آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:15:26:47
الألوية الجنوبية تستنفر استعدادا لمعركة طرد القاعدة من أبين وشبوة
(الامناء نت / متابعات)

تشهد محافظتا أبين وشبوة استعدادات عسكرية وأمنية حثيثة تمهيدا لإطلاق معركة طرد عناصر تنظيم القاعدة من المحافظتين الواقعتين في جنوب اليمن، في ظل ضغوط شعبية تطالب بضرورة وضع حد للتنظيم الجهادي الذي أضحى يشكل تهديدا حقيقيا لأمن الجنوب.

 

واهتزت المحافظات الجنوبية في اليمن في الفترة الأخيرة لعمليات إرهابية تنوعت أساليبها بين استخدام سيارات مفخخة وانغماسيين واستهدفت قيادات أمنية بارزة في الجنوب آخرهم مدير أمن محافظة لحج والقيادي العسكري في المجلس الانتقالي الجنوبي اللواء صالح السيد.

 

ولم تتبن أي جهة تلك العمليات لكن مسؤولين أمنيين وعسكريين يؤكدون أن معظمها تحمل بصمات تنظيم القاعدة، وأن هناك قوى داخلية وإقليمية تحرك عناصر التنظيم لإثارة الفوضى في الجنوب، بهدف استنزاف مجلس القيادة الرئاسي.

 

وأكد نشطاء الأحد دخول قوات الحزام الأمني الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي مدينة شقرة في محافظة أبين، ما ينذر بقرب العملية المنتظرة ضد تنظيم القاعدة الذي يتخذ من المحافظة الواقعة على بعد نحو مئتي كلم من العاصمة المؤقتة عدن، أحد أبرز معاقله في الجنوب اليمني.

ونشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو تُظهر لحظة دخول قوات الحزام الأمني إلى مدينة شقرة، وسط ترحيب كبير من المواطنين.

 

ويأتي دخول قوات الحزام الأمني إلى الشقرة بعد ساعات قليلة من دعوة المجلس الانتقالي، خلال اجتماع استثنائي عقدته هيئته الرئاسية السبت، السلطة الشرعية إلى توفير الإسناد اللوجستي للقوات الأمنية (لم يحدد أي تشكيل).

 

وأشادت هيئة الرئاسة بالجهود التي تبذلها القوات الأمنية بمختلف تشكيلاتها للتصدي لعناصر الإرهاب والتطرف، مشددة في بيان لها على ضرورة رفع الجاهزية واليقظة الأمنية في عموم محافظات الجنوب، داعية في السياق ذاته المواطنين للتعاون مع الأجهزة وسرعة التبليغ عن أي عناصر مطلوبة أمنيا، وأي تحركات مريبة تهدف إلى إقلاق السكينة العامة.

 

ونجا الأربعاء مدير أمن محافظة لحج اللواء صالح السيد من محاولة اغتيال في خور مكسر بعدن، من خلال تفجير سيارة مفخخة استهدفت موكبه وقتل على إثره أربعة أشخاص وأصيب أكثر من عشرة آخرين بينهم مدنيون.

 

وتمكنت الأجهزة الأمنية بعدها بأقل من ساعة من تفكيك سيارتين أخريين، كانتا ستستخدمان ضمن هذه العملية حسب مصادر أمنية. وقبل ذلك بأيام، قتل الصحافي صابر الحيدري جراء عبوة ناسفة وضعت في سيارته.

 

وكان رئيس العمليات المشتركة الرئيسية في المنطقة العسكرية الرابعة في عدن اللواء صالح علي حسن اليافعي نجا هو الآخر قبل أسابيع قليلة من محاولة اغتيال بعد استهداف موكبه بسيارة مفخخة في أحد الشوارع الرئيسية في العاصمة اليمنية المؤقتة.

 

ويرى مراقبون أن التصدي لعناصر القاعدة بات ضرورة أمنية ملحة، خصوصا وأن التنظيم أظهر قدرة كبيرة في الفترة الأخيرة على استهداف الوضع الأمني الهش بطبعه في الجنوب، غير مستبعدين في أن يكون التنظيم واجهة لأجندة داخلية وإقليمية تسعى لضرب جهود التحالف العربي لتحقيق السلام في هذا البلد.

 

وبدا تنظيم القاعدة خلال السنوات الأخيرة خاملا، لكنه عاد بقوة إلى المشهد منذ تسلم المجلس الرئاسي السلطة الشرعية في اليمن خلفا للرئيس السابق عبدربه منصور هادي في أبريل الماضي، ليعلن التنظيم الجهادي عن هذه العودة عبر بيان شديد اللهجة هاجم من خلاله مجلس الرئاسة والتحالف العربي.

 

دخول قوات الحزام الأمني إلى الشقرة يأتي بعد ساعات قليلة من دعوة المجلس الانتقالي السلطة الشرعية إلى توفير الإسناد اللوجستي للقوات الأمنية.

 

ويقول المراقبون إن إرسال قوات الحزام الأمني إلى أبين يعني أن ساعة الصفر لمهاجمة عناصر التنظيم باتت قريبة، مشيرين إلى أن العملية العسكرية لن تكون بالسهلة حيث أن للتنظيم قاعدة متجذرة في أبين، كما أن للتنظيم تحالفات كبيرة مع قوى في الداخل وفي مقدمتها جماعة الإخوان.

 

واستباقا لأي هجوم ضده، أطل التنظيم ببيان قبل أسبوع، يناشد فيه قبائل المنطقة إيقاف أي تحركات تستهدفه. ودعا البيان قبائل محافظة أبين إلى ما وصفه بـ“عدم الانجرار إلى صراع يدفع ثمنه أبناء قبائلنا من أهل السنة”.

 

وطالب التنظيم الجهادي بـ”مراجعة أفعال” ما سمّاها بـ”حكومة شقرة”، في إشارة إلى القوات الحكومية الموجودة في مدينة شقرة، بعد “اعتزامها إطلاق حملة عسكرية لملاحقة المجاهدين من أنصار الشريعة في أبين، بسبب عملية عسكرية قام بها بعضٌ من أفرادنا بصورة فردية، وقتلوا فيها عددا من الجنود”.

 

وأشار البيان إلى “مخالفة أفراد التنظيم في هذه العملية” التي أودت بحياة أربعة جنود من قوات الجيش اليمني وإصابة ثلاثة آخرين الأربعاء الماضي بمديرية أحور جنوب محافظة أبين “على الرغم من وجود أوامر واضحة بعدم القيام بأي عمل ضد حكومة شقرة في هذه المرحلة، وذلك من باب السياسة الشرعية”.

 

 

وأكد التنظيم “استعداده للحرب في حال اشتعال فتيلها، وإغلاق كل الفرص والجهود المبذولة”. ولم يتطرق البيان إلى العمليات الأخرى التي شهدتها المحافظات الجنوبية خلال الفترة الأخيرة، ولم يعلن تبنيها أو نفي مسؤوليته عنها.



شارك برأيك