آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:00:43:00
الانتقالي يرسخ تحالفه مع محور الاعتدال العربي ..
دلالات لقاء الرئيس الزُبيدي بسفير مصر وانعكاساتها على قضية الجنوب "تقرير خاص"
("الأمناء" قسم التقارير:)

رسّخ اللقاء الذي عقده الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، مع السفير المصري لدى اليمن أحمد فاروق التقارب والتعاون المشترك مع دول محور الاعتدال العربي (مصر والإمارات والسعودية والبحرين) في مواجهة إرهاب مليشيا الشرعية الإخوانية الذي يأتي بدعم مباشر من محور الشر القطري التركي.

تبنى الانتقالي سياسات واضحة مع حلفائه من الأشقاء العرب، ومنذ أن تأسس في عام 2017، أصبح جزءًا مهمًا لدعم جهود التحالف العربي في الجنوب، وعبرت جميع مواقفه السابقة عن رغبته في إيجاد ظهير داعم للأمن القومي العربي من ناحية باب المندب وخليج عدن، وهو الدور الذي لن يتخلى عنه الجنوب في ظل المصالح الإستراتيجية والعلاقات التاريخية مع الدول العربية الشقيقة.

وتكمن أهمية لقاء الرئيس الزُبيدي بالسفير المصري في أنه يبرهن على أن هناك رغبة عربية، تحديدًا من قبل محور الاعتدال العربي، في محاصرة إرهاب الشرعية، وعدم السماح بتمدده بما يؤدي لإفشال اتفاق الرياض، والتعاون والتنسيق الدبلوماسي والسياسي والأمني مع الجنوب بما يضمن عدم إحداث أي تغيرات على مستوى موازين القوى السياسية والعسكرية الحالية.

كما أن اللقاء يبرهن على أن هناك ثقة عربية في قدرات الانتقالي على مستويات مختلفة بما يجعله مؤهلًا للعب دور فعال في التصدي للمليشيا الإرهابية بعد أن حقق المجلس جملة من النجاحات السياسية والعسكرية التي مكنته من صد عدوان العناصر الحوثية في جبهة الضالع ووقف مليشيات الشرعية عند حدود محافظة أبين وتحصين العاصمة عدن.

ويتمثل أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الانتقالي ومحور الاعتدال العربي في مجابهة محور الشر القطري التركي والذي يقدم الدعم بشكل مباشر لمليشيا الشرعية، ويبدو أن هناك استشعارا عربيا لخطورة ممارسات الشرعية الأخيرة تحديدًا بعد أن أعلنت مضيها قدمًا نحو إنشاء ميناء جديد على ساحل بحر العرب في محافظة شبوة واستغلاله لتهريب الأموال والسلاح والمخدرات من الخارج ما يعني أن هناك اختراقًا متوقعًا للجنوب من قبل قوى إقليمية معادية.

كما أن للتنسيق أبعاده الإيجابية الأخرى إذ يؤكد على أن هناك تعاونا عربيا مع الانتقالي في وجه ممارسات تركيا التي تسعى لإقامة قاعدة عسكرية لها في جزيرة سقطرى بالقرب من قواعدها الأخرى على سواحل الصومال، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي العربي، وبالتالي فإن هناك إصرارا جنوبيا وعربيا على عدم إتاحة الفرصة لتركيا من أجل وضع موطئ قدم لها في تلك المنطقة.

ويحتاج تفكيك التحالف الإيراني التركي القطري إلى مزيد من الجهود والتنسيق بين دول الاعتدال العربي وبين الانتقالي الجنوبي في ظل مواجهة الجنوب عداءات من المليشيا الحوثية وكذا مليشيا الشرعية إلى جانب التنظيمات الإرهابية التي تسعى للاستفادة من الوضعية الحالية، إضافة إلى ضرورة تكثيف الضغط العربي في اتجاه تنفيذ بنود اتفاق الرياض وهو أمر ظهر واضحًا خلال الاتفاق السعودي المصري على دعم الاتفاق.

والخميس المنصرم التقى رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس الزُبيدي بسفير جمهورية مصر العربية السيد أحمد فاروق، والمسؤول في الملف السياسي اليمني السيد محمد العريان.

وخلال اللقاء أكد الزُبيدي لسفير مصر على وحدة المصير المشترك مع مصر في إطار المشروع العربي الهادف الى حماية أمن المنطقة بجانب المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، مشيرًا إلى أن الأهداف والمصالح والتهديدات المشتركة، المتمثلة في حماية باب المندب وخليج عدن وخطوط الملاحة البحرية، ومحاربة قوى الإرهاب والتطرف والأفكار الدخيلة والتدخلات السافرة التي تتعرض لها المنطقة.

فيما ثمن السفير المصري دور المجلس الانتقالي الجنوبي بجانب التحالف العربي في مختلف الملفات ذات الصلة.

 

دلالات لقاء الرئيس الزُبيدي بسفير مصر

بدوره، كشف المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر عن دلالات لقاء الرئيس عيدروس الزبيدي بالسفير المصري ومدى أهمية هذا اللقاء على القضية الجنوبية والثقة الكبيرة التي حظي بها الانتقالي اقليمياً.

ووصف الزعتر، في تغريدات عبر (تويتر) اللقاء بانه: "خطوة لها الكثير من الدلالات التي تؤكد دخول مصر على خط الإيمان بأهمية القضية الجنوبية، ولما تمتلكه القاهرة من ثقل سياسي فإن ذلك يخدم استمرارية ميزان القوى لصالح الجنوبيين".

