آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:13:52:01
#الأمناء تسرد تفاصيل خاصة عن #انفجار التواهي والجهات #المتورطة وكيف نجا المحافظ لملس
(الامناء نت/القسم السياسي)

من يقف خلف استهداف محافظ عدن؟ وما نوع السيارة المفخخة؟ ومن أين جاءت؟

كيف نجا المحافظ لملس من التفجير؟

لماذا يستهدف الإرهاب الجنوب والانتقالي؟

ماذا قال لملس والسقطري بعد الحادثة بساعات؟

ما علاقة الإخوان في شبوة بالتفجير الإرهابي؟

إدانات دولية واسعة لمحاولة اغتيال لملس والسقطري

 

"الأمناء" القسم السياسي:

في مشهد مؤلم، برهن مدى حقد الإرهاب الدفين على الجنوب وأبنائه، وخاصة على العاصمة الجنوبية عدن، من خلال عودة مسلسل التفجيرات الإرهابية، في محاولة بائسة إلى عودة عاصمة الجنوب الأبدية عدن إلى مربع الفوضى والإرهاب بعد أن تغلبت عليه بفضل التضحيات الكبيرة التي قدمها أبناء الجنوب.

استهدف هجوم إرهابي غادر، ظهر أمس الأول الأحد، موكب محافظ العاصمة ‎عدن، الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، الأستاذ أحمد حامد لملس، ووزير الزراعة والثروة السمكية في حكومة المناصفة بين الجنوب والشمال، مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء سالم عبدالله السقطري، وراح ضحيته عدد من الشهداء والجرحى.

الجدير ذكره، أن الاستهداف يُعد الثالث الذي يستهدف محافظي عدن، حيث اغتيل الشهيد جعفر محمد سعد في ديسمبر 2015م، وبعده استهدف اللواء عيدروس الزبيدي أربع مرات.

وخلال العامين الماضيين تعرضت عدن لجملة من الحوادث الإرهابية الغادرة بدءا باستهداف معسكر الجلاء في أغسطس 2019، مرورا بتصعيد المجاميع الإرهابية الذي انتهى بطردها من العاصمة قبل أن تلجأ شرعية الإخوان لتحريك خلاياها النائمة محاولة إثارة الفوضى قبل أن تذهب باتجاه تحريك أذرعها الإرهابية للاشتباك مع الأجهزة الأمنية في كريتر قبل أيام ونهاية بالحادث الإرهابي الغاشم الذي استهدف موكب المحافظ لملس.

 

تفاصيل الحادثة

وفي تفاصيل الحادثة، كشف شهود عيان عن انفجار سيارة مفخخة بجوار مدرسة وروضة في منطقة حجيف بمديرية التواهي في العاصمة عدن.

وأوضحوا أن الانفجار وقع قبل لحظات من موعد مغادرة الأطفال والطلبة.

 

كيف نجا المحافظ لملس؟

وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها "الأمناء"، فقد أكدت أن نجاة المحافظ لملس كانت بقدرة إلهية، مشيرةُ إلى أنه "عندما كان لملس في حفل بفندق كورال في خور مكسر، وعند انتهاء الحفل كان من المقرر أن يصعد المحافظ السيارة المصفحة السوداء التي استهدفها الانفجار، وهي السيارة الخاصة بالمحافظ، ولكن في اللحظة الأخيرة صعد لملس السيارة البيضاء (صالون)، والتي كانت الأقرب من حيث تواجده".

 

من أين أتت السيارة المفخخة؟

وبحسب معلومات خاصة حصلت عليها "الأمناء"، فإن السيارة المفخخة التي استهدفت موكب المحافظ لملس تحمل لوحة (مؤقت لحج)، وهي تتبع شخصا من عدن، آتية من مكان قريب من موقع التفجير.

 

ضحايا التفجير

ووصل عدد الشهداء في الجريمة الإرهابية إلى 6 أشخاص، فيما وصل عدد المصابين إلى 7 ضحايا.

