آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:16:25:33
احتجاجات وقطع طرقات وإطلاق للرصاص الحي لتفريق المتظاهرين وسقوط قتلى وجرحى..
حضرموت بين تردي الخدمات وقمع التظاهرات "تقرير خاص"
(الأمناء نت / خاص :)

انتشار كثيف لقوات أمنية وعسكرية في شوارع المكلا

البحسني يعلن حالة الطوارئ ويوقف مدير الأمن

الانتقالي يحمّل السلطة المحلية ما يحصل في المكلا

الجعدي: قمع المحتجين جريمة مدانة ومرفوضة

باحث حضرمي: البحسني كسب رضا هادي مقابل خسارة حضرموت

 

الأمناء /تقرير خاص :

شهدت مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، صباح أمس الأربعاء، انتشارا كثيفا لقوات الأمن والجيش عقب توجيهات صادرة من قيادة السلطة المحلية بمنع أية تظاهرات احتجاجية داخل المدينة.

وأطلق نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات للخروج في تظاهرة حاشدة للتنديد بحادثة قتل شاب من أبناء مدينة ميفع عقب احتجاجات سلمية شهدتها المدينة يوم الثلاثاء رفضا للأوضاع المتدهورة والمطالبة بخدمة الكهرباء المنقطعة عن منازلهم منذ نحو عام.

وبحسب مصادر محلية نشرت السلطات العسكرية بحضرموت صباح الأربعاء العشرات من الأطقم وأفراد الجيش على شوارع مدينة المكلا وأحيائها الداخلية تمهيدا لمنع أي تظاهرات شعبية تطالب بإلقاء القبض على قتلة شهيد الانتفاضة الحقوقية عوض أحمد باخميس الذي استشهد الثلاثاء بمنطقة ميفع برصاص الأمن.

 

الشرارة الأولى

وكانت قوة عسكرية تابعة لمحافظ محافظة حضرموت اللواء فرج البحسني قد قامت بقمع تظاهرة سلمية مطالبة بالخدمات في منطقة ميفع حجر بالمكلا أمس الأول.

وأعلنت مصادر صحية في مدينة المكلا وفاة أحد جرحى التظاهرة السلمية التي جرى قمعها من قبل قوة عسكرية تابعة لموكب محافظ محافظة حضرموت صباح الثلاثاء في منطقة ميفع حجر.

وأفادت المصادر أن الجريح عوض أحمد سالم باخميس توفي متأثرا برصاصة أطلقت في منطقة الرأس أثناء قمع قوة عسكرية لاحتجاجات سلمية تطالب بخدمة الكهرباء وتحسين الأوضاع المعيشية في منطقة ميفع ، لافتا إلى أن هناك 8 جرحى آخرين حالة بعضهم خطيرة.

وخرجت تظاهرة احتجاجية هي الثالثة خلال أيام للتنديد بتردي الأوضاع المعيشية والخدمية والمطالبة باستكمال مشروع كهرباء ميفع الذي تعثر رغم رصد السلطة المحلية لميزانية المشروع.

وقطع المحتجون الطريق الرئيسي في ميفع بالإطارات المشتعلة والأشجار والبراميل وهتفوا بشعارات منددة بنهج السلطة المحلية تخاذلها في خدمة أبناء المنطقة وتحسين أوضاعهم المعيشية.

وبحسب مصادر فإن قوة عسكرية قامت بالنزول إلى الطريق العام ومحاولة فتحه عبر إطلاق الأعيرة النارية الحية صوب المتظاهرين، لافتا إلى أن عددا من الجرحى سقطوا جراء إطلاق النار غير المبرر من قبل القوة الأمنية.

وأكدت المصادر أن الطريق الدولي الواصل إلى مدينة المكلا عبر منطقة ميفع لا يزال مقطوعا، وسط اعتزام الأهالي تصعيد احتجاجاتهم خلال الساعات القادمة تنديدا بحادثة القتل التي طالت أحد المحتجين صباح أمس الأول.

 

قمع المتظاهرين يشعل فتيل الغضب

وأثارت عملية قمع المتظاهرين غضب العديد من النشطاء والسياسيين، حيث أكدوا رفضهم للآلة القمعية التي يستخدمها محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني ضد متظاهرين سلميين يطالبون بحقوقهم..

وعلق السياسي الجنوبي سعيد بكران على قمع المتظاهرين المطالبين بالخدمات في منطقة ميفع حجر من قبل قوات الأمن بحضرموت، صباح الثلاثاء، مشيراً إلى أن تصرفات المحافظ البحسني تصب الزيت على النار.

