آخر تحديث :الجمعة 29 مارس 2024 - الساعة:05:51:21
الذكرى ال27 لإستشهاد المناضل قائد  علي صلاح
(الامناء نت/خاص/تقرير)

تحل اليوم الذكرى ال27 لإستشهاد المناضل الوطني قائد محمد علي صلاح بعد إستهداف منزلة بصواريخ الكاتيوشا عند حوالي الساعة السابعة من مساء يوم 8 من يونيو العام 1994م .

وكتب نجل الشهيد الزميل والناشط صلاح قائد مساء اليوم رواية إستشهاد والدة المناضل قائد علي صلاح وبعض أفراد اسرته، وشغل المناضل قائد صلاح منصب سكرتير اول اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في محافظة أبين وشبوة، وعقب توقيع الوحدة اليمنية العام 1990 أصدر مجلس الرئاسة قراراً جمهوريا بتشكيل مجلس إستشاري ضم العشرات من الشخصيات السياسية من الجنوب والشمال وكان الشهيد قائد صلاح وحداً منهم .


وقال صلاح : في مثل هذا اليوم الثامن من يونيو الساعة السابعة مساءً من حرب صيف عام 94م أستهدف منزلنا بشكل مباشر والحي الذي نسكنه لقصف بصواريخ الكاتيوشا أدى ذلك الاستهداف لإستشهاد والدي مع نجله الاوسط سند قائد صلاح وصهره نعمان سعيد أحمد وعبدالله المنصوري أحد اقربائه وجرح واصابة الكثير  .

 

وقال صلاح : نشرت قبل أيام في صفحتي لأول مره مقتطفات من نص استقالته من عضوية اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني  التي قدمها في سبتمبر من عام 1989م وكررها في نفس الشهر العام 1990م أي بعد قيام الوحدة باربعة أشهر .


وأضاف الناشط والكاتب صلاح قائد : كانت كتابات إبن أبين النبيل الكاتب صالح الحنشي عن الوالد الشهيد قد اعطتني دافعاً اضافياً لنشرها بعد نصوص الاستقالة لتلك (المرحله الزمنيه والتجربه) واسقاطها على واقعنا وما نعيشه اليوم ودفعتني وشجعتني ردود الفعل التي تلقيتها تجاه ما تم نشره بصفحة الأستاذ صالح الحنشي وآخرين او عبر صفحتي وماوصلني من رسائل الواتس دفعة إضافية .

وتابع : كل ذلك دفعني وشجعني لتوجية طلباً ودعوة من تبقى من رفاق قايد صلاح  وكل من تعامل معه من بسطاء الناس او من تقلدوا مناصب سياسية او مدنية او عسكرية سواء اتفقوا معه ام كانوا معه على خلاف كلٍ باسمه وصفته ادعوهم لكلمة شجاعة وحق وصدق وشرف ووفاء لله ثم للتاريخ في رجل تمثل تلك الصفات والقيم والمعاني مواقفاً تجاه رفاقه وقضيته الوطنية ودفع حياته ثمناً لمواقفه ومبادئه التي آمن بها وهو الان بين يدي ربه .

وأضاف صلاح قائد : وذلك بغية جمع تلك المواقف والشهادات وتوثيقها وتدوينها له في كتاب او كتيب صغير يتضمن سيرته كأقل واجب نقدمه له رحمة الله عليه، وهي دعوة لذلك الرعيل للمكاشفه وابراء الذمه واستعادة الذاكره الوطنية لهذا الشعب المليئه بتجارب ومأسي، عبر  نصف قرن من الحروب والأحداث تجعلنا أكثر شعوب الأرض حصانه من تكرارها، لولا تغييب ومصادرة وعي الشعب وذاكرته الوطنية، التي بسببها وصل الشعب  والوطن لمرحلة الحروب المستدامة بديلاً عن التنمية المستدامة التي تعيشها باقي الشعوب . 

 

مؤكداً : لابد من المصارحه وتحمل المسؤولية والأعتراف بالاخطاء والاعتذار عنها حتى نتحمل نحن ابناء هذا الجيل وابنائنا المسؤولية، ونتجنب تكرار تلك الاخطاء ،ولابد من عدالة إنتقالية ومصالحة وطنية حقيقية تؤسس لمستقبل عادل ومستقر ومزدهر، فلا وطن مزدهر ولا مستقبل آمن ومستقر  يؤسس على أرضية من المظالم المتراكمة ويبنى على قواعد من الاخطاء الكارثيه المتغافل عنها وليس في الوقت بقية لأي الحسابات، رأفةً ورحمةً بأولادهم وأحفادهم  والله من وراء القصد .

