آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:01:32:00
الحوثي والقبائل.. لائحة الإرهاب تعزل الانقلاب شمال اليمن
(الأمناء نت / العين:)


رغم إنهاك القبائل اليمنية من قبل الحوثي لكنها لا تزال رقما صعبا بالمعادلة العسكرية والسياسية، خاصة بعد تصنيف المليشيات منظمة إرهابية.

لكن استعادة القبائل ذاتها لأوج قوتها لا يزال مرهونا بعدة عوامل محورية أبرزها تحرك الجبهات ومد التحالف جسور تواصل متينة مع زعمائها لتدخل خط مواجهة تخليص الشمال اليمني من سطوة مليشيات الحوثي الإرهابية.

ويؤكد شيوخ وضباط يمنيون لـ"العين الإخبارية"، أن مليشيات الحوثي تعيش حالة توجس وخوف شديدين من القبائل شمالا والتي من شأنها تسريع تهاوي الانقلابيين من الداخل عبر الانتفاضات الداخلية المسلحة. 

ومؤخرا كثفت مليشيات الحوثي من قمع القبائل شمال اليمن، خصوصا قبائل طوق صنعاء وذلك بعد حملاتها العسكرية الممنهجة على "همدان" ثم "بني حشيش" قبل أن تشعل نار الفتنة بين قبائل "أرحب" في مسعى لإخضاعها تحت مبررات نهب الأراضي وإعدام الشيوخ.

ففي بلدة "صرف" في بني حشيش، ورغم أنها أكبر مديريات صنعاء التي قدمت قوافل القتلى مع المليشيات، إلا أن الحوثيين حولوها لساحة للنهب، فضلا عن قتل واعتقال العشرات وهتك الأعراض وسط حالة تكتم على هذا النوع من الجرائم والحرب غير المرئية.

أما في أرحب شمال شرق صنعاء فأشعل الحوثيون حرب "ثأر" مفتوحة بين كبار زعمائها، ما أسفر عن مقتل وجرح وأسر العشرات كتكتيك لاستنزاف القبائل بشريا وماديا.

طوق صنعاء يتألم
وقال رئيس مجلس مشايخ قبائل أرحب اليمنية الشيخ حمود بن محمد العَشَبي لـ"العين الإخبارية"، إن قبائل طوق صنعاء هي أكبر المتضررين وأكثر من هُتكت أعراضها وسفكت دماؤها وأرواحها وسلبت أموالها.

كما سحلت مليشيات الحوثي رموزها رغم أن هذه "القبائل هي المسيطرة والمهيمنة على مدينة صنعاء كافة من كل الاتجاهات"، وفقا للزعيم القبلي.

وبشأن عزل تصنيف الحوثي منظمة إرهابية القبائل عن المليشيات، أكد الزعيم القبلي وعضو مجلس الشورى اليمني أن القبائل ستترك مليشيات الحوثي "حتى لو لم تصنف كمنظمة إرهابية".

وقال إن "قبائل طوق صنعاء مع إرادة الشعب اليمني واتجاهاته ولكن الظروف التي مرت بها البلاد وتراكم الخلافات بين الأحزاب والمكونات اليمنية مدنية وقبلية هي من تسببت بتأخير الانتفاضة الداخلية ضد المليشيات".

وأكد الزعيم القبلي أن "قبائل طوق صنعاء تنتظر ما بعد قرار تصنيف مليشيات الحوثي منظمة إرهابية بفارغ الصبر" لتدخل خط المواجهة لإزاحة جاثوم الانقلاب.

وعن احتياج القبائل للانتفاضة ضد مليشيات الحوثي، أوضح الشيخ العشبي أنها "تحتاج إلى تحريك الجبهات في كل المحاور والإحساس بالجدية من قبل الدولة الشرعية ودعم ومشاركة الأشقاء في دول تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والتنسيق مع المشايخ وكبار الشخصيات الاجتماعية".

ووجه الزعيم القبلي عبر "العين الإخبارية" دعوة لمجلس القيادة الرئاسي، بقيادة الرئيس رشاد العليمي مفادها "ضرورة تحمل المسؤولية وبقوة بعد أن حان الوقت بعد التصنيف للحسم عسكريًا، حيث طفح الكيل وزاد الصبر وتبين للمجتمع الدولي خطورة هذه الجماعة الإرهابية".

كما دعا الزعيم القبلي "كل الأحزاب والمكونات اليمنية إلى تأجيل كل الحسابات والخلافات وتوحيد الصفوف قولًا وعملًا" للتخلص من كابوس الإرهاب الحوثي.

مخططات ضرب القبائل
تحاول مليشيات الحوثي حكم شمال اليمن من خلال السيطرة الاستبدادية وقمع المناهضين لمشروعها وفرض بقوة السلاح منطق القهر والهيمنة تجاه القبائل.

ويعتقد الضابط في الجيش اليمني العقيد وافي دهشوش أنه بقدر ما تخشى مليشيات الحوثي من أطراف الشرعية المثقلة بالسلاح بقدر ما تتخوف بشكل مضاعف من القبيلة إثر دورها التاريخي في تقويض حكم سلالتها.

وقال الضابط اليمني في تصريح لـ"العين الإخبارية"، إن مليشيات الحوثي تمادت في أذية القبيلة لأنها تدرك أن بقاءها بكامل قوتها ومشاركتها في أي معركة مقبلة وفاصلة سيسرع من نهاية الانقلاب وسيجعل منه مجرد رواية تروى للماضي الأسود.

وأضاف أنه "منذ اللحظات الأولى للانقلاب الحوثي سعى بقوة السلاح جاهداً لإفراغ القبيلة اليمنية من مصادر قوتها"، مدللا بتجريد المليشيات للقبيلة من سلاحها الذي يعد مصدر حماية، وجزءا من موروثها القبلي.

وبالنسبة لدهشوش فإن مليشيات الحوثي تدرك أن سلاحها وبطشها هما من أوصلاها لسدة الحكم، وبالتالي هي الأكثر إدراكاً أن "سلاح القبيلة" هو الوحيد القادر على اجتثاث مشروعها واستئصال نبتتها الخبيثة.

وكجزء من مخططها الكبير لضرب القبيلة، بادرت مليشيات الحوثي مسرعة في محاولة شراء السلاح من القبائل بغرض إضعافها والتي تمتد كذلك إلى تغذية الثأرات وحرب متعددة الأوجه، وفقا للضابط اليمني.

وينبه دهشوش إلى أن "اشتعال المعارك المناهضة لمشروع الحوثي من القبائل القابعة تحت حدود سيطرته كمعركة حجور ومعركة البيضاء وغيرهما جعل المليشيات تبادر إلى إيجاد حلول تقيها مستقبلاً من قيام معارك مع القبائل تماثل المعارك السابقة، ومن تلك الحلول بل ويكاد يكون أخطرها إفراغ القبيلة من سلاحها".







شارك برأيك