واستشهد في التفجير أربعة من مرافقين المحافظ لملس، هم: قائد حراسته صدام الخليفي، ومرافقه الشخصي أسامة سالم حامد لملس، والسكرتير الصحفي للمحافظ أحمد أبو صالح، والمصور طارق مصطفى، إلى جانب استشهاد المرافق الشخصي للقائد أبو سام قائد مكافحة الإرهاب م/لحج، والبطل أمين ناصر ثابت اليهري متأثرا بإصابته، وكذا مواطن مسنّ كان موجودا في موقع الانفجار.

وشيع مساء الأحد جثمان أول شهيد بالعملية الإرهابية، الشهيد المصور الصحفي طارق مصطفى عقب الصلاة على روحه في مسجد أبان ووري جثمانه الطاهر بمقبرة القطيع، بحضور قيادات من الانتقالي.

 

ماذا قال لملس والسقطري بعد الحادثة؟

وبعد ساعات من نجاته، وصف المحافظ لملس جريمة استهدافه بأنها جريمة إرهابية.

وأكد في تصريحات إعلامية أنها عملية متوقعة من أعداء الجنوب، مشددا على أن العاصمة عدن ستظل قوية أبية على مخططات الإرهاب.

بدوره صرح اللواء سالم عبدالله السقطري وزير الزراعة بعد الحادثة بالقول: "الإرهاب ليس بجديد وما حدث عملية إرهابية متكررة تستهدف الوطن بشكل عام وهذه المجاميع ليس لديها صديق إنما هي عدوة الجميع".

وتابع: "على الأجهزة الأمنية توخي الحذر, ولن يرتاح لأعداء الوطن بال إلا بإقلاق السكينة العامة والمجتمع, وسنقابل التحدي بالتحدي وسنكون لهم بالمرصاد".

 

جهات متورطة

وكشفت مصادر ميدانية عن جلب السلطة الإخوانية في محافظة شبوة، عناصر إرهابية عبر ميناء قنا، لإثارة القلاقل في الجنوب.

وأكدت أن قيادات في الشرعية الإخوانية تعمل على زعزعة أمن العاصمة عدن ومحافظات الجنوب لإشاعة الفوضى وتهديد جهود تطبيع الحياة.

وكشفت عن مخطط إخواني إرهابي لاستهداف قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي سواء المدنية منها أو العسكرية.

بدوره، كشف نائب رئيس الدائرة الإعلامية في المجلس الانتقالي الجنوبي منصور صالح الجهة التي تقف خلف الحادثة الإرهابية التي استهدفت المحافظ لملس والوزير السقطري.

وقال صالح في حديثه لوكالة سبوتنيك الروسية: "التفجير الإرهابي الذي استهدف محافظ عدن ووزير الزراعة تقف خلفه عدة جهات يجمعها هدف واحد، من بين تلك الجهات تنظيم القاعدة (المحظور في روسيا) والإخوان".

وأضاف: "ما حدث هو استمرار لاستهداف الجنوب بالإرهاب لإدخاله في دوامة من العنف والفوضى ليسهل إعادة احتلاله، لأن الجهات الواقفة خلف هذه العملية هي ذاتها التي وقفت خلف العمليات السابقة، وهي على صلة بأحزاب يمنية متطرفة ترعى الإرهاب وتمول أنشطته" - في إشارة منه إلى حزب الإصلاح (إخوان اليمن).

وتابع: "استهداف محافظ عدن يأتي بعد أن اتخذ جملة من الإجراءات التي أثارت حفيظة القوى اليمنية الساعية للسيطرة على عدن، لذا أصبح موضع استهداف". مؤكدا أن العملية تهدف أيضا إلى إظهار عدن مدينة غير آمنة ودفع الحكومة للمغادرة، وهو ذات الهدف الذي لأجله تم تفجير الأوضاع بكريتر منذ أيام قليلة مضت، وكذا للرد على زيارة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى عدن ولقائه بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي.