وكان الناشط والكاتب صلاح قائد صلاح نجل الشهيد قائد علي صلاح نشر قبل أيام بعض من مقتطفات استقالة والدة الشهيد قائد من اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني والتي تكونت من قرابة عشر صفات .

 

وقال صلاح قائد هذه مقتطفات من نص استقالة الوالد يرحمه الله من اللجنة المركزية للحزب الأشتراكي اليمني الشهيد / قائد محمد علي صلاح :

الأخوة اعضاء اللجنة المركزية :

إن تجربة القيادة في بلادنا مريره فهي وراء كل مآسي الماضي فلقد عودتنا على حسم خلافاتها عبر استخدام العنف ضد بعضها وكان الاتجاه الذي لديه الاسناد القوي من مؤسسات الحزب هو الذي ينتصر ولايهمه نتائج هذا الأنتصار ما اذا كان مضر او مدمر للحزب وانصاره وجماهيره ولكن هذه المره  تحولت القاعده نظراً لحصول خلل في موازين القوى،غير انه تم الوصول الى الهدف ذاته (تدمير الحزب) من خلال اضعاف دوره ودور هيئاته القياديه وعدم احترام قرارات (ل م) اللجنة المركزية والمؤتمرات العامة .
...

وتابع الشهيد قائد في نص استقالته قائلاً : ومستقبله(الحزب) محفوف بالمخاطر والسبب وضع القيادة التي لم تستطع التمثل للمهمات المنتصبه أمامها في المرحلة الراهنه، وكلنا يدرك ان القيادة مهمه في حياة اي حزب فلا حزب بدون قياده حكيمه، لقد غالطنا انفسنا كثيراً في رفع شعار وحدة الحزب ووحدة القيادة والغرض منه عدم تحريك الأوضاع وتصحيحها وكانت القيادة تفهم هذا الوضع تماماً وتأكد لها اكثر ان اللجنة المركزية لاتستطيع عمل شيء وإنها مجنده للحفاظ على مصالح (م س) وهذه الحقيقة بعينها لقد توزعت اللجنه المركزية بين اعضاء المكتب السياسي وتنازلت عن حقوقها وصلاحياتها وتناست مهامها الحزبيه والنضاليه ازاء الحزب والجماهير 
الأخوه اعضاء اللجنة المركزية  اشعر انني تمثلت لواجباتي الحزبية والوطنيه، اكان فيما يتعلق بمشاركتي الفعالة في إجتماعات اللجنة المركزية، والتي حرصت من خلالها على طرح الملاحظات المسؤوله، بصدد مجمل الأوضاع الحزبية والجماهيرية والوطنية ونقد مجمل مظاهر الخلل والفساد،وكذلك الحال في مسلكي المسؤول في قيادة العمل الحزبي والسياسي في محافظتي شبوه وأبين منذ عقب الاحداث، حيث كان رأيي واضحاً بصدد معالجة آثار أحداث 13 يناير وتعرضت للأتهام بسبب ارآءي تلك، والتي لو أُحُترمت يومها لما خسرنا عدد كبير من اعضاء وانصار الحزب، ومع ذلك عملت على تهدأة الأمور في هذه المحافظات وتوفير الثقه في نفوس المواطنيين الذين تعرضوا للمضايقات الخاطئة، وعندما شعرت بخطورة الوضع في الحزب قدمت استقالتي من مسؤولية  العمل الحزبي في محافظة أبين  بتاريخ 17/9/1989 قبيل إنعقاد دورة اللجنة المركزية السادسة عشر .


واردف الشهيد قائد في نص استقالته بقولة : أشرت الى الأسباب وعند استعراض ال(م س) للأستقالة كُلف الأمين العام المساعد للجلوس معي وتم ذلك قبل أنعقاد الدورة بيوم، وقد أبدى الأخ الأمين العام المساعد تعاطفه مع موقفي وملاحظاتي، غير انه طلب مني عدم اثارة موضوع الاستقالة في اجتماع اللجنة المركزية لظروف  سياسية يعيشها الحزب، وكنا قد اتفقنا انا وأياه على اجراء حوار في قيادة الحزب بين اعضاء (م س) و (ل م)حول مجمل الأوضاع السلبيه والخلافية والركود، واسبابه الذي يعيشه الحزب وهيئاته وللأسف لم يتم شيء، ولقد كررت ملاحظاتي تلك في دورة اللجنة المركزية السابعة عشر وكنتم مباركين لملاحظاتي وللأسف لم تجد التجاوب من القيادة وفي دورة اللجنة المركزية الثامنة عشر .


