آخر تحديث :السبت 20 ابريل 2024 - الساعة:10:52:23
ما الذي تمثله زيارة الوفد الأوروبي لمقر الانتقالي ؟ وما علاقة الزيارة بالتطورات الأخيرة ؟
الاتحاد الأوروبي في "جولد مور" بعدن
("الأمناء" تقرير / عـــلاء عـــادل حـــنش:)

زيارة وفد الاتحاد الأوروبي، الذي ضم عددا من سفراء دول قارة أوروبا التي تمثل ثقلًا سياسيًا واستراتيجيًا هامًا في العالم، إلى العاصمة الجنوبية عدن منتصف الأسبوع الجاري ولقائه بقيادة المجلس الانتقالي الجنوبي في مقر المجلس بجولد مور في مديرية التواهي، اعطى مؤشرات واضحة بالتوجه الاوروبي للاعتراف بأحقية الشعب الجنوبي في نيل استقلاله، واستعادة دولته كاملة السيادة على حدود ما قبل 21 مايو / إيار 1990م.

 

دلالات وجود سفراء اوروبا في مقر الانتقالي

محللون وسياسيون اعتبروا وجود وفد الاتحاد الاوربي في مقر المجلس الانتقالي الجنوبي بجولد مور يحمل دلالات كبيرة ابرزها الأهمية التي أصبح الانتقالي الجنوبي يحظى بها كشريك فاعل وأساسي في العملية السياسي بالمنطقة، بالإضافة إلى خلق شراكة بين الاتحاد الاوروبي والانتقالي في مكافحة الإرهاب لا سيما بعد أن برهن الانتقالي الجنوبي والقوات الجنوبية قدرتهما الكبيرة على مواجهة الإرهاب وهزيمته.

وأكدوا أن الزيارة الاوروبية لمقر الانتقالي تحمل رسالة شديدة المعنى بالمتغيرات الاستراتيجية القادمة التي سيشهدها العالم".

وقال المحللون والسياسيون، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء" أن: "الانتقالي الجنوبي استطاع فرض نفسه على المجتمعين (العربي والدولي) كقوة سياسية وعسكرية لا يمكن تجاوزه".

وأشاروا إلى أن زيارة وفد أوروبا للمجلس الانتقالي والأحداث الدولية الماضية تبرهن بما لا يدع مجالًا للشك بأن العالم أصبح يدرك أهمية عودة الجنوب كدولة مستقلة ذات سيادة.

 

سفراء أوروبا.. ماذا قالوا عن لقائهم بقيادة الانتقالي؟

مصادر خاصة أكدت لـ"الأمناء" أن: "سفراء الاتحاد الاوروبي ابدوا اعجابهم بالمجلس الانتقالي الجنوبي خلال لقائهم بحكومة الشرعية اليمنية برئاسة د. معين عبد الملك في عدن والتي جاءت بعد اللقاء بقيادة الانتقالي".

وقالت المصادر أن: "السفراء الاوروبيين قالوا لمعين (وجدنا تفهمًا عاليًا من قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي".

وأضافت المصادر: "كما اُعجب سفراء قارة اوروبا بالاستقبال الكبير الذي حظوا به عند لقائهم بقيادة المجلس الانتقالي في مقره بجو لدمور".

وتابعت تلك المصادر: "سفراء أوروبا دققوا على كل التفاصيل بما فيها الترتيبات الكبيرة التي شاهدوها عند دخولهم مقر الانتقالي".

وكان رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي الرئيس عيدروس قاسم الزُبيدي قد استقبل منتصف الأسبوع الجاري (الاثنين) في مكتبه بجولد مور في العاصمة الجنوبية عدن وفد الاتحاد الأوربي الذي ضم كلٌ من (السيد هانس جاندربرج، سفير الاتحاد الأوروبي لليمن، والسيد كريستيان تيستو سفير فرنسا، والسيد نيكولاس تروفي سفير مملكة السويد، والسيد ريكاردو ڤيلا نائب سفير الاتحاد الأوروبي).