وحول ما إذا كانت تلك العملية ردا على تصريحات رئيس الحكومة بضرورة نبذ الخلاف وتوحيد الصف والعودة إلى اتفاق الرياض قال صالح: "إن محاولة الاغتيال هي استمرار للعمليات الإرهابية التي تستهدف الجنوب وقيادته، وهذا الهدف يسبق تصريحات رئيس الحكومة، وفي كل الأحوال العملية تضرب أكثر من عصفور بحجر واحد، منها: إظهار عدن غير آمنة، الرد على زيارة مبعوث الأمين العام إلى عدن ولقاء قيادات الانتقالي، علاوة على الانتقام من إفشال مؤامرة كريتر الأخيرة، ودفع الحكومة للمغادرة لتعطيل تنفيذ اتفاق الرياض".

وتستهدف عناصر إرهابية مدفوعة من تنظيم الإخوان الإرهابي أمن العاصمة عدن واستقرارها، لترويج صورة مغلوطة عن واقع المدينة.

وتستهدف قيادات نافذة في الشرعية الإخوانية، أمن العاصمة عدن، لإعاقة جهود تنميتها، وزعزعة استقرارها، ورفع الحرج عن وزراء الحكومة الرافضين للعودة إلى المدينة لممارسة مهامهم.

 

علاقة الإخوان في شبوة بالتفجير

في إطار الخيانات التي ترتكبها مليشيا الإخوان والشرعية تفاجأت العاصمة عدن بتفجير إرهابي خطير استهدف المحافظ عدن ووزير الثروة  السمكية وكلاهما قياديان في المجلس الانتقالي الجنوبي.

المعلومات كشفت عن وقوف جهات إرهابية مرتبطة بتنظيم الإخوان خلف هذا التفجير الإرهابي الجبان، وهو ما تؤكده حقيقة التفجير والأوضاع الجارية والتهديدات التي تطلقها هذه الجماعة الإرهابية، وخاصة جماعة الإخوان - حزب الإصلاح - المتواجدة في محافظة شبوة.

محللون عسكريون أكدوا أن التفجير يأتي بعد فشل المخطط الذي كانت تنفذه جماعة الإخوان بالاشتراك مع مليشيا الحوثي لإثارة الفوضى بعدن وخاصة بعد أحداث كريتر التي جاءت قبل تطورات سياسية مهمة أبرزها زيارة رسمية للمبعوث الأممي الجديد لعدن وزيارة مقر المجلس الانتقالي الجنوبي كأول مبعوث للأمم المتحدة يزور مقر الرئاسة الجنوبية التابع للمجلس الانتقالي.

وقبل مدة أكدت معلومات استخباراتية أن جماعة الإخوان  - حزب الإصلاح اليمني المحسوب على الشرعية اليمنية والتحالف العربي - قد دفعوا بعناصر إرهابية متدربة كانت في شبوة ووادي حضرموت إلى العاصمة عدن، لتنفيذ أعمال إرهابية، وقد نشرت هذه المعلومات في حسابات عديدة بمواقع إخبارية.

وأكد متحدث القوات المسلحة الجنوبية، المقدم محمد النقيب: "قبل أشهر قامت قيادات إخوانية باستقدام عناصر إرهابية عبر ميناء قنا بشبوة بهدف زعزعة أمن واستقرار العاصمة ومحافظات الجنوب واستهداف قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي المدنية والعسكرية".

وقال النقيب إنه "وقبل أكثر من شهر وحسب المعلومات المتوفرة لدينا، أدارت قيادات يمنية بارزة من جماعة الإخوان عملية استقدام عناصر إرهابية ملاحقة دوليا وبطرق تهريب بحرية غير مشروعة عبر منفذ قنا بشبوة".