وتابع الشهيد :طرحت عدة بدائل لمعالجة قضايا الخلاف في القيادة وأيدها عدد كبير من اعضاء (ل م )وهي ايضاً لم تجد آذان ساغية لدى (م س) .

وقال : الأخوه اعضاء اللجنة المركزية هذه هي مذكرة استقالتي التي كنت قد عديتها لتقديمها في الدورة العشرين وكنت قد اشعرت بعض الأخوه من انه لابد ازاء وضع الحزب الصعب فأن اي حزبي وطني منا لابد أن يحترم نفسه ولايشرفه البقاء  في هذه الهيئة التي سلب منها كل شيء وبمباركتها هي،وعليه اتقدم بطلب قبول استقالتي من عضوية اللجنة المركزية، وسأضل مناضلاً في صفوف الحزب من أجل إنقاذ الحزب من هذا الوضع الصعب وفياً لمبادئي،  الحزب والثور ولقضية الوطن وشكراً .
قائد محمد علي صلاح
سبتمبر 1990

....

وعلق الكاتب الصحفي والسياسي صالح الحنشي اليوم على الذكرى ال27 لإستشهاد المناضل قائد علي صلاح 
قائلا : رحمة الله على الشهيد قائد صلاح واسكنه الجنة ،صفحات الإستقاله كانت برنامج عمل ونصائح لو اُستمع لها لكان قد تفادى الجنوب الكثير  مما نحن فيه اليوم .

وأضاف : عايشنا مرحلة قيادته في ابين ولعب دوراً لاينسى في تلك المرحلة، في تخفيف حالة الأحتقان والضغائن ،وكنا نظن ان ماكان يقوم به بانه كان توجه قيادة الحزب ،لكن ماعرفته من خلال الأستقاله ان كل ماقام به كان جهد ذاتي وكان مبادرة ذاتيه، ولاعلاقة لقيادة الحزب بها، بل وجهت له التهم بسبب ماكان يقوم به ،رحم الله الشهيد قايد علي صلاح واسكنه الجنة .


وتناول الحنشي خلال الأيام الماضية عدة حلقات حول مسيرة المناضل الشهيد قائد صلاح ومواقفه وكذلك مقتطفات من نص استقالته في عدة حلقات نشرها على صفحته باعتبارة واحدا ممن عايشوا تلك المرحلة ابان تولي الشهيد قائد صلاح قيادة الحزب في محافظة أبين .


وكتب الحنشي في أحدى مذكراته تلك عن الشهيد تحت عنوان :


"مواقف على طريق احياء ذكرى استشهاد قائد محمد علي صلاح "


عُين الشهيد قايد علي صلاح سكرتيرًا لمنظمة الحزب في ابين بعد احداث يناير 86 الدامية في ظروف غاية في التعقيد ،بعد ماخلفته تلك الأحداث من انقسام مجتمعي في الجنوب .

فصراع يناير 86 جاء مختلف عن كل الصراعات التي سبقته فلم يكن مجرد صراع بين طرفي سلطة في أعلى هرم السلطة، وإنما تم انزال الصراع الى المجتمع قبل إندلاع الأحداث المسلحة،ولم يأتي يوم إنفجار الوضع الا وهناك انقسام في المجتمع .


مؤكدًا : ورغم مشقة مهمة الشهيد قايد صلاح الا انه نجح في كسب ود الناس في ابين رغم انه جاء ممثلاً عن سلطة الطرف الخصم لابين في حينها، كانت أخلاق الرجل وسجاياه العظيمة مكنته من انتزاع محبة الناس في ابين، ومازال الناس الى اليوم هناك يحتفظون له بمواقف رائعه، ولازالو يتذكروها  له الى اليوم.


وتابع : ساتحدث هنا عن مواقف للشهيد قايد صلاح مع ابناء منطقتنا، كانت منطقة تعاني من شحة المياه ربما بشكل لاتعانية اي منطقه أخرى في الجنوب، في تلك الفترة تم حفر بئر ارتواز في المنطقة لمياه الشرب. 

