آخر تحديث :الخميس 25 ابريل 2024 - الساعة:23:05:23
مشاورات الرياض مخرجاته وقراراته تُعد انتصاراً للمجلس الانتقالي
عنتر الشعيبي

الخميس 12 ابريل 2022 - الساعة:22:01:16


اليوم من حقي أن اعلق وافند ما قرأته من الساحة كوني واحداً من أبناء الجنوب  الذي تكبد الويلات وعاش بين الحرية والاحتباس ومرت عليه مراحل كلها غير منطقية نتيجة الظلم والاضطهاد التي انتجتها تلك العقول المبلدة التي وصلت إلى القمة دون الاستحقاق الوظيفي في تربعها على السلطة عن طريق السياسة التي  اوصلتهم للقيادة دون أي فهم لإدارة أمور البلاد  مما حذاء بهم إلى خلق نوع من الفوضى الخلاقة غير مدركين ما يعانيه المواطن نتيجة اختلافهم.
واليوم وبعد صبر وعزيمة انتصر المجلس الانتقالي الجنوبي استطاع أن يحقق انتصارات سياسية وعسكرية من خلال مشاورات الرياض. 
 .طالما وأغلب شعبنا لم يكن يدرك بتلك القرارات ولم تكن في الحسبان فخلقت نوع من الانقسامات في التعليقات والتحليلات  على تلك القرارات والتي تفاجأ بها الجميع فمنا من يقول بأنها صائبة ومنا من يظن أنها خائبة بل ذهب أغلبنا إلى اتهام الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي بالبيع لدماء الشهداء والجرحى بالمنصب..

وبالرغم اننا كنا نظن أن مشاورات الرياض بأنها كسابقتها من الاتفاقيات التي ولدت ميتة  إلا أننا وبعد انبثاق منها تلك القرارات المتخلفة عن الاتفاقيات السابقة أراهن والامل يحذوني بأن المجلس الرئاسي  المشكل  سيحقق النجاح بحيث أنهم لم يأتوا بهم من فراغ وانما تم اختيارهم ليكونوا هم المسؤولين بدرجة أولى عن توجهات وتطلعات الشعب الجنوبي لأن النصر سيكون للاقوى على الأرض..
فبهذا القرار العظيم عرفنا الفرق بين مشاورات الرياض وجميع الاتفاقيات والمؤتمرات والحوارات السابقة لما كان من القرار الذي اختار ثمانية أشخاص كل واحد قيادي لمكون سياسي مختلف مع الآخر وحملوهم مسؤولية القيادة أمام الشعب والعالم فأصبحوا اليوم هم المحتملين كامل المسؤولية للانتصار  للسلام المنشود ..
وهناك من علق وكتب واختلف عن غيره حول النتائج فمنهم من زرع الامل ومنهم من احتفظ باليأس ومنهم من بقي بين البين 
فمع أول رآي كان من احد الاعلامين الذي قال عن نجاح مشاورات  الرياض بأنها  ستكون كبداية لبرنامج عمل وطني بتوافق جميع المكونات السياسية ..وهذا إعطاء أمله بأن قيادات المكونات المختلفة بالساحة  هي الحاكمة فيتحقق النجاح ..

وبعض من الناس كتب حول المشاورات وخصوصاً تلك النفر الذين لم تكن لديهم رؤية مستقبلية غير انهم سيطر عليهم اليأس من الاتفاقيات السابقة الذين افقدونا نحن أيضاً بتعليقاتهم ما كنا نملكه من بصيص من الامل عندما كتبوا في تعليقاتهم  بأنها  لم تكن بمستوى الانجاز الحقيقي لما يتطلع إليه شعبنا اليمني .وهذا كان مقتصر على ما استنتجوه من الاتفاقيات السابقة التي لم تتحقق على الأرض ..

