آخر تحديث :الخميس 18 ابريل 2024 - الساعة:20:53:03
ذكّرت باغتيال "القعيطي" .. ندوة عن حرية الصحافة تحذر من خطر الاجتثاث البطيء لصحافة اليمن
(متابعات )


أقامت المجموعة الجنوبية المستقلة للدفاع عن حقوق الإنسان، الجمعة، ندوة عبر تطبيق "زوم" عن حرية الصحافة وحمايتها في اليمن بمشاركة العديد من الصحفيين البارزين في مجال الصحافة والإعلام، وحجم الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون.
وقد أجمع المشاركون بأن هذه المسألة لم تكن وليدة اللحظة في المشهد اليمني، وإنما لها جذور منذ ما قبل 2015 وقبل ذلك في حرب صيف 94م بين الجنوب والشمال.
وكان الصحفي والمصور الشاب نبيل القعيطي الذي اغتيل في 2 حزيران/ يونيو الماضي من هذا العام في العاصمة عدن من قبل مسلحين؛ حاضرًا في النقاش كنموذج مؤسف حول واقع الصحافة والصحفيين في اليمن.

أيضاً تطرق أصحاب الأوراق المقدمة بمن فيهم أسامة عدنان الذي أدار الندوة بنجاح مستعرضًا سير المحاورين كل على حدة.

حرية الصحافة.. علاقة طردية
واستعرض أسامة أهم الجوانب حول قضية الصحافة وحرية الصحفيين والانتهاكات التي يتعرضون لها على اعتبار أنها قضية وشأن عالمي.
مؤكدًا أن الصحافة الحرة هي انعكاس لمستوى وعي المجتمع وتقبله للرأي والرأي الآخر، وإدراكه لحقوقه وللدور الذي تلعبه هذه المهنة من أجل تسليط الضوء على مجمل القضايا الهامة.
كما أوضح أن العلاقة بين حرية الصحافة وحقوق الإنسان علاقةٌ طردية على اعتبار أينما وجدت الصحافة الحرة وجد مجتمع حر أيضًا.
منوهًا إلى أن تسليط الضوء سيكون حول حادثة اغتيال الصحفي البارز نبيل القعيطي، بالإضافة إلى الحديث حول حياته المهنية وعلاقته العملية بوكالات الأنباء العالمية.

أحداث وشهود
الورقة الأولى كانت من نصيب الدكتور/ توفيق جزوليت أستاذ حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في جامعة محمد الخامس في الرباط، ومراسل سابق لمحطه إم بي سي.. وأحد الذين قاموا بتغطية الحرب الأهلية في الصومال، وحرب صيف 94 بين الشمال والجنوب، وهو باحث في العلاقات الدولية.
تطرق جزوليت إلى تجربته في تغطية هذه الأحداث من واقع معايشته لها عن قرب، وعلاقته ببعض الشخصيات الجنوبية ومتابعته للأحداث منذ بدأت، وكيف تعرض العديد من الصحفيين حينها والإعلاميين للانتهاكات.
كما سرد بعض الوقائع والشواهد التي حدثت قبل وبعد مغادرته الجنوب عن طريق البحر مع مجموعة من العراقيين والعرب، بعد أن سمع بصدور فتوى التكفير من قبل أحد القيادات الدينية المحسوبة على تيار الإصلاح في صنعاء.
أيضا تطرق إلى مسألة تغييب الجنوب والقضية الجنوبية في المحافل الدولية وكتب التاريخ، على اعتبار أن صنعاء المركز هي الحاضرة دوما، محملا الإعلام الجنوبي مسؤولية هذا القصور.

