آخر تحديث :الخميس 28 مارس 2024 - الساعة:17:30:09
صحف عربية: تركيا تشعل الحرائق حول العالم
(الامناء/وكالات:)

بات النظام التركي خنجراً مسموماً يمزق أوصال العالم، ويسلبه استقراره عن طريق نشر الفوضى والإرهاب بحثاً عن وهم استعادة أمجاد الدولة العثمانية، هذا ما أشارت إليه تقارير إخبارية، لافتة إلى أن "العالم لن يقف مكتوف الأيدي".
وتساءلت صحف عربية صادرة اليوم الجمعة، هل تشتعل جبهة القوقاز؟ خاصة مع ترقب روسيا وتحذيرات إيران.
"كرابيج" أردوغان
وفي التفاصيل، قال الكاتب ياسر عبدالفتاح في مقال بصحيفة عكاظ: "ورث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وسيلة القتل من أسلافه وأعمل آلاته القمعية على خصومه دون تردد، وبدا ذلك جلياً في تعامل سلطته الباطشة مع مدبري انقلاب يوليو (تموز) 2016، وظهر مشاركون في الحركة الانقلابية شبه عراة يسوقهم جنود غلاظ يحملون عصياً مدببة أشبه بالخازوق العثماني، وخرج رئيس تركيا منتشياً في تلك الليلة إلى شاشات التلفزة، في الوقت الذي كان عساكره يسحلون رفاق السلاح "في أنقرة من لم يمت بـ"الخازوق" مات بغيره".
وتابع "وعبّر الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ من انتهاك تركيا حقوق نشطاء حقوق الإنسان لم يسلم منه حتى مسؤولون سابقون في منظمة العفو الدولية. وفي العام 2016 اقترح أردوغان إعادة العمل بعقوبة الإعدام بالخازوق، مبررا دعوته بإصدار قرارات تناسب تحركات خصومه ومحاولتهم خلعه من السلطة، ولم يتجاوز الجلاد رغبات التشفي والانتقام فعملت سلطته على إعداد غرف غاز وحجرات للمحارق".
وأضاف "في كل بؤرة صراع حول العالم ابحث عن أردوغان.. أما العصا التركية الغليظة التي طالت الأقربين في تركيا، فتجاوزت حلفاءه من جماعات الإخوان، إذ أضحت إسطنبول مجمعاً ومتكأ لمئات الإرهابيين والتكفيريين الذين ينطلقون من تركيا لزعزعة الاستقرار في دول الجوار، ولعل المفارقة الغريبة أن جلاد تركيا الذي يزعم مساندة الحكومات الشرعية المنتخبة ضد من يطلق عليهم الانقلابيين لم يتردد في دعم واستضافة من يعملون من إسطنبول للانقلاب على السلطات الشرعية المنتخبة.. فالخازوق الأردوغاني يعمل في اتجاهين".
تركيا وإشعال الحرائق
من جانبها، لفتت صحيفة البيان الإماراتية في افتتاحيتها، إلى أن "تركيا فتحت الطريق للإرهابيين للعبور لزرع الرعب والموت في كل المناطق، حيث أنشأت لهم محميات في ليبيا وسوريا ومدتهم بالمال والسلاح لاستكمال مخطّطها نشر الإرهاب في العالم، واليوم تؤجج الصراع في ناغورنو كاراباخ بتحركات سرية لتحقيق أطماع توسعية، دون مراعاة للأرواح التي ستزهق، بالتزامن مع مواصلته أنشطة التنقيب الأحادية في شرق المتوسط، فأردوغان يفتح أبواباً للشر لا تغلق إلا بجبهة عالمية موحدة تتصدى لنواياه وألاعيبه سيما في ظل ارتفاع عدد من الأعداء والخصوم المتضررين من سياسته العدوانية".