وبعد أن رحب الرئيس الزُبيدي بالوفد الاوروبي، وتمنى لهم زيارة سعيدة وموفقة إلى عاصمة الجنوب (عدن)، أشار إلى أن هذه الزيارة لعدن تمثل دعمًا لجهود السلام وإنهاء المعاناة والحروب، وكذا دعمًا لتنفيذ اتفاق الرياض الذي ترعاه المملكة العربية السعودية.

وأشاد الرئيس الزُبيدي بالدور الأوروبي والسفراء في مجال المساعدات الإنسانية والإنمائية خاصة فيما يتعلق بإغاثة النازحين إضافة إلى الجهود المبذولة في دعم القطاع الصحي ومواجهة الأوبئة، مؤكدًا على دور الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي مارتن جريفيثس، ومساعيهما الهادفة لإحلال السلام في اليمن وإشراك الجنوبيين في العملية السياسية النهائية، باعتبار أن لا حل لأزمات اليمن دون حل قضية شعب الجنوب.

بدوره، أكد سفير الاتحاد الأوروبي (هانس جاندر برج) أن: "الاتحاد الأوروبي حريص أن يكون شريكًا فاعلًا للسلام وبالأخص مع المجلس الانتقالي الجنوبي، لتوفير الأمن والاستقرار بالمنطقة بما يصب في تنفيذ بنود المرحلتين الأولى والثانية من اتفاق الرياض"، في اشارة منه إلى الاعتراف الضمني بالمجلس الانتقالي كقوة فاعلة، وشريك رئيسي في العملية السياسية بالمنطقة.

وأشاد المسؤول الأوربي بتعاطي المجلس الانتقالي الإيجابي مع اتفاق الرياض وسماحه بعودة رئيس الحكومة د. معين عبد الملك لعدن، مشيرًا إلى: "رغبة الجميع للعمل لإيجاد آلية وصيغة مشتركة لدعم مسار التنمية بالمحافظات المحررة مع رئيس الوزراء بما يخدم تنفيذ بنود الاتفاقية وتوفير الخدمات للمواطنين".

من جانبه، عبر سفير مملكة السويد إلى اليمن (السيد نيكولاس تروفي)، خلال اللقاء الذي حضره الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الأستاذ أحمد حامد لملس، والدكتور عبدالناصر الوالي، واللواء سالم عبد الله السقطري عضوا هيئة رئاسة المجلس، والدكتور عبدالعزيز الدالي مستشار رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي للشؤون الخارجية، عبر عن سعادته لزيارة العاصمة عدن.

وأبدا (نيكولاس) استعداد الاتحاد الدائم للإسهام في عملية السلام وإنهاء الحرب.

محللون أكدوا أن عدم ذكر وفد الاتحاد الأوربي تمسكهم بالعمل تحت سقف الوحدة اليمنية مؤشر كبير على التوجه الاوروبي الجديد الداعم لاستقلال الجنوب.

وقالوا، في أحاديث متفرقة مع "الأمناء": "في أي لقاءات سابقة مع سفراء دول العالم كانوا يعبرون عن عدم التفريط بوحدة اليمن غير أن الأمر هذا تغير كليًا الان".

 

اعتراف ضمني بدولة الجنوب

سياسيون اعتبروا أن التحركات الدبلوماسية الجنوبية خلال الأيام الماضية تصب في صالح تأييد خطوات المجلس الانتقالي الجنوبي لتوفير الأمن والاستقرار في العاصمة عدن ودعم جهوده الساعية لاستعادة الدولة، وهو ما يسهل من المهمة الخارجية للمجلس الانتقالي الذي سيكون عليه حشد الدعم الدولي في صفه، بما يشير بأن الانتقالي يحقق خطوات ملموسة نحو تحقيق الهدف الأسمى المتمثل باستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة.

وقالوا: "منذ نشأة المجلس الانتقالي الجنوبي في الرابع من مايو / ايار لعام 2017م، لم يتوانى عن تطوير علاقاته الدولية لإدراكه بأنه سيكون أمام معركة ستدور رحاها خارج الحدود لإقناع المجتمع الدولي باستعادة الدولة".

وأضافوا: "المجلس الانتقالي دشن جملة من العلاقات الهامة مع البلدان الكبرى في مجلس الأمن والأمم المتحدة، انعكست على الزيارات التي قام بها الرئيس عيدروس الزُبيدي إلى بريطانيا وموسكو وعدد من البلدان الأخرى خلال عام 2019م".