الشهيد حضور لافت
بالنسبة للصحفي صالح البطاطي فقد جاءت ورقته حول الانتهاكات الصحفية، مذكرًا بأن اليمن حاليًا تقبع في المركز ال167 من أصل 180 في التصنيف العالمي التابع لمنظمة مراسلون بلا حدود.
كما عرج على بداية تعرفه بالشهيد الراحل نبيل القعيطي والتي بدأت، حسب قوله، مطلع العام 2018 من خلال حضورهم إحدى الندوات.
معلقا على ذلك اللقاء الذي جمعهما للمرة الأولى وكيف ظهر نبيل خلوقًا وهادئًا وبشوشًا يلفت الأنظار من حوله ويقيم علاقات مع الجميع بكل تواضع. 
ساردًا أهم القنوات ووكالات الأنباء والمواقع العالمية التي تطرقت إلى عملية اغتياله، من أمريكا وروسيا وفرنسا وألمانيا، وكذلك وسائل الإعلام العربية وحتى الصحافة والإعلام الإسرائيلي.
بعد ذلك أتى على واقع الانتهاكات الصحفية والمخاطر التي يواجهها الصحفي، وكيف يمكن حماية حقوق الصحفيين، إضافة إلى ذلك عمله إلى جانب الراحل والتقارير والأعمال التي تم إنجازها بالتعاون معه.

أبعاد اغتيال القعيطي
أما ورقة الصحفي حسين الحنشي - رئيس "مركز عدن للبحوث الاستراتيجية والإحصاء"، والذي كان يعمل فيه الشهيد نبيل القعيطي "رئيسا لقسم التوثيق المرئي"- وهو أحد أصدقاء وزملاء الشهيد، فقد جاءت لتضع المتابع الكريم أمام أهم الأحداث، والحيثيات، والابعاد المراد تحقيقها من وراء اغتيال نبيل القعيطي، وكذلك أوضحت الورقة الإمكانيات التي نال من خلالها الراحل ثقة الوكالات الإعلامية الدولية.
كما أنه ناشر ورئيس تحرير صحيفة "المرصد" التي كان يعمل فيها الشهيد نبيل رئيسا لقسم المراسلين ورفيقا دائما له منذ عقد من الزمان.
وقد درسا معاً العمل الإعلامي في مصر والاردن من خلال تلقيهما دورات مكثفة حول الإعلام الحديث والتلفزيوني.
وكان الحنشي شاهدا على كثير من المتاعب والانتهاكات التي تعرض لها كثير من الصحفيين، كما تعرض هو شخصيًا والعديد من زملائه للتهديد بالتصفية الجسدية من خلال رسائل متنوعة.
وقد أوضح أنه ظل على علاقة وملازما للراحل نبيل القعيطي في الأسفار والعمل حتى اللحظات الأخيرة قبل استشهاده.

اتهام الإصلاح بالاغتيال
في بداية الندوة أكد حسين على نقطة مهمة وهي أن نبيل القعيطي لم يكن مجرد مصور صحفي وصانع تقارير وحسب بل كان صاحب أفكار وقضية.
مضيفا إن اغتياله لم يكن سببه خلاف شخصي فردي أو إيديولوجي أو قضية فساد تم كشفها، ولا حتى وسط معركة حربية مثل مصير بعض الصحفيين حول العالم، وإنما كان الهدف منه قتل القضية التي كان يحملها، مثله مثل الفنان الفلسطيني ناجي العلي الذي تم اغتياله في لندن قبل عقود، حسب طرحه.
واتهم محسن الحنشي حزب الإصلاح وبعض قيادته بالوقوف وراء هذا الاغتيال، مستشهدًا بالتحريض المستمر عبر وسائل الإعلام ووسائل أخرى تابعة نفس الفصيل.
كما طرح محسن أنه ومن خلال مرافقته لنبيل فإنه متأكد بأن الرجل لم يكن له أعداء أو مشاكل مع أحد سوى هذه الجماعة.
وقد كشف بأنه تم إلقاء القبض على مجموعة من المشتبه بهم في اغتيال الصحفي نبيل القعيطي، ويجري حاليًا التحقيق معهم.

فيلم عن الراحل
في ختام الندوة استعرض المشاركون ومعهم مدير الندوة أسامة عدنان، فيلماً مصورًا ومترجمًا إلى اللغة الإنجليزية لما يقرب من نصف ساعة حول الشهيد القعيطي.
أبرزوا فيه أهم المشاهد الحية التي تم التقاطها للقعيطي، ومجموعة من الصور والتغطيات الصحفية التي كان يقوم بدورها الراحل.



شارك برأيك