وآخرين  قرأنا لهم كتابات  أشاروا فيها إلى أن نجاح تلك القرارات على الأرض  تحتاج إلى تطبيق عملي على الواقع وأنها بحاجة إلى وعي وثقافة وفهم شعبي ...
وهذه التعليقات متوافقة من الجميع لما للفهم والثقافة من أهمية  لأنجاح  مخرجات المشاورات لأن اغلب الشعب لم يبادر ولو بالكلام إلى الإسهام في إنجاح أي عمل وطني بل كل منا يقوم بزرع اليأس لدى المتشاورين والمواطن  بالتخوين للممثلين وهذا ما خلق الفشل لدى أصحاب القرار على الواقع .
وكل هذه التعليقات هي ناتجة مما كان يظن به  اغلبية الشعبين في  الشمال والجنوب في مشاورات الرياض بأنها كتحصيل حاصل وعبارة عن لقاءات تنتهي بما انتهاء به تلك اللقاءات والمشاورات والمبادرات السابقة التي غالباً ما تولد ميتاً .
إلا أنها جآت بعكس توقعات الشعب وخرجت بمخارج توافقية بين مكونات العمل السياسي وإعلان عن لجان ميدانية ورؤساء ومسميات جديدة ستكون على رأس الأمر لتنفيذ ما اتفقوا عليه في المشاورات بالرياض ..
فكانت المفاجأة لدى الشعب شمالاً والجنوب بما صدر من  قرارات كانت غير متوقعة وأكثرها إعفاء نائب الرئيس علي محسن الأحمر ونقل صلاحيات الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى ثمانية أشخاص من مختلف المناطق والمحافظات بالرغم من اختلاف ميولهم السياسي إلا أن مشاورات الرياض وضعتهم أمام المحك الحقيقي والأمر الواقع ليتحملوا المسؤولية الكاملة لتحقيق تطلعات الشعبين الشمالي والجنوبي فيما يروه مناسب للصالح العام ..
وتسليمهم قيادة السلطة كي يسيروا بهذا الشعب الخاسر والمتكبد مرارة الصراعات المزمنة بينهم نتيجة اختلافهم السياسي إلى بر الأمان .
والمجلس الرئاسي أكبر إنجاز في هذه المشاورات والذي عتبره العديد من المفكرين والمثقفين أكبر انتصار للسلام المنشود باختياره تلك الشخصيات التي انتجتها الصراعات السياسية والتي كانت ترسخ لأكوام من الأفكار السياسية المختلفة بعضها عن بعض وكانت تتزعم المكونات الفاعلة بالساحة  والتي كانت تعمل كلاً في سبيل إنجاح هدف مكونه السياسي مما خلقوا بيئة من الصراعات والاختلافات وأدت إلى خلق نوع من الازمات في مختلف المجالات الوطنية والسياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية  واختيارهم اليوم لقيادة البلد سيكون أكبر انتصار للسلام المنشود ولمكوناتهم السياسية  بوصولهم لمركز القرار .
فمثلاً اختيار الرئيس القائد اللواء عيدروس الزبيدي رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي  ليس كما يظن به البعض بأنه تخلى عن هدفه العام وهدف شعبه كما يتهمه البعض من الاغبياء بل كان ضرورة ملحة أن يكون ضمن قائمة المجلس الرئاسي لتزعمه أقوى وأكبر مكون جنوبي ومفوض شعبيا ممثلا لشعب الجنوب  وطالما ووطننا جزء لا يتجزاء من منظومة التحالف العربي لمحاربة التمدد الفارسي وأيضاً أوضاع البلاد وما وصلت إليه هي من فرضت عليه أن يقبل عضويته بالمجلس الرئاسي وباعتباره استحقاق جنوبي ومن حقه أن يمثل الجنوب من مركز القرار ليوجد للجنوب ثقل في ميزان الحكم ويكون صاحب قرار للسير بالقضية الجنوبية إلى تحقيق ما ينشده شعبنا الجنوبي..
 
بقلم الاعلامي
عنتر الشعيبي

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص