آخر تحديث :الاربعاء 24 ابريل 2024 - الساعة:14:35:58
"سمير اليعقوبي" .. من طيار حربي جنوبي ماهر إلى سائق تاكسي.. وللقصة حكاية
(الأمناء نت / حوار / وئام نبيل علي صالح:)

بعد أن كان طياراً عسكرياً يشار إليه بالبنان، يحلق بمحبوبته بالهواء الطلق ، يمارس مهنته باقتدار، ينقض بها نحو أهداف العدو مخترقاً دفاعاته موقعاً إصابات دقيقة ومشتتاً بأفراده هكذا عرفناه .

إنه الطيار الجنوبي الحربي "سمير اليعقوبي" الطيار الحربي على المقاتلة ميج (21) صاحب المهارات الطيرانية الفريدة الذي اكتوى بنار التمهيش والإقصاء من قبل نظام الاحتلال اليمني الذي عاث بالجنوب وأهله ،ممارساً صنوف القهر والإذلال ،ناهباً للأرض والثروة، وإلى تفاصيل قصة الطيار الجنوبي المتخذ من تاكسي الأجرة سبيلاً لإطعام أسرته وبالرزق الحلال.

يقول العقيد الركن طيار سمير اليعقوبي بأنه تدرب وتأهل في عهد دولة الجنوب، وتلقى دراسته في أثيوبيا الديمقراطية لمدة أربع سنوات ذلك في عهد الرئيس الأثيوبي منجستو هيلا ماريام .

 

حوار / وئام نبيل علي صالح:

وتابع رواية قصته بالقول: "طرنا على كلٍ من الطائرات s.f250 إيطالية الصنع تدريبية ،ومن ثم الطائرات التشيكية l39 تدريبية مقاتلة وبعد ذلك تم تدريبنا على الطائرة ميج (21) اعتراضية مقاتلة وتخرجنا أيام الزمن الجميل في دولة الجنوب وكان في تلك الفترة اهتمام كبير بسلاح الجو الجنوبي من تدريب وتأهيل وطيران ليلي ونهاري بذلك وصل الطيار الجنوبي إلى كفاءة عالية يقتدى به حد وصل الأمر إلى أن نساوي الطيارين السوريين والعراقيين".

وأفاد الطيار سمير اليعقوبي أنه في عام 1989م تمَ تحويله ليكون طياراً للنقل العسكري إنتينوف 26 وبهكذا عمل بجهد كبير على التدريب والانضباط العسكري يضرب به المثل .

 

الوحدة المشؤومة بدايات لتهميش الكادر الجنوبي

وعن عام 1990م يتحدث الطيار الجنوبي اليعقوبي واصفاً إياها بالوحدة المشؤومة كبداية لتهميش الكوادر والخبرات الجنوبية في القوات الجوية وربط كل شيء عبر صنعاء .

 

لا مؤهل للطيار الشمالي والفرق شاسع بيننا وبينهم

عند ذهابي إلى صنعاء رأيت الفرق الشاسع بين القدرات الجنوبية للطيارين والمهندسين وبين ما هو موجود في قاعدة الديلمي بصنعاء من سوء التأهيل للطيارين والمهندسين الشماليين وبذلك كنا نعمل بجد ومثابرة لتأهيلهم حتى أتت الحرب الغادرة على الجنوب في عام 1994م هكذا تحدث العقيد طيار جنوبي سمير اليعقوبي .

مستطرداً مشاركته بالحرب مع رفاقه الطيارين والمهندسين لحماية أرض الجنوب من همجية الاحتلال اليمني تتار العصر.

وقال الطيار سمير بأنه كان من ضمن التشكيلات التي تمركزت في حضرموت قاعدة الريان في تلك الفترة إبان الحرب القذرة معرفاً بأن قائدهم حينها اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي حالياً .

مشيراً بأن صقور الجو الجنوبي سطروا أروع الملاحم البطولية في الدفاع عن سماء وأرض الجنوب الحر وفي 7/7 / 1994م تمكنت القوات الغاشمة والهمجية من قوات الاحتلال اليمني وساعدهم خونة الجنوب المرتزقة الذين باعوا أنفسهم ووطنهم بثمن بخس .

 

شردنا إلى سلطنة عمان

وعن ما بعد احتلال الجنوب أكد الطيار الجنوبي اليعقوبي بأنه نزح مع مجموعة من الطيارين والمهندسين الجنوبيين إلى سلطنة عمان وكذلك معهم قيادات عسكرية ووزراء ثم إنهم نزحوا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة ثم إلى سوريا وتمَ الاستقرار فيها إذ تمَ استضافتهم بحب واحترام ولم يشعروا أنهم غرباء حتى عام 2004م .

 

العودة إلى الوطن

عدنا إلى الوطن وعلى أساس عفواً عاماً وتتضمن أعادتنا إلى أعمالنا وكان ذلك عبر الأمم المتحدة ، ولكن كعادتهم ، السلطات في الشمال تنقض كل اتفاق أو عهد إذ أن عودتنا إلى صنعاء على أمل أن نعود للطيران ولكن للأسف الشديد عاملونا بتعالي وغرور وكبرياء ولم يحترموا رواتبنا أو مهمتنا كطيارين وظلينا في دائرة التهميش وحتى اللحظة وبعد حرب عام 2015م ، إذ كنا نأمل التغير للوضع ولكن مازالت معاناتنا مستمرة وللأسف ممن هم جنوبيين وهم بالحقيقة أذناب سلطات صنعاء.

 

من طيار ماهر إلى سائق تاكسي

بعد احتلال الجنوب في 7/7 /1994م مورست علينا أبشع صور الذل من إقصاء وتهميش من قبل الاحتلال اليمني فلم يحترموا طياراً أو مهندساً أو كادراً جنوبياً مؤهلاً ،ذو خبرات وكفاءات عالية لهكذا عزة النفس والكرامة الجنوبية لن تسمح لنا بأن نتسول منهم حقنا المشروع الذي كفله النظام والقانون من رواتب وعلاوات وبدل خطورة التي كنا نستلمها في عهد دولتنا الجنوبية ، وليس وحدي فقط من يعمل كسائق تاكسي من الطيارين ونسور الجو أتخذون من قيادة التاكسي لتوفير لقمة العيش لأسرهم .

واختتم حواره مع النقابي الجنوبي بالتمني لعودة الدولة الجنوبية الحرة والعودة إلى أعمالهم داخل غمرات الطائرات والتحليق في سماء دولة الجنوب.







شارك برأيك