وأضاف: "الإخوان خيانة في شبوة وإرهاب في عدن ينبغي على الشركاء الدوليين والإقليميين في مكافحة الإرهاب الوقوف بجدية أمام خطر هذه الازدواجية، وإدراك أن نجاح مكافحة الإرهاب واجتثاثه يتطلب وبدرجة رئيسية وعاجلة تحرير شبوة من مليشيا الإخوان التي آخت بين تلك العناصر". مؤكدا أن "الملاذ الآمن الذي وفرته جماعة الإخوان للعناصر الإرهابية في نطاق سيطرة مليشياتها لن تقتصر مهدداته ومخاطره على الجنوب وحسب بل ستطال المنطقة والعالم، لا سيما وأن هذا الملاذ أصبح منطقة تجميع للإرهابيين المطلوبين دوليا ومعسكرات إعداد وتجهيز".

فيما قال سياسيون إن التفجير الإرهابي يعد الأعنف منذ سنوات في العاصمة عدن، حيث كان يستهدف أكبر قيادي في السلطة المحلية بعدن.

وقال الدكتور حسين لقور: "الإرهاب العنصري، لم نسمع أن قائدا أو مسؤولا إخوانيا أو حوثيا  - وزيرا أو محافظا - تعرض لعملة إرهابية انتحارية أو مفخخة. نسمع أنه يتم اصطيادهم بالدرونز الأمريكية وفق قائمة الإرهاب. أما ضحايا الإرهاب في مجملهم هم الجنوبيون قادة، مسؤولون، اغتالوا جعفر سعد، حاولوا اغتيال عيدروس واليوم لملس".

 

موقف الانتقالي

المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي علي الكثيري ندد في بيان رسمي بالجريمة الإرهابية الجبانة لاستهداف المحافظ لملس، والوزير السقطري، مرجعا العملية الإرهابية إلى توفير تنظيم الإخوان الإرهابي ملاذًا آمنًا للجماعات تحت مظلتها لخدمة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، لتسهيل استدعائها إلى المناطق المحررة، وعرقلة تنفيذ اتفاق الرياض.

وأشار إلى تزامن الجريمة الإرهابية، مع تسليم مليشيا الشرعية الإخوانية لمديريات بيحان في شبوة والعبدية في مأرب إلى مليشيا الحوثي الإرهابية، بمخطط تآمري مشترك يستهدف الجنوب والتحالف العربي، وأمن العاصمة عدن بضرب المنجزات الأمنية.

بدوره، قال اللواء أحمد سعيد بن بريك - رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي - في بيان: "تواصلاً لنهجها الإجرامي الممنهج في حربها البشعة ضد شعبنا واستهداف القيادات الجنوبية الفاعلة، حاملة راية التحرير والاستقلال وتحسين وتطوير المستوى المعيشي والخدمي فقد أقدمت عصابة الإرهاب والإجرام المارقة بتخطيط وتمويل من القوى المعادية لتطلعات شعبنا العظيم، بمحاولة النيل من حياة الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي محافظ العاصمة عدن أحمد حامد لملس ونائب الأمين العام وزير الزراعة والثروة السمكية سالم السقطري من خلال استهداف موكبهما بسيارة مفخخة، ويعد ذلك استهدافا آخر لتطلعات شعب الجنوب في الحرية والاستقلال واتساقاً مع حرب الخدمات ومحاولة إعاقة محافظ عدن وحكومة المناصفة في العمل لتحقيق حياة كريمة آمنة ومستقرة لشعب الجنوب وعدن خاصة".

وأكد أن "الدماء الزكية التي أريقت في الحادث الإجرامي الخارج عن كل القيم الدينية والإنسانية لن تثني القيادة السياسية والعسكرية والقوات المسلحة والأمن ولا شعبنا البطل عن متابعة النضال من أجل تحقيق كامل أهدافه وتأمين عدن والجنوب ومصالح شعبنا ومصالح العالم المشروعة لدينا أكان من خلال تأمين الممرات المائية والملاحة الدولية أو المصالح الأخرى وتصفية المنطقة من الإرهاب وجعلها آمنة ومستقرة". مؤكدا: "ضرورة تنفيذ كل النقاط واتخاذ التدابير اللازمة، التي أكدت عليها الهيئة الإدارية في بيانها الأخير بخصوص أحداث كريتر بضرورة الاستمرار في تصفية واستئصال شأفة الإرهاب من العاصمة عدن وإصلاح كل مكامن الخلل وتطوير الأداء للأجهزة الأمنية والعسكرية".

فيما قال ممثل رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي لشؤون الخارجية, عمرو البيض: "العملية الإرهابية سلسلة من العمليات التي طالت الجنوب وقياداته منذ قيام الوحدة اليمنية وحتى اليوم, وهي محاولة لإخضاع المشروع الحضاري الذي يريده الجنوبيين لأرضهم ومدينتهم العزيزة عدن وبكل تأكيد أن مساعيهم ستخيب وأن القوات الجنوبية المسلحة والأمن الجنوبي ستنهيهم من أرض الجنوب الطاهر". مشيرا أن "العمل الإرهابي أتى لإقلاق السكينة بعدن قبل قدوم رئيس حكومة المناصفة إلى عدن والمبعوث الدولي وستزداد هذه العمليات جنونا كلما تقدم الجنوب والانتقالي من تحقيق انتصاراته على المستوى السياسي والدولي والميداني, ونهيب بكل القوى الوطنية برص الصفوف لمواجه هستيريا قوى الظلام".

أما مستشار الرئيس الزبيدي الدكتور صدام عبدالله فأكد أن قوى الشر حاولت تدمير الجنوب عبر نشر المناطقة وحرب الخدمات ومحاولة تقويض الأمن في العاصمة عبر خلايا نائمة, لافتاً إلى أن صمود الشعب في الجنوب أفشل هذه المؤامرة، مشيرا إلى أن قوى الشر عمدت لاستخدام ورقة الإرهاب لتنفيذ مخططاتها الخبيثة, ولكنها ستفشل بتكاتف وتعاون أبناء الجنوب وقواتهم المسلحة.

وأضاف: "حاولت قوى الشر تدمير الجنوب بعدد من السيناريوهات بدايتها إشعال النعرات المناطقية وفشلت، ثم حرب الخدمات وصمد الشعب، ثم إيعاز لخلاياها النائمة لتقويض الأمن في عدن وفشلت، وآخر أوراقها الإرهاب الذي سيفشل بإذن الله ثم بقوة وصلابة قواتنا الأمنية وتكاتف أبناء الجنوب".

 

الإرهاب يستهدف الجنوب والانتقالي

ويرى جنوبيون أن الاستهداف الإرهابي الذي تتعرض له قيادات الجنوب وقواته العسكرية، لسبب وحيد وهو تمسك الانتقالي بمشروعه ورفض مشروع الإخوان المتمثل بالستة الأقاليم، لذلك يُستهدف الجنوب بالإرهاب، وبكل الوسائل من أجل إضعافه، وتسهيل مهمة اجتياحه التي تحضر لها الأطراف والقوى الداعمة للإرهاب.

وبدأت سلسلة العمليات الإرهابية منذ تنصيب قيادات جنوبية، في مناصب حكومية، كمحافظ عدن الشهيد جعفر محمد سعد واللواء عيدروس الزبيدي وأخيرا المحافظ لملس.

ووجه وزير الخدمة المدنية والتأمينات بحكومة المناصفة البروفيسور عبدالناصر الوالي رسالة خاطب فيها الأشقاء في التحالف العربي والمجتمع الدولي، أكد فيها أن الجنوب غاضب ولن يرضخ.

وكشف الوالي عن عراقيل الإخوان أمام عودة الحكومة إلى العاصمة، ومنها تفجير المطار أثناء وصول الحكومة في يناير، وكانت رغبة خبيثة للقضاء عليها والعبث بأمن عدن وخلق توترات حتى غادر جزء كبير من الحكومة مكرهاً غير راضٍ، كما أوقفوا المرتبات ورفعوا الأسعار وعبثوا بالعملة وضاربوا بها وأعدموا المشتقات النفطية.

