آخر تحديث :الجمعة 19 ابريل 2024 - الساعة:22:36:14
الخطة الكاملة لتقدم مليشيات المخلافي إلى الجنوب والساحل
("الأمناء" قسم التقارير:)

الخطة الكاملة لتقدم مليشيات المخلافي إلى الجنوب والساحل

ما هي أدوات وأجندات مخطط استنساخ سراج آخر لليمن؟

هذا هو تاريخ التدخل التركي في اليمن

مخطط إخواني لن ينجح ودعوة إلى التحالف للحزم


بتحركات سياسية وعسكرية، بالإضافة إلى حملات إعلامية مرافقة، يطل إخوان اليمن المسيطرون على قرار الحكومة اليمنية، بمشروع ومخطط لإيجاد سراج آخر في اليمن، على غرار ما حدث في ليبيا باختطاف الإخوان للحكومة وتوجيه قرارها لاستدعاء التدخل التركي، والتجييش للمليشيات والإرهابيين من أجل زعزعة أمنها واستقرارها واحتلالها ونهب خيراتها ومقدراتها.

 

الخطة الكاملة لتقدم مليشيا المخلافي للجنوب والساحل

وكشفت مصادر خاصة عن تفاصيل مخطط لتدشين مهام مليشيات الإخوان التي جرى تدريبها لأشهر من قبل القيادي بالجماعة حمود سعيد المخلافي وبتمويل من قطر.

وقالت بأن المخطط الذي يجري تنفيذه على أرض الواقع وبشكل حثيث يهدف إلى نشر هذه المليشيات في مناطق الحجرية وسيطرتها على كافة منافذ تعز نحو الجنوب والساحل الغربي.

 وكشفت المصادر بأن اجتماعاً سيُعقد غداً في مدينة التربة لتسليم مليشيات المخلافي لمنافذ تعز مع الجنوب عبر انتزاع مواقع استراتيجية تابعة للواء 35 مدرع في المنطقة.

 ومن المتوقع أن يضم الاجتماع المحافظ نبيل شمسان، وقائد محور تعز خالد فاضل، وأركان حرب اللواء 35 مدرع، عبد الملك الأهدل الذي يدير اللواء منذ اغتيال قائده الشهيد عدنان الحمادي مطلع ديسمبر من العام الماضي.

وبحسب المصادر فإن الاجتماع سيقر سحب قوات اللواء 35 مدرع من معسكر بيحان ومن معسكر جبل صبران وتسليمهما لمحور تعز شكلياً ليتم تسليمها لاحقا إلى مليشيات المخلافي.

وأكدت المصادر أن مجاميع من مليشيات المخلافي قد سبقت الاجتماع ووصلت إلى مدينة التربة بزي الشرطة العسكرية وتحت غطاء حملة أمنية لضبط تحصيل ضريبة القات، مؤكدة بأن استيلاء مليشيات المخلافي على معسكر بيحان ومعسكر صبران يمثل سيطرة تامة على منافذ تعز نحو الجنوب والساحل وعلى طريق هيجة العبد الشريان الهام للمحافظة نحو الجنوب.

 مذكرة بأن الاستيلاء على هذين الموقعين مثل هدفا وحلما صعبا بالنسبة لمليشيات الإخوان وكان سببا في افتعالها للصراع في مدينة التربة أثناء قيادة الشهيد عدنان الحمادي للواء 35.

مؤكدة بأن الجماعة تسعى لاستثمار اغتيال الحمادي وتولي عبدالملك الأهدل أركان اللواء المقرب منها في السيطرة على إزاحة تواجد اللواء في مناطق الحجرية وتفكيك وتشتيت قوته.

المصادر أشارت إلى أن هذا التوجه يتزامن مع تحرك موازٍ لمليشيات المخلافي في مديرية الشمايتين والتي تعد منفذا لتعز نحو مديريات الساحل الغربي.

وقالت المصادر بأن مليشيات المخلافي استكملت الأسبوع الماضي تموضعها في عدد من المواقع في مناطق دبع وبني عمر، كما عززت تواجدها في جبل راسن الاستراتيجي بأفراد وعتاد عسكري.

وتواصل مليشيات الإخوان عبر أذرعها العسكرية تعزيز تواجدها في مديرية المقاطرة المجاورة لمديرية طور الباحة بلحج، عبر قوات اللواء الرابع مشاة جبلي.

مشيرة إلى أن مقر اللواء في سائلة طور الباحة المقاطرة تحول إلى نقاط تجميع للقوات العسكرية الموالية للجماعة والتي تم طردها من عدن العام الماضي، وعلى رأسها اللواء الرابع حماية رئاسية.

