سيضع الإخوان جل ثقلهم العسكري والسياسي من اجل بسط نفوذهم عبر أدواتهم ممثلة بمفتي سهيل، ولكن أبناء المهرة سوف يقفون ضد كل مؤامرات الإخوان، وسيكون مصيره مثل رمزي محروس في سقطرى، وإن غدا لناظرة لقريب”.

وكشفت مصادر أمنية أن مدير أمن المهرة الموقوف متورط في تهريب أسلحة وطائرات مسيرة للحوثيين من خلال التعاون مع خصم السعودية الأول في المحافظة علي سالم الحريزي الذي يعد أحد أكبر تجار الأسلحة المتعاونين مع الأذرع الإيرانية بصنعاء".

وقالت مصادر أمنية بالمهرة لـ"اليوم الثامن" إن بن صمودة اتخذ مواقف مناهضة ضد أبناء المهرة، تنفيذا لأطماع أجنبية مخالفة لتوجهات التحالف العربي الذي تقوده السعودية.

وزودت المصادر "اليوم الثامن" بوثيقة صادرة عن مدير أمن المهرة موجهة إلى العقيد علي سالم القميري، وهو شخصية عسكرية جنوبية بالمهرة كلفت بتجهيز قوات محلية لحماية المهرة.

وعبر ناشطون بالمهرة عن رفضهم واستنكارهم بقيام مدير أمن المحافظة بهذه الإجراءات ضد أبناء المهرة الذين يريدون الالتحاق بالجيش والشرطة وإنهاء حقبة ثلاثة عقود من التهميش والإقصاء الذي مارسه عليهم نظام الاحتلال.

وأكد مصدر أمني بالمهرة أن استدعاء صمودة كان بهدف تغييره وتعيينه محافظا للمهرة خلفا لمحمد علي ياسر، بطلب وتزكية من إخوان اليمن، أو هكذا تم إقناعه بالقدوم إلى الرياض ولا يزال موقوفا فيها بتهمة التواطؤ مع مهربي الأسلحة للأذرع الإيرانية بصنعاء".

وقالت مصادر جنوبية بالمهرة إن استراتيجية السفير السعودي الذي زار المهرة كثيرا واستقبل فيها الرئيس هادي، كانت خاطئة من خلال إصراره بالاعتماد على أعضاء تنظيم الإخوان ومنهم مفتي صمودة الذي لم يكن يومًا خريج كلية عسكرية أو شرطوية بل حصل على ترقية ميدانية.

وذكرت المصادر أن نجل تاجر السلاح الموالي للحوثيين علي سالم الحريزي "أحمد"، مثل دور المنشق عن والده وذهب إلى السعودية والتقى السفير السعودي محمد آل جابر هناك، والذي صرف له مكافأة سيارة حديثة ومخصصا ماليا صرف له لأشهر، قبل أن يقرر أحمد علي سالم الحريزي الفرار من السعودية والذهاب نحو سلطنة عمان التي تستضيف والده، وقدم اعتذارًا لمسقط على ما وصفها بإساءة لسلطنة عمان بتوجيهات من السعودية.

في الـ18 مايو/ أيار 2019، نشرت مواقع إلكترونية ممولة من الدوحة تصريحات منسوبة لمن وصفته بالشيخ أحمد سالم الحريزي، يعبر فيها عن أسفه لتصريحات أدلى بها وهي تحمل إساءة لسلطنة عمان بإيعاز سعودي.

وجاءت تصريحات نجل تاجر السلاح الحريزي، عقب خروجه من السعودية حينها وعودته إلى سلطنة عمان التي تقول منصات على شبكة الإنترنت، أنه وجه اتهامات لسلطنة عمان، غير أنه تراجع عن تلك التصريحات بالاعتذار واتهام السعودية بتجنيده ضد مسقط.



شارك برأيك