وأضاف: "إن الحكومة نوت أن تستقبل المبعوث الأممي الجديد، ففجر الإخوان أحداث كريتر، في حرب شوارع إجرامية عبثية، وعقدت أول اجتماع لها بعد العودة الثانية يوم السبت ففجروا في أحد أنبل وزراء الحكومة وزير عدن الرجل الخدوم والودود سالم السقطري ومحافظ عدن رجل الدولة والحكمة والاتزان أحمد لملس".

وقال إن "الحكومة تواجدت في سيئون والمكلا وفي شبوة ولم يحدث شيء، أما في عدن فكل شيء مباح بلا حدود ولا رحمة". مؤكدا أن موافقة الانتقالي الجنوبي على المشاركة في الحكومة عن قناعة مراعين مصلحة الجميع، لتوحيد القوى المناهضة للانقلاب الحوثي ولبناء مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية التي تضمن الأمن والاستقرار في الجنوب والتصدي للحوثي في الشمال.

وتابع: "نحن دعاة حق نرغب في الحصول على حقنا لا على حساب إخوتنا في الشمال أو الإقليم أو المساس بمصالح العالم". مضيفا: "نحن في أشد حالات الغضب أيها الأشقاء، ونحن لن ندلس ولم نكذب عليكم منذ أول يوم قاتلنا وقاتلتم فيه معنا، وحررنا أرضنا بثمن باهظ، ولن نقبل أن نُحتل مرة، وقبلنا أن تحل قضيتنا فوق طاولة المفاوضات لتجنب سفك الدماء، فلماذا لا نُدعم؟ ألسنا شركاء وأنتم حلفاء؟".

بدوره، قال اللواء صالح السيد مدير أمن محافظة لحج، وقائد ألوية الدعم والإسناد: "ما حدث ويحدث استمرار لاستهداف الجنوب بالإرهاب لإدخاله في دوامة من العنف والفوضى ليسهل إعادة ااحتلاله؛ لأن الجهات الواقفة خلف هذه العملية هي ذاتها التي وقفت خلف العمليات السابقة وهي على صلة بأحزاب يمنية  متطرفة ترعى الإرهاب وتمول أنشطته". مشيرا إلى أن "معركتنا في الجنوب مع الإرهاب وأذرعه المختلفة مصيرية ولا سبيل أمام شعب الجنوب وقيادته السياسية إلا رص الصفوف وتوحيد الكلمة للتخلص من أدرانها والانتصار لإرادة الجنوب الذي قدم قوافل من الشهداء والجرحى لنيل حريته والعيش حياة كريمة كـسائر شعوب العالم". مؤكدا أن "محاولة الاغتيال هو استمرار للعمليات الإرهابية التي تستهدف الجنوب وقيادته بالإضافة إلى الانتقام من إفشال مؤامرة كريتر الأخيرة ودفع الحكومة للمغادرة لتعطيل تنفيذ اتفاق الرياض".

 

موقف الشرعية

أجرى الرئيس المؤقت عبدربه منصور هادي اتصالا هاتفيا بالمحافظ لملس في أعقاب الهجوم الإرهابي.

وقال بيان صحافي إن "هادي وقف على تداعيات الحادثة من قبل المحافظ، مهنئا الجميع على سلامتهم، ووجه في الوقت ذاته كافة الأجهزة الحكومية التنفيذية والأمنية والعسكرية باتخاذ الإجراءات اللازمة والكفيلة باستتباب الأمن والاستقرار".

ووجه هادي بإجراء تحقيقات ميدانية شاملة للوقوف على ملابسات العملية الإرهابية الغادرة ومتابعة عناصرها ومرتكبيها وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم الرادع بما اقترفوه بحق الشعب والوطن واستباحة الدماء وقتل الأبرياء وزعزعة أمن واستقرار عدن والمناطق الآمنة".

