آخر تحديث :السبت 30 نوفمبر 2024 - الساعة:12:18:31
حراك جنوبي (مستنسخ)!..
ياسر الأعسم

السبت 00 نوفمبر 0000 - الساعة:00:00:00

 في وطني الذي يقدسونه..السياسة تنتعل الشعب ،ويكفرون بالحقيقة ،ويحكمنا جنون العظمة بشفافية ،ويعتقدون ان قتلنا بطولة ،ويصنعون في محرابه نعوشا للاطفال!..في بلادي التي مزقوها..يتقنون تعظيم الذات ،ويضعون اكيل زهور على راس الفساد ، ويدسون السم في قوت المواطن،ويتشدقون كل صباح ببناء دولة الظلم!..

 

صدفة في اجازة عيد الاضحى المبارك التقيت بناشط حقوقي جنوبي مشارك في الحوار،وسالته بعفوية عن (ملاطيم) القضية الجنوبية في(موفمبيك)،وحينها كانت نبرة التحدي في ذروتها ،والاصوات الجنوبية ترتفع مطالبة بندية التفاوض،وكان الصخب يتطائر في بلاط السلطة الرابعة ،وعلى جدران صفحاتالمواقع الالكترونية..

 

تنحنح ،وهز عنقه لكي يتحرر من ربطة الجديدة ،وقال محذرا: قد تصدمك الحقيقة ،ولا اريد ان افسد عيدك!..قلت له بنبرة جافة: ندرك مسبقابان حوارهم لن يضمد جروحنا..تردد لحظات ثم قال:كل مايحدث في (موفميبك)زوبعة في نفس الفنجان القذر!..

 

وعندما سالته عن الذين يحملون مشعل قضيتنا..تقلصت عضلات جبينه ،وقال:كثير من المواقف (العنترية) شحنات غضب مشروطة ،ومزايدات للاستثمار الشخصي ،وازيدك من الشعر بيت..تصور انه حتى المشروبات الروحية يتم توريدها الى الغرف على نفقة المؤتمر!..ماذا تنتظر من (سكاري)غير مشاريع ثملة ،ودولة تترنح!؟..

 

جزت اسناني على عقب السجارة ،واخذت نفس عميق ،ونفثت الدخان بعبث ليتسكع في الهواء.. حرك يده محاولا هشه ،واعاد النظارة السوداء لتستر نصف وجهه ،وودعني باابتسامة مشلولة!..بعد ايام صدور قرار جمهوري بتعينه في وظيفة محترمة!..

 

هذا الناشط كان عنيد في مناصرة قضية شعبه ،ومربتجربة قاسية ،واعتقل اكثر من مرة ،وقد تكون الوظيفة حق وليس ابتزاز او ثمن موقف،ولكننا نشعر بتانئب الضمير اتجاه الذين يزحفون باقدام حافية ،وبطون خاوية ،ويحتشدون في الساحات مع كل مناسبة ،ويموتون كل لحظة في الشوارع الجنوب!..

 

نبغض منطق التخوين ،ولكننا ايضا نكره المواقف التعيسة ،فمصير الشعوب ليس فسحة!..هرولوا الى (صنعاء) كتلة ،وقالوا انهم ذاهبون الى عرين الاسد ،وارواحهم على كفوفهم لينتزعوا حقوق الجنوب ،ولن يقبلوا بانصاف الحلول او يتنازلوا عن ذرة من ترابه ،واحترمنا وجهة نظرهم ،وبعد ستة اشهر نشروا غسيلهم،وانشقوا،واصبحوا (فرافر)،وانسحب كثير منهم ،وعادوا الى صفوف الجماهير،وتركوا شرف ،ومصير القضية وسط المعركة،وفي نهاية الحوار امسى في رداهة (موفمبيك) حراك،ولكننا لا نعلم يمثل من!..

 

من يملكحق تقديم تنازلات نيابة عن شعب الجنوب ،والتوقيعباسم حراكه!؟..خاصة ان معظم الموجودين في الفندق اليوم(مستنسخين)،ولمتمس وجوههم حرارة الشمس ،ولم يفقدوا عزيزا في الميادين اويشاركوا في تشييع جثمان شهيد اويتطوعوا بزيارة جريح جنوبي،وزيد على ذلك انبعضهم من مخلفات نظام(صالح)،وسبق،واعلنوا بانهم لا يمثلون الا انفسهم!..

 

نشعر بان ايادي كثيرة تحكم قبضتها على الخنجر ،وتتكى عليه بقوة ،ليتوغل نصله اكثر في عمق جروحنا ،ويغرق في بحر دمائنا!..

 

* نصيحة مجانية:

الرجل الذي حرر (الهند)كان نصف جسده عاري ،ولم يملك (عمر المختار)غير نظارته،ولم تكن كوفية (جيفارا)مطرزة بالعقيق ،ولم تكن رطبة عنق(مانديلا) اخر موضة او يركب سيارة مصفحة ،وهذا الفرق بين من يخلده شعبه ،ومن يلعنه وطنه!..

 

 

شارك برأيك
إضافة تعليق
الأسم
موضوع التعليق
النص