 ولفتت المصادر إلى تحركات قوات اللواء لفرض سيطرته على منفذ تعز الوحيد وهو طريق هيجة العبد، وكان آخرها الكشف عن مشروع وضع ميزان للشاحنات على الطريق لفرض رسوم مرور على الشاحنات والبضائع القادمة الى تعز.

ويقف خلف المشروع قيادات إخوانية بالمنطقة وقيادات عسكرية في اللواء الرابع وعلى رأسهم القيادي عبده سالم المقطري قائد موقع الجاهلي التابع للواء.

وبالإضافة إلى سعيها لإيجاد موارد لتمويل مليشياتها، تقول المصادر إن تحرك قيادات إخوانية وراء هذا المشروع يهدف أيضا إلى السيطرة على نقطة رأس هيجة التابعة للقوات الخاصة بعد أن تسلمتها من اللواء ٣٥ مدرع.

تحركات مليشيات الإخوان المدربة حديثا والممولة قطريا يأتي في ظل تصاعد دعوات من الجماعة بتدخل تركي في اليمن على غرار ما حصل في ليبيا، ويأتي بعد تقارير لصحف سعودية أكدت تلقي المخلافي ملايين من الدولارات من قطر لإنشاء هذه المليشيات في تعز.

 

تحرك سياسي

يقود جناح تركيا وقطر داخل الحكومة اليمنية (إخوان اليمن)، تحركات سياسية ضمن مخطط إيجاد سراج أخرى في اليمن على غرار ليبيا، وهو مخطط يبدأ بمساعٍ لعزل الرئيس عبدربه منصور هادي، ومن ثم تمكين الإخوان من الانفراد بالحكومة وقرارها على غرار ما حدث في ليبيا من اختطاف الحكومة من قبل الإخوان برئاسة السراج الذي شرع للتدخل التركي في ليبيا.

وربط سياسيون ما بين تصريحات قيادات في حزب الإصلاح الإخواني ووسائل إعلامه ونشطاء محسوبين عليه سبق وأن استدعوا ودشنوا حملات لاستدعاء التدخل التركي في اليمن، وما بين ما يحصل على الصعيد السياسي والعسكري لجناح قطر وتركيا داخل الشرعية، كتأكيد على هذا المخطط الإخواني، الذي قالوا إنه يبدأ بعزل هادي.

وقبل أيام أطل القيادي الإخواني ‏المحامي محمد ناجي علاو، والذي يدير منظمات إنسانية تابعة لحقوق الإنسان، ليحرض على القتل بالشوارع مجرد أن يستلم علي محسن الأحمر الحكم بعد هادي حسب توصيفه للدستور المعطل أصلاً بموجب المبادرة الخليجية.

 

تحرك عسكري خطر

وإلى جانب التحرك السياسي، يتبنى إخوان اليمن تحركا عسكريا هو الأساس لهذا المخطط، وذلك بتجنيد وتدريب الآلاف من عناصر المليشيات الإخوانية في تعز وشبوة بدعم قطري مع التركيز على تعز بدرجة رئيسية، وهو ما حذر منه خبراء عسكريون.

والأسبوع الماضي ‏تخرجت أول دفعة من المليشيا الممولة من قطر والتي تم تدربيها في عتق بشبوة، وفي تعز يتواصل التجنيد والتدريب لآلاف الشباب بتمويل قطري لحساب حزب الإصلاح الإخواني.

ويشرف على المعسكر والتجنيد وزير الداخلية نائب رئيس الوزراء في حكومة الإخوان المسلمين المسماة (الشرعية) ووزير النقل المدعو صالح الجبواني، وحمود المخلافي قائد مقاومة تعز، مع التركيز على تعز بدرجة كبيرة.

وقال الناشط السياسي زيد بن يافع: "التمهيد لسراج آخر في اليمن بدأ عندما قامت جماعة الإخوان بتصفية الكوادر الوطنية ابتداء من اغتيال الشهيد عدنان الحمادي في تعز وكثير من الكوادر الذين يرفضون التواجد التركي على الساحة اليمنية".

وحذر المحلل السياسي والعسكري العميد خالد النسي من هذا التحشيد العسكري، وقال: "المعسكرات التي تنشأ كل يوم في المناطق الجنوبية الخاضعة للشرعية تعتمد وبشكل كبير في ميزانيتها من موارد الجنوب من خلال النفط والجمارك في المنافذ والضرائب، وهنا الظلم مركب أن يستخدم مالك لقتلك. هذا ما جعل الجنوبيين يكفرون بكم وبوحدتكم وجعلهم صفاً واحداً ليضعوا حدا لظلمكم ودناءتكم".

