إن  الحكومة التي لا تستطيع أن تظمن كرامة مواطنيها في توفير ابسط الخدمات وأهمها الكهرباء والماء وتوفير المستشفيات ومدارس وشروط العيش الكريم وتساهم في تكوين مواطن واعٍ بحقوقه وواجباته ومسؤول واعٍ بمسؤوليته ليست بحكومة بل هي عصابة من الأساس..! 

لهذا المجلس الانتقالي اعلن مؤخرا بقراره عن إدارته الذاتية للجنوب وهذا يعد تخلي كامل عن هذه الحكومة لأي دور لها في الجنوب، ولم يأتي هذا القرار من فراغ بل اتى من بعد صبر طال أمده من فرض سياسة التجويع والتفقير لهذا الشعب  حتى اصبح "كل يوم يزداد فيه سوءاً وتردياً..؛ 

وبما أن المجلس الانتقالي اتخذ هذا القرار فيجب على كافة المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني الوقوف بجانبه والعمل بجدية على واقع الأرض والأهم بذلك على الانتقالي ان يلتمس معاناة المواطنين خصوصا في العاصمة عدن فحالها اليوم يضعنا أمام واقع مؤلم ومؤسف..؛ انقطاع للكهرباء وتدهور عام للطرقات والشوارع وتكدس القمامات وبحيرات بشوارعها اصبحت مملوءة بمياه الصرف الصحي والمجاري وإستقرار مياه الأمطار في شوارعها وانتشار الأوبئة والأمراض في ظل تردي بالجانب الصحي وقلة الإمكانيات وضعفها في المستشفيات الخاصة سواء ام الحكومية، الناس اليوم في عدن تموت بصمت وهدوء وخذلان وإمهال مريب، إذا لم يتحرك المجلس الانتقالي وكافة مؤسسات ومنظمات المجتمع المدني بمسؤولية جادة فالوضع في عدن سيكون كارثي لاسمح الله،
 ثقتنا في المجلس كثيرة ولازالت خيوط الأمل تترنح بين مشواره الذي يخطو به، لإن الشرعية انتهت وحكومتها أنتهى أمرها ونتهت مسؤوليتها  بالجنوب، فالمسؤولية مسؤليتنا نحن ابناء الجنوب  اليوم ويجب علينا حمل هذه المسؤولية بإنسانية وإخلاص  بعيداً عن ضجيج  وأوهام السياسة.

*"يوسف الحزيبي"*