وكان البعض لايريد الخير للمنطقة وبعد وجود الماء. كان بعض السكان احتفظوا بالماء الذي ضخ للتجريب. وحفظوه، بعد مايقرب من شهرين ،عرف الناس ان المضخه والغاطس  المصروفين للبئر تم نقلها الى حقل ابار في منطقة أخرى  وبعد متابعة تلك الجهات، وجدو ان النقل تم وفق تقرير رفع ان ماء البئر غير صالح للشرب .

واضاف : كان المكلف بمتابعة هذا المشروع، أصر على نقل عينه من ماء البئر  وايصاله لصلاح، وكان يتحدث بثقه انه اذا ماوصل للشهيد قايد صلاح، فإنه لن يقبل بهذا الظلم، فزاره الى مكتبة في العاصمه زنجبار، وطرح عليه هذه القضية، فكان رد صلاح إن المعلومات تقول ان البئر غير صالحة للشرب، فجاء له بالماء، وقدمه اليه،
وقال له تذوق أنت الماء، وبعد ذلك نحن قابلين بما ستحكمة، وبعد تأكده من عدم صحة التقرير المرفوع وجة بإعادة المضخة والغاطس، للبئر في منطقتنا،وتم تركيبها،كما وجه بمحاسبة من قاموا بالتزوير ونقل المعدات الى منطقة أخرى .

ونشر الكتاب الصحفي صالح الحنشي فيديو لإحدى العجائز من أبين قائلا : في الفيديو هذه المراة أيضاً تتذكر موقف طيب للشهيد قايد صلاح، وخصته من بين كل من تداولوا على قيادة ابين،ومثلها كثيرون في مختلف مديريات ومناطق ابين يحتفظون الى اليوم بمواقف مماثله للشهيد قايد علي صلاح.


وكتب المهندس والمحلل السياسي علي نعمان المصفري عن الذكرى ال 27 لرحيل الشهيد قائد صلاح قال فيها :

قايد محمد علي صلاح الأيقونة الوطنية التي لاتتكرر ألا بشخصه .

في ذكرى أستشهادك ال٢٧ الأسطورة الوطنية العظيمة قايد محمد علي صلاح الصبيحي.

رجل أعطى جل ما أختزنه عقله وضميره الحي للوطن الجنوب بدهاء عقله وحدسه بقى قايد صلاح في مقدمة الصفوف منذ بداية حياته مناضلا ومفكرا وفي كل مراحل تطورات أوضاع الجنوب ظل في الصفوة وسطيا معتدلا يفقه معاني النضال والتضحية والبناء الوطني بعيدا عن الأنتهازية والتلون واضحا بشفافية مسار جهده.

كل موقع أحتله قايد صلاح كتب فيه ملحمة وطنية عظيمة وتواصل في كل المستويات القيادية والحزبية في لحج وشبوة وأبين وكان نورا على نور وقبة الميزان السياسي الوطني الشامل حين الجراحات تنزف كان هرما يعتلي كل المآسي بصوت العملاق لجمع الشمل بهدوءه المعروف وكاريزماتيته القوية.

خرج لقول الحقيقة مبكرا في ظل التعتيم ودفع ضريبة ذلك حياته،لازالت لحج وشبوة وأبين تتذكرك ياقايد ونادمة نزيفه لرحيلك المبكر.

هذة الأيقونات هبة الرحمن لاتتكرر،مني لك الى روحك السلام والحب والتقدير، زميلك ونسبك علي نعمان المصفري .

 

فيما كتب الصحفي مدين مقباس معلقاً على الذكرى 27 لاستشهاد المناضل قائد صلاح قائلا :

لا زلنا نتذكر الشهيد قائد علي صلاح وجهوده الوطنية والإنسانية في معالجة ٱثار أحداث 13يناير، وبالذات عندما عمل في محافظة أبين بكل فخر واعتزاز لما تركته في نفوسنا من أثر طيب واحترام وتقدير له، التي زرعت فينا الأمل للتغلب على ٱثار تلك المأساة، ذلك الأثر الطيب لا يمكن أن تمحوه السنين من الذاكرة، إذ يترسخ فيها بقوة لا سيما ونحن نعيش زمن تتكرر فيه المأساة ولو في شكل مختلف وضرب النسيج الاجتماعي الجنوبي ببعضه البعض، ونترحم على الشهيد ومواقفه الإنسانية للحفاظ على الوحدة الجنوبية وتأخذنا تمنياتنا أن نجد أمثاله اليوم بذلك الوفاء والصدق الذي نحتاج لهم في هذا الزمن لمداواة جراحنا،الله يرحمه ويسكنه فسيح جناته .



شارك برأيك