 

تاريخ التدخل التركي في اليمن

مع تصعيد تركيا ومعها قطر من دعمها لأداتها في الداخل والمتمثلة بحزب الإصلاح، النسخة اليمنية من تنظيم الإخوان الدولي المتشدد، بهدف تعزيز نفوذها وحضورها في الداخل اليمني لتحقيق أطماعها بإعادة إحياء مشروعها الاستعماري، كشف الباحث في التاريخ د.محمود السالمي عن تاريخ التدخل التركي في اليمن.

وكشف د.السالمي في توضيح بعنوان "الأتراك والإمامة الزيدية": أن التدخل التركي في اليمن كان لمرتين في القرنين الخامس عشر والثامن عشر، مشيرا إلى أن هذا التدخل خدم النظام الإمامي الزيدي خدمة كبيرة من دون أن يقصد، وحوله من قوة ثانوية إلى قوة رئيسية.

وقال د.السالمي في التوضيح الذي نشره عبر حسابه على فيسبوك: " التدخل التركي في اليمن خدم النظام الإمامي الزيدي خدمة كبيرة من دون أن يقصد، وحوله من مجرد قوة ثانوية كانت تحتمي في معظم تاريخها بجبال شمال صنعاء، إلى قوة رئيسية تتحكم بالوضع العام في اليمن".

ويوضح د.السالمي، نتائج التدخل التركي الأول وقال: "أسفر التدخل التركي الأول في 1538الذي قضى على الدولة السنية الطاهرية التي كانت تعيق تمدد النظام الإمامي، عن ظهور ثورة الإمام القاسم في 1597 التي طردت الأتراك من الشمال وسيطرت عليه كله ولأول مرة في تاريخ الحكم الزيدي، ومن ثم مدت نفوذها بالسلاح الذي غنمته على معظم جهات اليمن".

وعن التدخل الثاني قال د.السالمي: "أسفر التدخل التركي الثاني في 1872عن نفخ الروح في النظام الإمامي من جديد بعد أن كان يعيش في أرذل مراحله بسبب الصراعات الداخلية الكثيرة على الحكم، فنتج عنه ثورة الإمام يحيى في 1904 التي أجبرت الأتراك على منح المناطق الزيدية حكم ذاتي، وانتهت بسيطرته على الشمال كله، وقيام المملكة المتوكلية اليمنية".

وفي ختام توضيحه يأمل الباحث في التاريخ د.محمود السالمي أن لا يكون هناك تدخل تركي ثالث.

 

الهدف

وعن الهدف من محاولة تركيا لخلق وجود لها في اليمن، عبر إنتاج سراج آخر، رأى المحلل السياسي السعودي خالد الزعتر، أنه يأتي لإنقاذ مليشيات الحوثي الإيرانية في اليمن، ضمن التحالف التركي الإيراني وتبادل الأدوار فيما بينهم لاستمرار دوامة الفوضى.

وقال الزعتر: ‏"محاولات تركيا لخلق وجود لها داخل الأراضي اليمنية تهدف لإنقاذ الميليشيات الإيرانية التي تعيش حالة من الإنهاك النفسي والعسكري وهو جزء من التحالف التركي - الإيراني القائم على تقاسم الأدوار لاستمرارية إغراق المنطقة في دوامة الفوضى".

 

مخطط لن ينجح ودعوة للحزم إلى التحالف

ويجمع نشطاء جنوبيون على أن المجلس الانتقالي الجنوبي وقواته الجنوبية يتصدون وبكل قوة لهذا المخطط، وقد أفشلوه في سقطرى وفي أبين، كما أنهم يشكلون حائط صد منيع أمامه، وبالتالي لن يكتب له النجاح، باعتباره مشروع تعارض مع التوجهات الإقليمية ويستهدف أمن واستقرار المنطقة العربية، ويسعى لإعادة الاستعمار العثماني وأطماعه.

وعلى اعتبار أن (إخوان اليمن) جناح تركيا وقطر داخل الحكومة الشرعية التي يدعمها التحالف العربي، فقد دعا النشطاء التحالف العربي إلى موقف حازم من التدخلات التركية ومخططها لإنتاج سراج آخر في اليمن على غرار ليبيا، حيث أن المخطط يستهدف أمن واستقرار المنطقة العربية، وأضراره سيشمل الكل.



شارك برأيك