وأكد أن: "الانتقالي الجنوبي نجح في إرساء قواعد الثقة مع الأطراف الإقليمية وترسيخ وجوده كطرفٍ فاعلٍ في معادلة الحفاظ على الأمن القومي العربي، حيث تربطه علاقات جيدة مع السعودية وبوادر انفتاح سياسي مع مصر عبر لقاء السفير المصري مؤخراً بالرئيس عيدروس الزبيدي".

ولفت إلى أن لقاء سفير مصر بالرئيس الزُبيدي: "يحمل معه خطوة اهتمام من قبل مصر في تدشين اتصال مباشر مع القيادات الجنوبية وهو بلا شك يأتي تأكيداً من القاهرة بشأن أهمية ومحورية القضية الجنوبية".

وأوضح أن: "وجود قنوات تواصل بين الانتقالي ومصر عبر اللقاء الذي جمع السفير المصري باللواء عيدروس الزبيدي انتصار سياسي للقضية الجنوبية التي نجحت في لفت الانتباه والاهتمام المصري تجاه النضال الجنوبي الذي رسخ نفسه كفاعل في المشروع العربي في مواجهة التنظيمات الإرهابية ومشاريع الفوضى".

 

شراكة جنوبية مصرية

من جانبهم، أكد سياسيون وصحفيين على أن لقاء الرئيس الزُبيدي بالسفير المصري، ومسؤول الملف السياسي اليمني، من أهم اللقاءات التي عقدها الانتقالي وقادته، نظرا للثقل الذي تمثله مصر.

وأشاروا إلى أن اللقاء له ما بعده لاسيما في مجال محاربة الإرهاب بما فيه تنظيم الإخوان، وكذا حماية الممرات الدولية وأمن واستقرار المنطقة ككل.

واعتبروا أن هذا اللقاء يأتي ضمن معركة الانتقالي السياسية التي يخوضها في الخارج، متطلعين إلى دور مستقبلي يؤسس لشراكة جنوبية مصرية جنبا إلى جنب مع التحالف العربي في محاربة التطرف والإرهاب وتحقيق السلام في المنطقة.

 

أهمية اللقاء

وأكد رئيس دائرة العلاقات الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي بأوروبا أحمد عمر بن فريد على أهمية لقاء ‏الزُبيدي بالسفير المصري، والمسؤول المصري عن الملف السياسي اليمني، تأتي من دور مصر المهم بالمنطقة.

وعقب إشارته إلى اللقاء قال بن فريد: "الدور المصري مهم وستبقى بيت العرب الكبير".‏

بدوره أعتبر الأديب والسياسي د. عبدالسلام عامر اللقاء ذات أهمية كبيرة، وقال: "من وجهة نظري هو من أهم اللقاءات التي تمت مع مختلف سفراء دول مجلس الأمن الدولي".

وأضاف: "تكمن الأهمية في الدور الإقليمي الريادي والفعال الذي تلعبه جمهورية مصر العربية في مكافحة إرهاب الإخوان وغيرها وتعزيز الأمن القومي العربي".

من جانبه، أكد الصحفي علاء عادل حنش على أهمية اللقاء، واعتبره ضمن المعركة السياسية الشرسة، التي يخوضها الرئيس الزُبيدي في الخارج برفقة وفد الجنوب المفاوض برئاسة د. ناصر الخبجي.

واعتبر حنش المعركة السياسية معركة لا تقل ضراوة عن المعركة العسكرية، والخدماتية، والتي تهدف لانتزاع اعتراف وضمانات دولية تؤيد استقلال الجنوب.

إلى ذلك قال الصحفي فتاح المحرمي أن: "اللقاء أهم لقاء على الإطلاق".

 

تطلع للشراكة

وذهب د. عبدالسلام للتطلع إلى شراكة مصرية جنوبية، في محاربة الإرهاب قائلا: "نتطلع بأن يمثل اللقاء خلق شراكة حقيقية للشعب الجنوبي وقواته المسلحة الصامدة في وجه التنظيمات الإرهابية بما فيها الاخوان المسلمين الموالين لتركيا، وكذا مليشيات الحوثي أداة إيران في اليمن، وذلك للحفاظ على امن وسلامة الممر المائي الدولي وباب المندب وامن وسلامة الجنوب وشعبه وتفعيل دور الشراكة مع الشقيقة مصر في المستقبل القريب بمختلف المجالات ان شاء الله".

 

لقاء له ما بعده

ويضيف المحرمي: "اللقاء أعقبه لقاء جمع السفير المصري بالسفير السعودي لدى اليمن"، مشيرا إلى أن: "اللقاءات أتت عقب أيام من تصنيف السعودية لجماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية، تدشينا لمواجهة التهديدات الإخوانية في الداخل السعودي".

وأردف: "من هذا المنطلق يمكننا القول أن هذا اللقاء له ما بعده، لا سيما ومصر تعد من الدول التي تحتل أهمية وثقل إقليمي ودولي، وقدمت أكبر خدمة للأمة العربية بكسر العمود الفقري لتنظيم الإخوان المتطرف، الذي يحمل أجندات تركيا وقطر (قطر التي تدفع وتمول فقط) ويلتقي في المصالح مع إيران ثالث أضلاع مثلث الشر المعادي للمنطقة العربية وأمنها واستقرارها".



شارك برأيك