وتابعت "أردوغان العاشق للدمار والخراب، أصبحت نهايته قريبة، فالعالم بدأ يتحرك لمواجهة سلوكه الخبيث بعدما تأكدوا من خلال أفعاله أنه رئيس نظام حاقد لا يريد الاستقرار للعالم، فقد ساهم في إشعال حروب ودمار غير مسبوقة، وقد حان الوقت لردع تصرفاته وجعله عبرة لكل من تسوّل نفسه التدخل في الشؤون الداخلية للدول".
أردوغان يتمدد
وفي سياق متصل، قالت الكاتبة هدى الحسيني، في مقال بصحيفة الشرق الأوسط، إن "تركيا أردوغان تتدخل في دول مستقلة وذات سيادة: ليبيا، وسوريا، فما بالك بإقليم قرة باغ... لذلك فلن ينتهي الصراع عليه، وقد يؤدي إلى حرب عبثية في القوقاز، إلا إذا أصبحت ناغورنو قرة باغ دولة مستقلة يعترف بها كل العالم، على الأقل تجنباً لمجزرة جديدة، خصوصاً بعدما أعلنت تركيا وقوفها في الحرب إلى جانب أذربيجان".
وتابعت "يبدو أن الدعم التركي قد شجع أذربيجان على مواجهة أرمينيا بشكل أكثر حزماً، والأهم من ذلك أن باكو صعّدت مؤخراً معارضتها القوية ضد إمداد روسيا أرمينيا بالأسلحة، والتي بدأت منذ اشتباكات يوليو (تموز) الماضي، ولم تتوقف بعد. هل تشتعل جبهة القوقاز؟ روسيا تراقب وعلى أهبة الاستعداد. إيران حذرت من سقوط القذائف داخل أراضيها. إردوغان يقول: حان وقت الحساب! المعارضة التركية اتهمته بتوريط تركيا في مخاطر أكثر... الليرة التركية ازداد انهيارها. والأرمن فهموا "وقت الحساب"، مجزرة جديدة! وتبحث المجموعة الأوروبية في مؤتمرها المقبل فرض عقوبات على تركيا".
أرمينيا تُعيد تركيا إلى القفص
من جهته، ذكر الكاتب مساعد العصيمي في مقال بصحيفة الرياض، أن "كل ما تفعله حكومة تركيا يدعو إلى السخرية.. فمن يقود دولة تتنقل ومرتزقتها بين أرمينيا وليبيا وقبرص وغيرها بلا شك هو سطحي أحمق.. وتلك الصفات تتسق تماماً مع العقلية التي يدير بها أردوغان بلاد الأتراك".
وقال: "نؤمن أن المصالح من يحرك الدول، لكن الفراغ النفسي العبثي هو من يحرك تركيا وفي السياق نفسه هناك دول تشبهها في العبث بشعبها والدول الرخوة كما هي إيران لكنها تعلي مصلحة قادتها وتفضح أكذوبة إنقاذ القدس ونصرة الإسلام وهي - أي إيران - الطائفية الشيعية تقف إلى جانب أرمينيا المسيحية وتساعدها بالمال والعتاد للانتصار على نظيرتها وجارتها الشيعية أذربيجان.. وهنا تسقط الشعارات التي تبنتها وجندت لأجلها المغفلين العرب". 
وأضاف "الفكر التركي السياسي كما الإيراني، كلاهما يعتقد أنه دولة عظمى وبما يدعو للسخرية ويثير الشكوك، يؤكد ذلك أن تركيا وإيران قد فشلتا في سياستهما الداخلية وأخفقتا في منح شعبيهما الاستقرار والرفاهية، بل إن الفقر يشتد والعملة المحلية بانحدار مستمر والاقتصاد يضرب أطناب الفشل في كل تعامل مع الآخرين، في ظل أن إيران محاصرة اقتصادياً، وتركيا تعاني الآمرّين في البحر المتوسط وبما جعل الطوق يشتد عليها حينما هبت أوروبا وأمريكا للانتصار لليونان وقبرص ضدها، اليوم العالم لن يقف مكتوف الأيدي وبلا شك أن أقل ما سيفعله مع الحماقات التركية هو أن يفتح الملفات والعبث والمجازر سابقاً وحالياً".



شارك برأيك