بدوره، استمع رئيس الوزراء بحكومة المناصفة معين عبدالملك الى تقرير أولي حول ملابسات العملية الإرهابية التي تم تنفيذها بسيارة مفخخة، وما نجم عنها من خسائر بشرية ومادية، موجها الجهات المختصة بإجراء تحقيق عاجل حول ملابسات هذه العملية الإرهابية الجبانة، وتعزيز اليقظة الأمنية لتفويت الفرصة على كل من يستهدف امن واستقرار عدن.

كما اطلع خلال اتصالين منفصلين بوزير الزراعة ومحافظ عدن على حالتهما الصحية.

فيما استغرب سياسيون من مغادرة معين عبدالملك في ذات اليوم الذي حدث فيه التفجير الإرهابي.

وغادر معين العاصمة عدن على رأس وفد حكومي إلى العاصمة القاهرة، بعد الحادث بساعات.

 

إدانات

وتوالت الإدانات الدولية المنددة بالجريمة الإرهابية في العاصمة عدن وسط مطالبات بأهمية تنفيذ اتفاق الرياض الذي حاولت الشرعية الانقضاض عليه باستهداف المحافظ لملس والوزير السقطري، وهو ما يضعها تحت مزيد من الضغوطات لدفعها نحو الالتزام بالحل السياسي والتخلي عن أي محاولاتها لتصعيد العمليات العسكرية في محافظات الجنوب.

وقال المبعوث الأممي الخاص هانس غروندبرغ: "أدين بشدة الهجوم على موكب محافظ ‎عدن ووزير الزراعة". مشيرا أن "هجمات كهذه تزيد من انعدام الثقة وتقوّض الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار والأمن والسلام".

وصدرت بيانات إدانة عن الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي، ومجلس التعاون الخليجي، والبرلمان العربي، ودول السعودية ومصر والأردن والكويت والبحرين وجيبوتي وفرسا وبريطانيا وأمريكا وغيرها من المواقف الدبلوماسية التي عبّرت عن إدانة كاملة لهذا الهجوم الإرهابي.

فيما اعربت مؤسسة (هيومن رايتس فونديشن) عن إدانتها المطلقة للتفجير الإرهابي، مؤكدة أن تلك الجرائم تشكل انتهاكًا صارخًا للحق في الحياة، محذرة من أن تصاعد هذه الأعمال الإرهابية يلحق أضرارًا فادحة بالمنظومة الكلية لحقوق الإنسان والحريات العامة.

وقد يُشكل توحد العالم ضد الإرهاب الذي تعيشه العاصمة عدن، باكورة تحركات من نوع آخر، تصب جميعها في خانة الدفع نحو تحقيق حالة من الاستقرار في المنطقة.

ويبدو أنّ هناك قناعة ترسّخت بشكل كامل، بأنّ استقرار المنطقة لن يتحقق إلا من خلال وضع حل للقضية الجنوبية، بما يراعي تطلعات شعبها الذي ينشد استعادة دولته وفك الارتباط.

وبعثت الإدانات الدولية رسائل عديدة مفادها أن المجتمع الدولي يدرك جيداً أن الشرعية الإخوانية هي من تسعى لإفشال اتفاق الرياض وأنها من تورطت في الحوادث الإرهابية العديدة التي طالت الجنوب خلال الفترة الماضية، وبرهنت أن هناك اهتماماً دوليًا باستقرار الأوضاع في محافظات الجنوب باعتبارها حائط صد رئيسي يمنع تهديد الأمن والسلم الدوليين.

وعبرت الإدانات التي حملت تأكيداً على ضرورة تنفيذ اتفاق الرياض بأن مناورات الشرعية أضحت مفضوحة وتحالفها مع مليشيا الحوثي الإرهابية الذي حاولت إخفاءه طيلة الفترة الماضية أصبح معروفاً أمام المجتمع الدولي.



شارك برأيك