وتابعوا: "الآن يحصد المجلس الانتقالي ثمار جهوده من خلال الدعم الدبلوماسي الذي يتلقاه من قوى دولية عدة ترى أنه يشكل ضمانة رئيسية لأمن الجنوب، بما يمهد للاعتراف بدولة الجنوب بالمستقبل القريب".

وكان الرئيس عيدروس الزُبيدي قد أكد، خلال حوار أجرته معه صحيفة مصرية، أن الوضع الدولي بعد اتفاق الرياض قد تغير، وأن الانتقالي الجنوبي أصبح شريك رسمي ويمكنه التحرك لأي دولة بأريحية.

ووجه رسالة إلى المجتمع الدولي قال فيها: "قضية الجنوب هي مفتاح لقضية اليمن واذا حُلت ستُحل جميع مشاكل اليمن".

 

شرعية الجنوب ومجلسه الانتقالي

الأكاديمي والسياسي الإماراتي الدكتور جلال عبد الله حاتم، أكد أن شرعية المجلس الانتقالي الجنوبي تترسخ يومًا عن يوم.

وقال، عبر "تويتر": "شرعية المجلس الانتقالي الجنوبي يوماً عن يوم تترسّخ، في حين أن أقنعة حزب الإصلاح الارهابي ومن لفّ لفهم تتساقط كل يوم وتكشف عن وجوههم القبيحة وباتت شرعيتهم المزيفة يوماً عن يوم تتآكل وتترنّح".

بدوره، علق الإعلامي بسام القحطاني، على لقاء الرئيس عيدروس الزبيدي بوفد الاتحاد الأوروبي قائلًا: "نصر جديد للجنوبيين فهذه الاجتماعات هي طريق لعودة الدولة الجنوبية".

فيما أكد عضو الجمعية الوطنية الجنوبية وضاح بن عطية أن المجلس الانتقالي الجنوبي أصبح رغبة دولية.

وقال عبر "تويتر": "الانتقالي رغبة دولية بعد أن أصبح إرادة شعبية ولا يوجد أي طرف منافس يستطيع أن يقنع الشعب الجنوبي ولديه القدرة على بناء الثقة عند الجوار والمجتمع الدولي غير الانتقالي".

وأضاف: "رغم وجود القصور إلا أنها شوائب سيتم معالجتها بعد أن اجتاز الانتقالي مرحلة الخطر والقادم أجمل بإذن الله".

 

إشادة أممية بالمجلس الانتقالي

يومًا بعد يوم، تحظى القيادة السياسية الجنوبية، ممثلة بالمجلس الانتقالي، بإشادة من أطراف دولية، تثني على الاستراتيجية الحكيمة التي يسير بها الجنوب في مواجهة التحديات المختلفة.

الإشادة الدولية صدرت على لسان مروان عزت العلي مستشار مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن جريفيثس، الذي عبَّر عن ارتياحه للدور الذي يقوم به المجلس الانتقالي في التعاطي مع الملفات السياسية الهامة وفي تعامله معها بمسئولية وموضوعية.

وأكد العلي خلال لقائه بالأمين العام لهيئة رئاسة المجلس أحمد حامد لملس، أنَّ المجلس الانتقالي أجاد التعامل مع المتغيرات والمستجدات بحرفية وديناميكية تجعل منه طرفًا أساسيًّا في معادلة صناعة السلام وطرفًا فاعلًا يسهم في مساعدة الجهود الأممية لبلورة الرؤية المتكاملة للتسوية الشاملة في اليمن التي من شأنها أن تؤسس لاستقرار وسلام دائم.

القيادة السياسية الجنوبية برهنت على حنكتها الاستراتيجية، في تعاملها "الصبور" مع الاختراقات التي تشنها المليشيات الإخوانية ضد بنود اتفاق الرياض.

التزام الجنوب بتنفيذ بنود اتفاق الرياض يندرج في إطار جهود الجنوب إلى جانب التحالف العربي فيما يتعلق بالحرب على الحوثيين، وهي معركة يقف فيها الجنوب إلى جانب التحالف في مواجهة المشروع الإيراني.



شارك برأيك