وقال بكران، في منشور له على الفيسبوك: "فرج سالمين البحسني كسب رضا هادي وأولاده مقابل خسارة الناس في حضرموت".

وأشار بكران أن "استخدام الرصاص الحي في مواجهة متظاهرين عزل من السلاح جريمة خطيرة تهدد السلم العام".

وأكد رئيس مركز دار المعارف للبحوث أن الاحتقان في حضرموت يتزايد يوماً بعد آخر، مؤكدا أن كل تصرفات المحافظ تصب الزيت على نار الغضب الشعبي.

وأضاف :"إن حضرموت بحاجة للحكمة وليس الصلف والتجبر والاستفزاز".

 

الانتقالي يستنكر استخدام القوة ضد المتظاهرين

ومن جهته عبر الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت رفضه المطلق لاستخدام القوة والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين، وأكد ضرورة احترام حق الناس في التعبير السلمي عن معاناتهم

وحمل الانتقالي الجنوبي في بيانه السلطة المحلية عما آلت إليه الأوضاع المعيشية للمواطنين ،ومن تردي في مستوى الخدمات ، وهو ما يدفع بالمواطنين للنزول لقطع الطرقات وارتكاب المخالفات، وعدم الالتزام بسلمية المظاهرات.

ودعا الانتقالي الجنوبي السلطة المحلية إلى المسارعة في إجراء تحقيق شفاف ونزيه في أحداث أمس الأول المأسوية ، وإعلان نتيجته في أقرب وقت ممكن ، ومحاسبة المسؤولين عنه، وتحمل مسؤوليتها تجاه أسرة الشهيد والتكفل بعلاج الجرحى.

ودعا أبناء حضرموت إلى الخروج في تظاهرات ضد السلطة المحلية بالمحافظة،  والتنديد بجرائم محافظ حضرموت بحق أبناء ميفع، مؤكدين أن مجزرة ميفع ستشعل نار الاحتجاجات في المكلا وستعم باقي مدن ومديريات حضرموت.

 

البحسني يعلن حالة الطوارئ ويوقف مدير الأمن

أعلن محافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني، الأربعاء، حالة الطوارئ في المحافظة، وكذلك تشكيل لجنة للتحقيق في الأحداث التي شهدتها مدينة ميفع، والتي اندلعت إثر مقتل متظاهر وإصابة آخرين.

كما أمر المحافظ البحسني بوقف مدير أمن المحافظة ومدير أمن مديرية المكلا على خلفية الاحتجاجات.

وأوردت مواقع محلية على لسان مصادر أمنية، نفيها أن يكون عناصر بحراسة المحافظ البحسني قد وجهوا نيرانهم صوب المتظاهرين في مدينة ميفع بمديرية بروم ميفع، كما تردد.

 

وزير الداخلية يوجه بتشكيل لجنة تحقيق

من جانبه أصدر وزير الداخلية اليمني، أمس الأربعاء، أمرا إداريا، قضى بتشكيل لجنة تحقيق في حادثة قمع تظاهرة احتجاجية شهدتها مدينة ميفع بحضرموت أمس الأول الثلاثاء.

وقضى الأمر الإداري على تشكيل لجنة تحقيق برئاسة وكيل وزارة الداخلية لقطاع الأمن والشرطة، وعضوية كل من مدير عام البحث الجنائي، ومدير عام الرقابة والتفتيش، ومدير عام الأدلة الجنائية.

وتضمن الأمر الإداري أن تتولى اللجنة مهام التحقيق في أحداث الثلاثاء بمدينة ميفع بحضرموت، ورفع تقرير متكامل بصورة عاجلة.

 

الجعدي: قمع المحتجين بحضرموت جريمة مدانة

وعلق  نائب الأمين العام بالمجلس الانتقالي الجنوبي "فضل الجعدي" على الأحداث التي شهدتها محافظة حضرموت مؤكدا أن قمع المتظاهرين الذين خرجوا بسبب تردي الخدمات المعيشية في محافظة حضرموت جريمة مدانة ومرفوضة.

وكتب الجعدي في تغريدة له على موقع "تويتر": "قمع المتظاهرين الذين خرجوا سلميا للمطالبة بتوفير الخدمات في حضرموت جريمة مدانة ومرفوضة".

وأشار قائلا: "على الذين أقدموا على ذلك أن يفهموا جيدا أن دماء الناس ليست مستباحة لأحد وأن تلك التصرفات ما هي إلا اجترار مقيت لممارسات عصابات نظام يوليو الأسود البائد".

 

 







شارك برأيك